درهم وقـايـة..اعتقال فيروس سي

في خطوة كبيرة ومتقدمة على طريق الاكتشافات العلمية المثيرة، نجح العلماء مؤخراً، ولأول مرة في التاريخ في عزل فيروس التهاب الكبد الوبائي «سي» داخل المختبر، وإعادة زرعه في خلية كبدية، ليتكاثر بطريقة مماثلة لما يحدث في الجسم البشري.
وهذا الإجراء لم يكن ممكناً من قبل ، لصعوبة اكتشاف هذا الفيروس وتحديد شكله، ما دفع العلماء أن يطلقوا عليه «اسم الشبح».‏‏

إن عزل الفيروس سي والتعرف عن قرب على خصائصه وهويته وطريقة تكاثره.. يشكل فرصة كبيرة للعلماء لمعرفة الأسلوب المضاد له.. وبذلك سيمكنهم من تحديد طريقة الهجوم عليه، سواء من الناحية البيولوجية بالأمصال، أم كيميائياً عن طريق الأدوية والعقاقير الطبية.‏‏

وبشكل عام فإن إنتاج الأمصال يكون أسهل نسيباً، والتوصل إليه أسرع، ولا يستغرق وقتاً، مثل إنتاج الأدوية والعقاقير. ومن المنتظر أن يكون اللقاح في متناول اليد في القريب المنظور. وجاهزاً للاستخدام، وسيصبح هذا التطعيم ضمن التطعيمات الإجبارية التي ينبغي للطفل المولود أن يتناولها.‏‏

ووكان العلماء يواجهون صعوبة بالغة في إنتاج لقاح ضد هذا الفيروس، رغم الأبحاث العالمية الكثيرة والمستمرة. وسبب الصعوبة أن فيروس سي يتميز أنه شديد التحور، ويستطيع الاختفاء في عدة أنواع من الخلايا، ولا يكون نشطاً في الوقت الذي يسبب فيه بعض الأعراض، ولأنه أيضاً يعيش داخل الخلية نفسها وليس خارجها، لذلك فإن الأدوية لم تستطع أن تصل إليه، أو تؤثر فيه.‏‏

وهو يشبه فيروس الأنفلونزا إلى حد كبير ما يستلزم تغيير اللقاح كل فترة، ولأن فيروس سي ينقسم إلى ثماني سلالات، بالتالي سيكون هناك لقاح لكل سلالة.‏‏

وختاماً..‏‏

ستكون البشرية سعيدة جداً بهذا الانتصار العلمي المذهل.. وبذلك تكون الحرب المقدسة ضد هذا الفيروس قد بدأت.. وبوادر النصر قد لاحت ضد أشرس فيروس أنهك البشرية.‏‏