جحيم العرب

بين أبي القعقاع وشرب الشاي بالنعناع، وارتداء النقاب وجهاد النكاح، والتكبير قبل الذبح على طريقة النعاج، نقف أمام حال أمة قيل أنها خير الأمم، فإذ بها تصل قاع الناسوتية بفتاوى مسوخية.

في سوريا ذبح وسحل وتكفير ومعارك للحكم باسم الله، وفي ليبيا يطوف السلاح، حرب البسوس في اليمن تعود، وفي مصر صراع بين العسكر والإخوان، محاولات تمدد للإرهاب في العراق، ومن نجد والحجاز يُصدر التكفير والطغيان، حتى سُد قلب الانتماء العربي من الوريد إلى الشريان، وأصبح الدم الفاسد غير قابل للسريان، انتشار للأوبئة والأمراض "كورونا" وتلوث وشح بالمياه، تمدد الورم السرطاني "التكفير والتطرف" تفلت السلاح في كل مكان، انتشار ظاهرة (الأمير والإمارة والخليفة والخلافة) وتحول الحرية والديمقراطية إلى سلعة تجارية تُباع في مولات السياسة ومتاجر الاستخبارات.

حريات مسموحة في بلدان وفي أخرى جلوس امرأة خلف مقود سيارة كارتكابها البغاء، لا للجينز والكرافات، فـ حي على الجهاد، دشداشة ولحية ومسواك وفي اليمين ساطور للجنة هو أفضل أداة.

و لم يعد للقومية والاشتراكية والليبرالية العابرة للطوائف والأديان أي بريق كما كان، فقط اتبع أمير الجهاد ومت كي تصل إلى أثداء الحوريات.

ما سبق كان نتاجاً لما يحصل في منطقتنا من أحداث في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر وتونس ولبنان والبحرين و الحجاز، الغرب لا زال مصراً على أنها رياح تغيير وربيع، وأعراب الرمال في صحرائهم وفي الشتات يباركون ويصفقون ويرددون ببغائياً نعم إنه النضال والجهاد.

في السياسة كما في كل شيء دوام الحال من المحال، وكل فورة تصل لنقطة ذروة لتبدأ بعدها بالخمول والإخماد حتى الاختفاء، وفي سوريا على ما يبدو رهان على إنهاء الصورة السوداء السابقة الذكر، فإما أن تكون دمشق قبر تلك الفتنة أو باباً لانتشارها، وهنا تجدر الإشارة إلى أن هناك محاولات أمريكية لنقل تلك الجائحة إلى كل مكان يتواجد فيه المسلمون ( كدول القوقاز والشرق الأقصى وغيرها) فتأملوا .