رؤية خاصة للمشهد الليبي في الوقت الراهن

رؤية خاصة للمشهد الليبي في الوقت الراهن …..
هل تحيي مغامرة حفتر الخيار الفيدرالي سئوال مطروع بإحدى صفحات الفيسبوك …...

بكل تأكيد بل حتى الأنفصال عن الدولة . والمشكلة هي أن المسرح أصبحت تتجاذبه ثلاث قوى وهي, القوة التي يقودها حفتر , والأخوان ومليشياتهم من المتطرفين , والرافضين للغزو وما يسمى بالسابع عشر من فبراير من أساسه . ثلاث قوى رئيسية , فالأخوان ومليشياتهم يسيطرون على مفاصل الدولة ويدعمهم الغرب وتركيا وقطر , وحفتر يعتمد على دعم قبائل الشرق ومن تبقى من الجيش . ولكن لن ينجح حفتر بسهولة إن لم يسانده الجيش بأكمله والقبائل في الغرب والجنوب .
اللواء حفتر ومن معه لن ينتصروا على قوات المتطرفين حتى وإن أخرجهم من بنغازي أو حتى من درنه . فهم أي المتطرفين اصبحوا منتشرين في كل البلاد وقاعدتهم الأساسية في الغرب هي مصراتة التي عن طريقها يتلقون السلاح والأموال من قطر وتركيا بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية والأتحاد الأوربي وهم لن يتخلوا عن الأخوان وجيش مليشياتهم من المتطرفين .
الذين يؤمنون بأن المؤامرة الدولية على ليبيا وقيادتها لا يريدون الأعتراف بأن 17 فبراير نكبة ويصرون على أنهم قاموا بثورة . وهم ما من شك لو إنتصروا على التطرف سينفذون برنامجهم الذي أعده الأمريكيون والأوربيون . لكنهم إن لم يحصلوا على دعم الرافضين للغزو ويعتبرون بأن جميع المؤيدين للغزو الأوروأمريكي قاموا بعصيان مسلح وقاتلوا أبناء الجيش وقوات الأمن والمتطوعين من أبناء الشعب لصد العدوان الخارجي , فهم ما من شك سيخسرون المعركة ضد الأخوان وجيشهم من مليشيات التطرف .
وفي نهاية المطاف سيكون الجميع خاسرين ولن يكون بوسعهم العودة بالدولة إلى ما كانت عليه من أمن وسلام , وسيزيدون من الطين بلة وسيخسر الجميع ويقعون تحت حكم الأخوان ومليشياتهم وسيستمر فقد السيادة الوطنية وبذلك يتحقق البرنامج الأوروأمريكي بتنصيب الأخوان وزعزعة كامل المنطقة , ويفقد مدعي الثورة في فبراير 2011 كل ما كانوا يأملونه بحقدهم على الشهيد معمر القذافي الذي لا سبيل لهم في رفضهم لكونه زعيم مناضل على الساحة الدولية طوال إثنين وأربعون سنة لا يستطيعون إستنقاص يوم واحد منها .

ما هو الحل الذي يمكن أن يتدبره الجميع من الناحية النظرية

سبق وأن كررت مرارًا على ضرورة تشكيل المجلس الأعلى للقبائل الليبية , بإعتبار أن القبائل هي المؤسس للدولة الليبية , والقبيلة هي الحزب الطبيعي وهي إمتداد للعائلة والعشيرة , ومجلس القبائل هو الذي يجمع الليبيين للحفاظ على وطنهم وسيادته . لكن الأخوان وجيشهم من المتطرفين هم ومن أخذوا يشكلون من يسمونها بمؤسسات المجتمع المدني وهم طموحين بإمتياز للسلطة ويريدون نعت تجمعاتهم على أنها مؤسسات , بينما كلمة مؤسسة لا تكون إلاّ حكومية , والتعبير الأداري الصحيح هو (التجمعات الشعبية ) لكنهم دائمًا يترجمون عن الأوروأمريكيين ويريدون إدخاله في عقول الناس , فلا تعطوهم هذا الحق .
وأعرض رأيي في هذه الخطوات :

