مصادر فرنسية: لم يعد هناك معتدلون في المعارضة السورية المسلحة

ليس هناك ما يشير الى أنّ الولايات المتحدة الأميركية سوف تسلم صواريخ ستينغر مضادة للطائرات للمعارضة السورية المسلحة، والمعارضة المصنفة معتدلة بحسب تعبير بعض الدول الخليجية، على رغم تصريحات الرئيس باراك أوباما التي فسرت على غير حقيقتها.

كان خطاب أوباما محبطاً لقيادات المعارضة السورية السياسية والعسكرية، لم يتحدث عن تنحّي الرئيس الأسد، لم يتحدث عن سلاح نوعي، قال إن على المعارضة محاربة المتطرفين، وقال إنه سوف يطلب من الكونغرس الأميركي دعم المعارضة السورية من دون أن يحدّد شيئاً أو يقدّم وعوداً بتقديم سلاح مضادّ للطائرات كما ترغب قيادة الائتلاف المعارض التي زارت واشنطن منذ عشرة أيام.

بل أكثر من ذلك ليس هناك أي وضوح حول ماهية الجماعات المحسوبة متطرفة وتلك المعتبرة معتدلة، فالفرنسيون يجزمون أنه ليس هناك من معارضة معتدلة ضمن الجماعات المسلحة في سورية، بحسب ما صرح لنا مصدر فرنسي عمل سابقاً مسؤولاً في جهاز أمني فرنسي.

المصدر قال إنه على رغم المحاولات الحثيثة منذ سنتين لخلق جماعات معتدلة يكون لها وزنها وقوتها ضمن المعارضة السورية المسلحة، ما زالت الجماعات المتطرفة كالنصرة وداعش وغيرها يكسبون الأرض على حساب المجموعات الأخرى، وهم حالياً تمكنوا من القضاء على كلّ شيء فعلي اسمه «جيش حر» في كلّ المناطق السورية التي تخضع لسيطرتهم.

وتضيف المصادر الفرنسية إنّ جبهة النصرة تمدّ سيطرتها على كلّ مناطق المعارضة المسلحة الواقعة خارج تواجد داعش، وآخر محاولات السيطرة كانت عملية اعتقال أحمد النعمة قائد المجلس العسكري في حوران سابقاً وقائد جبهة ثوار جنوب سورية، وعلى الغالب قامت بإعدامه من دون أية ردود فعل حقيقية عليها من جانب الجماعات الأخرى أو من قبل عشائر المنطقة.

وتقول المصادر أيضاً إنّ النصرة تحدت الأردن باعتقال رجله الأول في جنوب سورية، وهي استبقت المحاولات الغربية والعربية لعزلها عبر ضربات عدة نفذتها في الجنوب السوري الذي تسعى إلى السيطرة فيه على كلّ المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة، وهذا الوضع في الجنوب يأتي بعدما بسطت النصرة وداعش نفوذهما على كلّ الفصائل المسلحة في المناطق السورية الأخرى. وتتصارعان عليها حالياً خصوصاً في الشرق السوري.

في نفس السياق قالت مصادر عربية في باريس أنّ هناك صراعاً قوياً داخل حزب ميشيل كيلو اتحاد الديمقراطيين السوريين حيث يتهمه البعض باستغلال منصبه للحصول على المال الذي يتصرف به كما يريد من دون أن يشارك الآخرين.

وقد أصدر المكتبان الإعلامي والتنفيذي لاتحاد الديمقراطيين السوريين بياناً اتهما فيه كلّ من ميشيل كيلو، سمير سعيفان، مازن حقي وفايز سارة بـ«تعطيل عمل الاتحاد، وحرفه عن مساره وشقّ صفوفه، والتصرّف بأمواله على هواهم من دون محاسبة أو علم من طرف لجنة الرقابة».

وقال المكتبان في رسالة لهما وجهت إلى الأمانة العامة ولجنة الرقابة للاتحاد بأنه «كان المفترض، بعد عقد اجتماع مجلس الأمانة في اسطنبول في أيام 9-10-11 نيسان الماضي، أن تفتح صفحة جديدة عنوانها العمل الجاد لتفعيل عمل الاتحاد، واستكمال بناء مؤسسات الاتحاد، بعد أكثر من ستة أشهر من تعطيل عمل الاتحاد»، مضيفين: «غير أنّ المجموعة المكوّنة من ميشيل كيلو، سمير سعيفان، مازن حقي وفايز سارة، استمرّت في التكتل والتعطيل، بل ولجأت إلى شقّ صفوف الاتحاد، وعقدت اجتماعات حصرية بهذه المجموعة المنشقة، واستبعدت فيها باقي أعضاء المكتب التنفيذي، وراحت تتصرّف بأموال الاتحاد على هواها، من دون محاسبة أو علم من طرف لجنة الرقابة.