أقول لأي متعصب لعصيان 17 فبراير سنة 2011 وما جلبه من غزو مدمر للبلاد

وأقول لأي متعصب لعصيان 17 فبراير سنة 2011 وما جلبه من غزو مدمر للبلاد ….
إن كان من بينكم مثقفين تعالوا نتحاور حوار بنّاء ونشرّح سببيتنا وسببيتكم , ونبحث إن كان لنا أي شيء مشترك في هذا الشأن . فأنتم تحاولون أن تلقوا بحقدكم وبغضكم وكراهيتكم على 42 سنة
مضت من تاريخنا تريدون تحميلها كل المآسي التي أصبتم بها أنتم والغزاة ليبيا وشعبها .
أنتم لا تريدون أن تعترفوا بأن ما حدث هو أن عصيانكم المسلح كان الخطوة الأولى في تطبيق المخطط الأستعماري الجديد لأعادة ليبيا وشعبها إلى الفقر والعازة والمذلة والفوضى منعدمة الأخلاق . وتريدون أن تقولوا بأن الجيش الذي توجه إلى بنغازي يريد قتل أهالي بنغازي بأكملهم .
في هذه النقطة لا أعتقد بأن أي أحدٍ لا منّا ولا منكم يستطيع أن يزايد على ما صرح به السيد مصطفى عبد الجليل بلسانه على شريط فيديوا من ندم وإعترافه بأن الشهيد معمر القذافي لم يصدر أي أمر بإطلاق النار . هذا الباب لا أعتقد بأن لديكم من يستطيع أن يكذب السيد مصطفى في ذلك .
الجيش الليبي كأي جيش في العالم من واجبه أن يقمع أي عصيان مسلح ويحفظ بالتعاون مع قوات الأمن على الأمر والقانون في البلاد . أنتم يا من سلمكم الغزاة مقاليد السلطة إستخدمتم مليشيات توجهت إلى ورفلة وقتلت وشردت وأصبح أطفال بني وليد الذين قتلتوهم بقنابلكم وعلى رأسهم الطفلة بلقيس مرجع لهذه الحرب على بني وليد . إستخدمتم جميع وسائل الأعلام التي إكتسبتوها بمال الشعب الليبي بالأضافة إلى ما وفره لكم الغزو من قنوات أشهرها ـ السي إن إن , البي بي سي , فرنسا 24 , والجزيرة , والعربية , لتحرككم بأكاذيب تلفيقية , مثلما لفق قادة مليشيات مصراتة إغتصاب نسائها من جانب جميع أبناء وبنات ونساء تاورغاء لذلك أخذتم تطاردونهم حتى في مخيمات لجوئهم بعد ما طردتوهم بقوة السلاح من مدينتهم التاريخية وأراضيهم وبيوتهم . من الطبيعي أن برقة لم تصليها بوارج الأساطيل البحرية وحاملات طائراتها بطائراتها وأشهرها الأباتشي القاتلة , وأن بيت الخويلدي ومن كان به و الذي قصفه التوماهوك ليس في برقة , والجمع الكبير من النساء والأطفال الذين ذبحتهم قنابل الأساطيل والطائرات في ماجر بزليتن لم يكن في برقة وووو ..
جميع البيوت والمعسكرات التي دمرتها سفن الأساطيل الأوربية والأمريكية وحتى طائرات قطر والأمارات والأردن من المعروف أنها لم تكن في برقة , لذلك من حقكم أنت لا تعترفوا بالغزو في برقة لأن الغزاة نزلوا بدبلوماسييهم ورجال إستخباراتهم قبل الشروع في القصف وتم إستقبالهم في برقة .
ولا أريد أن أثقل عليكم بل من حقكم أن تقولوا هذا ليس غزو لأنكم إستقبلتوا الغزاة كحبايب بالزغاريد والحفاوة التي نستحي منها نحن الرافضون لهم ولغزوهم .
