روسيا تزور سورية اليوم .. دعماً وتنسيقاً

نور الدين الجمال

تكريساً لصلابة الموقف الروسي وثباته حيال الأزمة في سورية، يقوم وفد روسي رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي بزيارة لسورية، اليوم الجمعة، ويضم هذا الوفد هذا عدداً من الوزراء الروس المعنيين بشؤون اقتصادية وسياسية وعسكرية لتفعيل العلاقات أكثر بين البلدين، خاصة في هذه المرحلة وعلى ضوء التطورات الإيجابية التي تشهدها سورية لناحيتي الميدان والمصالحات الوطنية، ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسي الذي سيحصل في الثالث من حزيران المقبل. وتتلازم زيارة الوفد الروسي العالي المستوى مع تواصل يومي بين القيادتين السورية والروسية لاستمرار التنسق والتشاور حول مجمل التطورات في سورية والمنطقة، بالإضافة إلى ثبات الموقف الروسي وصلابته في مجلس الأمن الدولي والذي سيشهد فيتو روسياً جديداً ضد مشروع القرار الغربي الذي أعدته فرنسا في شأن إحالة الملف السوري على المحكمة الجنائية الدولية، تحت ذرائع واهية لا تمت إلى الحقيقة بصلة، وبات واضحاً جداً أن المجموعات الإرهابية والتكفيرية المدعومة من فرنسا نفسها ومن الدول الغربية وبعض الدول العربية والإقليمية هي التي ترتكب المجازر في حق الشعب السوري وليس الدولة الوطنية السورية، على ما تدعي دول العدوان والتآمر على سورية.


تعتبر مصادر سياسية أن ازدواجية التعامل مع الزمة السورية من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في أوروبا والمنطقة تترجم حالياً من خلال محاولتهم إعادة تشكيل تنظيمات مسلحة تطلق عليها اسم «التنظيمات المعتدلة»، بحجة مقاتلة القوى الإرهابية الأخرى ومحاربتها، وفي المقابل مقاتلة الجيش العربي السوري لتغيير موازين القوى على الأرض، لكن هذه المحاولة الجديدة من داخل «غرفة العمليات» الجديدة التي أنشئت سيكون مصيرها الفشل مثل سابقتها، ولأنها فشلت جميعها فإن الدول التي تدعم الجماعات الإرهابية والتكفيرية تعمل على استمرار عملية الاستنزاف.

في مواجهة تلك المخططات، يستكمل الجيش السوري خطواته الميدانية وتحقيق المزيد من الإنجازات العسكرية المهمة في أكثر من منطقة، ويتبع أسلوباً ناجعاً في مواجهة الإرهابيين من خلال عمليات القضم ثم التطويق، وهذا ما يحصل في حلب وريفها راهناً، وفي درعا وريفها، خاصة في مدينة نوى ومحيطها وفي القنيطرة ودرعا بحيث يقطع خطوط التواصل بين حلب وريفها لمحاصرة الإرهابيين داخل المدينة. والأمر نفسه ينطبق على نوى ومحيطها ودرعا والقنيطرة بعدما فشلت المحاولات الصهيونية كافة في دعم الإرهابيين في تلك المنطقة.

كشفت المصادر السياسية أن في موازاة الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري، تتمّ عملية المصالحات الوطنية على قدم وساق، فالمعلومات المتوافرة حولها تشير إلى ان المصالحة ستتم في منطقة الوعر في المستقبل القريب، وقد تحصل قبل إجراء الانتخابات الرئاسية. وفي حال تمت هذه الخطوة فإنها تعتبر إنجازاً كبيراً ومهماً. وثمة في مدينة دوما المزيد من الاتصالات وممارسة الضغوط من قبل الأهالي على المسلحين لإنجاز المصالحة فيها، وما شهدته المدينة الأسبوع الفائت من تظاهرات كبيرة دليل واضح على رغبة المواطنين السوريين هناك في العودة إلى حضن الدولة الوطنية السورية. وتُجرى اتصالات مشابهة بالنسبة إلى منطقة الزبداني، وثمة في ريف درعا مؤشرات جدية وحقيقية لإنجاز مصالحات مع المسلحين السوريين، على أن يكون مصير المسلحين الغرباء إما تصفيتهم أو هربهم إلى داخل الحدود الأردنية.

ترى المصادر السياسية أن في ظلّ هذه التطورات في الأزمة السورية، فإن أيّ حلول لها ستتمّ في إطار الدولة الوطنية السورية وبوجود الرئيس بشار الأسد، وستأتي في إطارها الدستوري. وأي تغييرات يمكن أن تحصل ستتم في هذا السياق وتحت سقف الشرعية السورية وليس تحت سقف الإملاءات الأميركية.