إرهــاب لاســتـهــداف الـعـقـول والـدول

الإرهاب هو الاستخدام غير المشروع للقوة المسلحة سواء أكان من قبل فرد، أم عصابات أم جماعات مختلفة وشر الإرهاب والإرهابيين امتد ليكون عابراً للحدود وهو ذو نوعين إرهاب غير منظم تقوم به جماعات لتحقيق مآرب خاصة،
وإرهاب منظم يتمثل بجماعات إرهابية من جنسيات مختلفة تديرها وتشرف عليها دول غير ظاهرة أو مؤسسات أو هيئات مختلفة وذلك بقصد إضعاف الدول والسيطرة عليها وتفتيتها وهو ما يحصل في سورية.
حيث دخل الإرهاب عبر الحدود تديره دول استعمارية وتساندها دول أخرى من دول الجوار لمصالح مشتركة ومتبادلة والهدف هو القضاء على سورية دولة المؤسسات والقانون، سورية دولة الصمود ودعم المقاومة ضد الاستعمار الصهيو- أميركي شاء من شاء وأبى من أبى.
وللأسف تلك العصابات الإرهابية المنظمة ساندتها بعض العناصر ممن تم تضليل عقولهم عبر الإعلام المأجور والممنهج لخدمة إرهاب الاستعمار ومصالحه، فقد تقاسمت الدول الاستعمارية الأدوار لأجل محاولة اغتيال سورية البلد والإنسان سواء عبر المال أو السلاح، أو المرتزقة من مختلف الجنسيات وتدريبهم، وتم تشييد مئات المحطات الإعلامية والمنشورات والمواقع الإلكترونية لضخ السموم ومحاولة غسل العقول لتكتمل الخطة الجهنمية لاغتيال سورية ولكن تلك الدول وكل من ساندها ونفذ خططها اصطدموا بوعي ووحدة وتلاحم الشعب السوري ووقوفهم مع الجيش العربي السوري، هذا الجيش البطل المقاوم العقائدي وحامي الحمى الذي قدم التضحيات الجسام للقضاء على الإرهاب والإرهابيين وحماية الوطن والمواطن من جرائم العصابات المسلحة وكل من يراهن على تقسيم سورية واستهداف أمن واستقرار المواطن مصيره كمصير غيره من الغزاة الذين ابتلعتهم أرضنا المقدسة الطاهرة.
الإرهاب آفة تعانيها دول عديدة والقانون الجزائي الدولي يفترض أن يقوم على حماية المصالح الأساسية للمجتمع الدولي عامة وصيانة القيم والحقوق الكبرى للبشر ضد الإجرام ويعمل على مكافحة الإرهاب متمثلاً احترام سيادة الدول، ولذلك على منظمات المجتمع الدولي أن تنفذ التزاماتها في التعاون من أجل القضاء على الإرهاب والإرهابيين وتفعيل المعاهدات والاتفاقيات التي تحترم سيادة الدول والتعاون لتسليم المجرمين وفق الاتفاقيات المعقودة.
الإرهاب هو بركان حارق قد يضرب أي دولة ويهدد أمن واستقرار الدول والشعوب ولذلك على المجتمع الدولي أن يكثف جهوده لأجل القضاء على تلك الآفة.
وعن مفهوم الإرهاب كتب المحامي محمد الحسين رأياً قال فيه:

الإرهاب بين الدين والقانون



جريمة الإرهاب آفة لكل عصر فهي تضرب الآمنين في كل مكان وفي كل وقت لا تفرق بين صغير أو كبير، مريض أو صحيح، رجل أو امرأة تظهر بأشكال متعددة وبأنواع مختلفة وقد تطورت وسائل ارتكاب هذه الجريمة عبر العصور واستفاد منفذوها من التقدم العلمي والتقني الذي شهده القرن العشرون.
إن انتشار الجريمة الإرهابية في معظم دول العالم يؤكد ضرورة العمل على تفادي هذه الجريمة في كل دول العالم وبالوسائل المتاحة لحماية أمن واستقرار الدول المعرضة للإرهاب، وتكمن خطورة الجريمة الإرهابية في مقدرتها على بث الذعر في نفوس الأفراد، وهي حينما تكون فردية أو ذات غايات فردية فإنها تختلط وتتداخل إلى حد كبير بالجريمة الجنائية، ولكن الخطر الأكبر للجريمة الإرهابية يكمن في قدرة هذه الجريمة على بث الذعر في نفوس العامة من الناس حينما يكون الفاعل منظمة وتقف وراءها دول أو منظمات إرهابية غايتها الوصول إلى أهداف سياسية أو سلطوية كإلزام حكومة ما باتخاذ تدابير معينة في مجال اجتماعي أو اقتصادي أو قد تكون الغاية قلب نظام الحكم أو تغيير سياسة الدولة ونادراً ما يكون الإرهاب بلا هدف أو بلا غاية كالفوضوية التي سادت فرنسا في بدايات القرن المنصرم.

تعريف الإرهاب (بالمعنى القانوني والفقهي)

الإرهاب ظاهرة تتجلى في عمل عنيف أو أعمال عنيفة متفرقة معدة بشكل مسبق وهذه الأعمال الإرهابية تُحدث أثراً نفسياً لدى عامة الناس بإرعابهم وجعلهم يعتقدون أنهم مستهدفون إن لم يكن في هذه المرة ففي مرات قادمة، ولأن الإرهاب عمل منظم ومعد مسبقاً فهو يحتاج إلى تمويل لشراء الأسلحة والآليات والذخيرة والمتفجرات والأدوات التقنية التي دخلت في صناعة الموت إذ لا يمكن لفرد أو مجموعة صغيرة لا تملك المال اللازم لشراء الأدوات والعدد اللازمة أن تخطط أو تنفذ أي عمل إرهابي أو أي جريمة إرهابية، وقد يكون الهدف من العمل الإرهابي مشروعاً كالدفاع عن حقوق قررتها المواثيق الدولية مثل حق تقرير المصير وحقوق الإنسان أو كتحرير أسرى أو طرد غاصب للبلاد وقد يكون الهدف من العمل الإرهابي غير مشروع، كالعمل الإرهابي الذي يقصد منه قلب نظام حكم ديمقراطي أو صراع على السلطة من أجل السلطة، وفي الأعم الأغلب يكون فاعل الجريمة الإرهابية مؤمناً بعقيدة سياسية أو إيديولوجية أو دينية أو اثنية خاصة تدفعه لارتكاب فعل بهذه الجسامة والخطورة.

أما المعنى الفقهي للإرهاب

فقد عرفه أحد الفقهاء بأنه (استخدام للعنف أياً كانت صورته لتحقيق هدف محدد سياسي أو إيديولوجي وإن كان التركيز على الهدف السياسي كهدف نهائي ووحيد للإرهاب سيطر على كثير من الكتاب فالتزموا الهدف السياسي لوصف العمل بأنه إرهابي فالإرهابيون يستعملون العمليات الإرهابية لخلق حملة سياسية بمواجهة الحكومة أو السلطة السياسية التي لا يوافقون عليها).
وقد عرّفها أحد الفقهاء الآخرين بأنه (استخدام طرق عنيفة كوسيلة، الهدف منها نشر الرعب للإجبار على اتخاذ موقف معين أو الامتناع عن موقف معين).
يذكر أن سورية عدلت قانون العقوبات الذي يحمل مواد عن الإرهاب حيث صدر القانون رقم 19 لعام 2012 الذي عرف الإرهاب وشدد العقوبات على الإرهابيين من فاعل ومحرض وممول وشريك وقد جاء في تعريف العمل الإرهابي في القانون العمل الإرهابي: كل فعل يهدف إلى إيجاد حالة من الذعر بين الناس أو الإخلال بالأمن العام أو الإضرار بالبنى التحتية أو الأساسية للدولة ويرتكب باستخدام الأسلحة أو الذخائر أو المتفجرات أو المواد الملتهبة أو المنتجات السامة أو المحرقة أو العوامل الوبائية أو الجرثومية مهما كان نوع هذه الوسائل أو باستخدام أي أداة تؤدي الغرض ذاته.