كل هذا محسوب على المتعصبين منكم الذين يريدون نكران ما تعرض له جنوب ليبيا وغربها من غزو اوربي أمريكي بإعتراف الساسة الأوربيين والأمريكيين , وليس محسوب على كل أهل برقة الذين منهم رجال أكن لهم كل الأحترام وهم من قدامى ضباط بالجيش مثل المرحوم عبد العزيز الشلحي الذي إلتقيته وأبديت له كل الأحترام قبل وفاته , والعقيد محمد جبريل الذي شوقني للأستماع لأحاديثه الشيقة السياسية والأستراتيجية والأدبية , ومؤسسي السلاح البحري الليبي وهما السيد منصور بدر والسيد فهيم الجربي اللذين أكن لهما كل الأحترام رغم أنني كنت ضابط صغير الرتبة وبذلت قصارى جهدي في أن يستمروا في قيادة السلاح وحتى معمر طلب منهم الأستمرار لكنهم أبوا وتم تعيينهم كسفراء في عدة دول .
وأخيرًا إن أنتم ترجعون ما أوقعتم فيه وطنكم إن بقي لكم وطن إلى أخطاء النظام السابق وعلى شخص الشهيد معمر القذافي , أنظروا إلى من تجمعونهم في جمهوركم الذي تحاولون به المزيد من التضليل . أليس أغلبهم ممن كانوا يهتفون للشهيد ؟
تعالوا نجري حسبة مادية من دمار وأرواح لما حدث طوال 42 سنة وما حدث خلال ثلاث سنوات وأربعة أشهر : روح رجل بروح رجل ـ روح مرأة بروح مرأة ـ روح طفل بروح طفل ـ مبتور طرف بمبتور طرف ـ
يتيم بيتيم ـ أرملة بأرملة ـ مهجّر بمهجّر ـ سجين مات تحت التعذيب بسجين مات تحت التعذيب ـ
إغتصاب بإغتصاب ـ وسجين لازال حي بسجين لازال حي , وسجينة لازالت حية بسجينة لا زالت حية . بيت مدمر ببيت مدمر .
أعتقد لو أجرينا هذه الحسبة ما من شك ستكون مقارنة شبيهة بمقارنة حبة تراب بجبل .
يا سادة 17 فبرايركم من الأفضل لكم أن تكفّروا عن خيانة الوطن بالشجاعة في الأعتراف بخطأ إعطاء الفرصة للغزاة في أن يأسروا وطنكم تحت البند السابع ويصادروا سيادته التي تسعى القبائل التي إجتمعت في العزيزية بورشفانة المناضلة لأسترداد الوطن والتي رفضت التخلي عن الدولة بعلمها ونشيدها الوطني الذي دفعت ثمنه غاليًا من أرواح الجميع ولم ترفع لا العلم القديم ولا النشيد القديم لأن الرجوع لها فرضه الغزو وقبائل الغرب والجنوب رفضت الغزو وهو رفض شعب لا يتخلى عن أرضه وعرضه وكرامته الوطنية للغزاة .
من حقكم أيها المتعصبون لفبراريكم ومآسيه التي جلبها للوطن أن تنكروا بعدم وجود غزو لكنكم لن تستطيعوا محو آثاره وما أوصل البلاد إليه من دمار وشتات . وراجعوا أنفسكم فقد نالت منكم المكيدة الأوروأمريكية الأستعمارية وما عظيم ليبيا شئتم أم أبيتم الشهيد العقيد معمر أبو منيار القذافي إلاّ زعيم تاريخ ليبيا النضالي الحديث , وتحتاج ليبيا إن بقيت موحدة إلى قرون لتجلب زعيم مثله بهذه العظمة التي ستبقى في ذاكرتكم على مدى أنسالكم إن أنتم لم تصالحوا صورته في أذهانكم , والتي شيطنها إعلام الغرب والعرب .
أنا هنا أدون للتاريخ الذي ستقرأه الأجيال الليبية المستقبلية كما عشت ظروفه قبل سبتمبر 1969 وبعده إلى يومنا هذا .
النقيب بحار رمضان الجبو ـ فرنسا 27 مايو 2014