بعد فشل " كراكوزاتها " في حلب .. تركيا توقف ضخ مياه الفرات لـ "إخضاع السوريين"

في تدخل تركي جديد، وفي محاولة يبدو أنها تهدف لـ "إخضاع السوريين"، بعد عشرات المحاولات السابقة، سواء عبر تسليح وإدخال "الجهاديين" او حتى عن طريق الاعتداء المباشر، قطعت الحكومة التركية مياه نهر الفرات عن سوريا نهائيا، ما يُنذر بكارثة كبرى تطال سوريا في الدرجة الأولى، والعراق في الدرجة الثانية.

وتداول ناشطون من الرقة، التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" صوراً توضح أن منسوب المياه في بحيرة الأسد قد انخفض نحو ستة أمتار، ما يبقي ملايين السوريين من دون مياه شرب. في حين لم تصدر اية ردة فعل رسمية سورية على هذا الاعتداء التركي الجديد حتى الآن.

واشار متابعون لملف مياه الشرب إلى " أن انخفاض المنسوب متراً إضافياً يعني أن السد بات خارج الخدمة"، ما يعني إغلاق أو تخفيض الصادر المائي من السد، ريثما تعالج المشكلة الأساسية المتمثلة في وقف الوارد المائي إليه.

المضاعفات الكارثية للاعتداء التركي بدأت في الظهور، حيث انخفض مستوى المياه في ناحية الخفسة في ريف حلب الشرقي، حيث باتت المياه الموجودة في الخزانات الاحتياطية في الخفسة على وشك النفاد، ما يعني بقاء حوالى سبعة ملايين سوري دونَ مياه.

كذلك توقف سد تشرين عن تلقي أي قطرة ماء، وبالتالي توقفت عنفات توليده الكهربائي، ما يعني خفض كمية الكهرباء الواصلة إلى حلب وريفها، ودخولها في مرحلة جديدة من الظلام.

أما في الرقة، فقد باتت الجهة الشمالية من بحيرة الأسد خارج الخدمة بالكامل، من قرية سويدية الصغيرة شرقاً وحتى الجرنية غرباً، ما يهدّد بالعطش حوالي مليوني سوري فيها.

وتؤكد المصادر أن "فقدان السد لمخزونه المائي، يعني جفاف الطمي في البحيرة، ما يمثل ضغطاً على البنية الانشائية للسد، ويعرضه للتشققات والانهيار حتماً"، وبالتالي فإنه "لا بدّ من إغلاق السد للحيلولة دون جفافه". ومن شأن إغلاق السد (في حال قَبِل داعش) أن يؤدي إلى كارثة انسانية، وبيئية (حيوانية وزراعية) في سوريا، كما في العراق.

وتأتي هذه الأزمة الجديدة لتضاعف من جراح السوريين، الذين بدأ نزيفهم مع الانفتاح السوري على تركيا، التي يحكمها حزب العدالة والتنمية المرتبط بتنظيم الاخوان المسلمين العالمي، قبل أعوام، لتبدأ بعدها مرحلة النزيف الاقتصادي بداية، ومن ثم الانساني.

وفي حال عدم اتخاذ اجراءات سريعة للحيلولة دون وقوع هذه الكارثة، فإن مظاهر العطش التي عاشتها حلب خلال الشهر الماضي، ستتكرر، ولكن هذه المرة ستكون أعتى.

يذكر أن مسلحون تابعون لـ "الهئية الشرعية" المعارضة في حلب، والذين تربطهم علاقات قوية بالنظام التركي قاموا بقطع مياه الشربب عن حلب مدة 12 يوماً، قبل أن يرضخوا لضغوط شعبية ويقوموا بإعادة ضخ المياه، وهو أمر يبدو أنه لم يعجب تركيا، فتخلت عن كركوزاتها، وقامت بقطع مياه الشرب بنفسها.