1 ــ ضرورة العمل على تأسيس ’’ المجلس الأعلى لشيوخ القبائل’’ ويصبح لكل قبيلة فيه ممثل أو
أكثر وتختار ممثليها بالطريقة التي تراها . ويبقى هذا المجلس كمجلس دائم تلجأ له الدولة في
حالات الشدة .
2 ــ اللواء خليفة حفتر هو أحد ضباط الأول من سبتمبر 1969 , وأقحم في غزو تشاد وأنقذته وجنوده
الولايات المتحدة الأمريكية , وشارك في الغزو وساهم في إنجاحه لعدم إدراكه بأن المخطط
يفوق تقديراته لعدم إلمامه ببرنامج ’’ الأسلام هو الحل ’’ الذي يشرف عليه الأخوان وجيشهم
من مليشيات التطرف .
3 ــ ضرورة إنقاذ الوطن من الهيمنة الأوروأمريكية والقطرية والتركية , والبرنامج الأخواني وجيشه من
المتطرفين تستوجب التنازلات من جميع الأطراف من أجل إسترداد السيادة الوطنية , والتي بها
تتمكن الدولة من الرجوع على دول الغزو وهي بريطانيا والولايات المتحدة , وتركيا وقطر والأمارات
وجميع الدول التي ساهمت في تدمير الدولة الليبية وشن الحرب عليها من دون سبب إلاّ
الأكاذيب الأعلامية .
4 ــ إلتحاق جميع منتسبي الجيش تحت قيادة اللواء خليفة خفتر ودعمه من جميع القبائل الليبية في جميع أنحاء البلاد , شرقها
وجنوبها وغربها .
5 ــ قبول اللواء خليفة حفتر ومن يخضع لقيادته ’’ بالحركة الليبية الديموقرطية الشعبية ’’ كقيادة سياسة للمرحلة الأنتقالية من أجل
العودة لأنقاذ السيادة الوطنية .
6 ــ إعتبار جميع الذين قضوا في الحرب ضد الغزو ومع الغزو شهداء وعلى رأسهم الشهيد معمر أبو منيار القذافي
والأعتراف له بأنه الزعيم الشهيد الذي رفض الأستسلام للغزاة وقضى في ميدان الجهاد دفاعًا عن الوطن ضد مؤامرة
القرصنة على الدولة الليبية وشعبها وقيادتها وإعتباره القائد التاريخي لليبيا والقارة الأفريقية .
7 ــ مباركة الخطوة التي إتخذتها قبائل ورشفانة وما إعلن بمؤتمر القبائل بها .
وأخيرًا لا يوجد متطرفين في المجال الديني فقط , بل التطرف في المواقف السياسية هو أيضًا تطرف ويحرم الجميع من جوهر
التضامن الوطني , وعلى الأنسان قبل أن يطلب من غيره أن يبدي المرونة في مواقفه , عليه هو أن يبدأ بالمرونة . ولابد
للجميع من التخلي عن التعصب والحماقة والأنانية المفرطة وحب الأنتقام . على الجميع أن يعتبر الآخرون شركاؤه في الوطن
ولا يجوز له أن يحرمهم من شراكتهم له , فالوطن ليس ملكًا لمن يتعصبون لهذا المسار أو ذاك .
إن عزم اللواء خليفة حفتر على الدخول الفعلي في حرب مع الأرهاب يجب أن يؤخذ على محمل الجد وأن ما يفعله الآن هو
إستمرار لما كانت الدولة بقواتها المسلحة وقوات أمنها تفعله , فالجميع رجال ونساء سيكونون ضحية له وعلى رأسهم المنتسبين
للقوات المسلحة , وكافة الناس الذين تعتبرهم مليشيات التطرف كفرة ولا يستثابوا . مليشيات التطرف تكسب كل يوم بتجنيد
المستسلمين لها , والمعارضين لها يخسرون كل يوم , ومليشيات التطرف والأخوان يعتبرهم الأمريكيون والأوربيون هم
القادرون على حكم ليبيا ولا أحد غيرهم . والأوروأمريكيون في سبيل ذلك لن يتوقفوا عن دعمهم عن طريق قطر وتركيا .
مع أطيب المنى .
النقيب بحار رمضان الجبو ــ فرنسا 18 مايو 2014 .