قطار سرقة سلطة الشعب على السكة …..........

قطار سرقة سلطة الشعب على السكة …..........
وتستمر المؤامرة على السلطة الشعبية الحقيقية , سلطة الشعب الليبي الحقيقية على أرضه وأجوائه ومياهه الأقليمة والأقتصادية..
السلطة الشعبية الحقيقية التي شرع الليبيون في التدريب عليها وممارستها أصبحت في مهب الريح . ريح الطموحات الشخصية والحقد والحسد والبغض والكراهية , هذه السلطة التي شارك في تأسيسها الليبيون المثقفون والمفكرون والباحثون من رجال ونساء لا زال التآمر عليها مستمر . هذه السلطة التي تمكن حتى أفقر الناس من أن يتبوّأ أي منصب في الدولة إن قبل به الناس لم يعد لها وجود إلاّ في ذاكرة من أحسّوا بها ودخلوا في تجربتها وأصبحوا يتوافقون معها لتحقيق الآمال في الديموقراطية الحقيقية التي يشترك فيها كل الناس , في المدن والقرى والأرياف والواحات . هذه السلطة سرقها رأس المال والمجندين له ليعيق الناس عن التشبث بها لأنها هي الوجه الحقيقي الذي يستوي فيه أفراد المجتمع رجال ونساء . هذه السلطة جاء رأس المال الذي كان متربص بها ليحمل عليها بأساطيله البحرية والجوية وقوات إسنادها الأرضي وتحالف معه الغائبين عن وعيهم لها والساعين للأثراء السريع حتى بتقديم ضحايا بشرية تُذبح كما تذبح الشياه . هكذا ذبحوا سلطة الشعب الذي يتكلمون بإسمه ويتشدقون بالكرامة وأصبحوا يتخذونها عنوان لمزيد من هدر الكرامة التي إشتركوا مع الغزاة في هدرها .
السلطة الشعبية الحقيقية إغتالوها لكي تحل محلها سلطتهم , سلطة الأكثر ثراءً والأكثر حملاً لسلاح الهدم والقتل والتنكيل والتعذيب والتشريد . سلطة الشعب الحقيقية تآمروا عليها مع الغزاة ولا زالوا يلعبون نفس السيناريو فيما بينهم معتقدين بأن الناس نسوا الغزو ونسوا حقهم المقدس الذي تم إغتصابه بمن تربوا بعيدًا عن أحضانها ولم يروق لهم ممارسة الناس لها على أرض الواقع .
بعد أن فشلوا في سرقتها بالأساطيل ها هم يختلقون الخلافات الشكلية لتثبيت سرقتها بألاعيبهم العسكرية بالسلاح الذين يتباهون به كالأطفال في شوارع بنغازي وطرابلس ويرددون كلمة ثوار حقيقيين ومزيفين من دون أن يدركوا بأن الزيف فيهم وفي مسلكهم على غير الهدى الوطني الشريف . ها هم يديرون آخر مسرحيات سرقتها بإعلان خليفة حفتر وتبعه عمر الحريري وهما من الضباط الآحرار الذين إشتركوا في إستلام مهمة الأمر والقانون سنة 1969 في ثورة بيضاء , ليتحولوا إلى ما يسمونه معركة الكرامة ويترأسوا المؤسسة العسكرية التي سبق لهم وأن فقدوا أماكنهم فيها لسبب أو آخر رغم أن الأسباب أيًا كانت لا تصل إلى التحالف مع العدو الخارجي .
لعبة حفتر ومن يسميهم ثواره الحقيقيين ليست إلاّ حلقة من حلقات المؤامرة الكبرى لسرقة السلطة الحقيقية من الناس وتقاسمها مع المتطرفين والأخوان . لعبة حفتر ليست لشيء إلاّ لأنجاح ما يزمرون له مما يسمونه إنتخابات كسابقتها التي سارع بها الغزاة لتغطية جريمة الغزو وإعطاؤه الصفة الشرعية التي إبتغوها لحربهم على ليبيا . كم يا ترى سيصل ثمن الصوت الواحد بالدينارات لكي لا نقول يدخل فيه اليورو والدولار ؟ خمنوا فهناك الفقراء الذين ستدفع بهم حاجة ستر حالهم إلى أن يبيعوا صوتهم لأنهم يدركون مسبقًا بأن المسئلة لا تزيد عن بيع وشراء .
بالله عليكم كيف تصدقون بأن هناك إنتخابات كما صدق البعض في المحاولة السابقة ؟ ما الذي كان ينقص التصعيد في نظام السلطة الشعبية غير صناديق الأقتراع التي تختلس وتستبدل بغيرها في الخفاء ؟ مالذي كان يمنع من الأستمرار بنفس النظام وتطويره وإدخال صناديق الأقتراع وفي حضور الناس وليس تعال حط صوتك وإنتلف .
الأنتخابات البرلمانية هي تكرار لنفس ديباجة البرنامج الآساسي لأختلاس السلطة الشعبية , كيف تكون إنتخابات في هكذا ظرف , وكيف تكون إنتخابات ومليوني ليبي هم ثلث السكان مشردين خارج البلاد , وكيف تكون إنتخابات وأعداد هائلة من السكان شرّدوا بالسلاح من مدنهم وأراضيهم وبيوتهم , كيف تكون إنتخابات والآلاف من الرجال والنساء في معتقلات المليشيات , كيف تكون إنتخابات بوجود قانون يحرم شعب بأغلبيته من المشاركة . يا لمهزلة الضحك الأمريكي الأخواني على الذقون , البرنامج مفضوح وإنكشف أمام حتى حيواناتنا الليبية . حفتر لأنجاح البرنامج في كماله بالأنتخابات وليصبح على رأس المؤسسة العسكرية , ومليشيات مصراتة لحكم طرابلس يا لفضائح السياسة المبرمجة أمريكيًا .
ما الذي ستعملونه , كل المدن والقرى والواحات كانت لها إستقلالها وبرامجها الخاصة بها ولم يكن ينقصها شيء حتى لصوصها كانوا يتربصون بميزانياتها والناس نيام . فعن أي ديموقراطية تتكلمون غير ديموقراطية الثراء واللهط والصفقات المربحة لكم . أول شيء كان مرتبات أعضاء مجلس المائتين الذي أقر رفع مرتبات أعضائه وأغرقهم إلى حدٍ لم تشهده ليبيا في تاريخها . هل هذا هو برنامجكم ؟ هل بنغازي ومدن الشرق كانت تنقصها الأستقلالية في إدارة شؤونها وأصبحت لا ينقصها شيء غير الفيدرالية ؟ ألم تكن أسس السلطة الشعبية متضمنة لما هو أكير من الفيدرالية ؟ .
يا للمهزلة يا ليبيين , بعضكم سيقول لا إن لم أشترك في الأنتخابات سيأخذون هم العضوية بمجلس المائتين أمريكي التصميم , والبعض الآخر سيقول إنتخبوا الثوار الحقيقيين لو فتشناكم لما وجدنا فيكم حقيقيين أكثر من عدد أصابع اليد وغيركم متسلق وساع لكل ما هو مادي والغير الآخر يعتقد بأنه أصبح إلـــه ويريد أن يكفّر غيره لوهم إعتقاده بأنه وصل إلى الروح الملاك . يا لخيبتكم , كفرتم بالأمان وما كان معدٌ لكم في برامج دولتكم التي كانت تريد أن تجعلكم أطفال مدللين , تبني لكم البيوت وتصرف عليكم في تعليمكم ودراساتكم في جميع أكبر جامعات العالم , وتشتري لكم السيارات , وأجهزة الحاسوب وتمنحكم مصاريف الزواج ووووو …. فماذا قدمتم مقابل هذه الآمال التي كانت أمامكم في العتبة , لكن تمكن غيركم وكفروكم وحملوكم السلاح وجعلوكم تقتلون وتُقتلون , فماذا تنتظرون من حفتر غير السير بكم على سكة الفقر والعازة والأمان بعد أن أمّن هو ومن هم على شاكلته بإرسال أبنائهم وعائلاتهم إلى الخارج لينعموا هم وتبقوا أنتم صمٌ بكمٌ عميٌ لا تفقهون من أموركم شيء ولن تكون لكم غير هراوة الدولة التي يريد حفتر وعسكرييه أن يمسك بها , وهراوة الدين التي يريد الصادق الغرياني ومريديه أن يمسك بها , هراوتين لن يكون لكم مهربٌ منهما .
وهل ثرتم على جشعكم وبغضكم وحقدكم وحسدكم لكي تنعتوا أنفسكم بأنكم ثوار وحقيقيون , وهل غيركم مزيفون ؟ وما زال ما شفتوا شيء من عبث أنفسكم لأنكم عشتم ثلاث سنوات ممّا مضى وسنوات قادمة لا محالة .
وإلى اللقاء إن أفقتم لحالكم .
رمضان الجبو