احتجاز الجنود المصريين في سيناء عدوان على الدولة وهيبتها وكيل جهاز المخابرات المصري السابق: مرسي كان على علم بخطف الجنود

باتت شبه جزيرة سيناء خاصرة رخوة تنذر بخطر محدق يهدد نظام مرسي فشبه الجزيرة المصرية كانت قد شهدت منذ عام 2011 قتل العديد من أفراد الأمن المصري وصولاً إلى خطف الجنود في أيار الجاري، ويشير مراقبون إلى أن الرابط بين سيناء وغزة لا يقتصر على الأنفاق تحت الأرض بل إلى تنسيق بين الحركات الجهادية المتطرفة للضغط على الجيش المصري من جهة ولإقامة إمارة إسلامية بالتعاون مع حماس من جهة ثانية.
في هذا الإطار اعتبر عدد من السياسيين والخبراء العسكريين والأمنيين المصريين أن اختطاف الجنود في مدينة رفح من قبل جماعات متطرفة «جهادية» وإظهارهم في مقاطع فيديو معصوبي الأعين إهانة لكل المصريين وعدوان على الدولة وهيبتها، مؤكدين أن هذه الأحداث تتم بسبب تواطؤ الرئاسة و جماعة الإخوان مع هذه الجماعات لتحقيق مصالح وأهداف خاصة.
ونقلت «سانا» عن اللواء ثروت جودة وكيل جهاز المخابرات العامة السابق قوله: إن لديه معلومات تفيد أن رئاسة الجمهورية كانت تعلم بعملية خطف الجنود بسيناء قبل أسبوع من تنفيذها من خلال تقريرين تم رفعهما من قبل جهات سيادية إلى مكتب الرئيس تخبره أن عملية اختطاف لجنود أمن ستتم في شمال سيناء بعد أسبوع من وقت رفع التقريرين المذكورين إلا أن الرئيس لم يبت في التقارير المرفوعة ولم يصدر قراره باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع حدوث العملية.
وربط جودة بين ما سبق عملية الخطف الحالية ومذبحة رفح التي راح ضحيتها 16 جندياً مصرياً والتي أدت في النهاية إلى إقالة رئيس المخابرات السابق اللواء مراد موافي الذي كان قد رفع تقريراً يشمل تأكيداً بأن هجوما إرهابياً سينفذ ضد جنود رفح وكذلك لم يصدر قرار رئاسي بشأنها.
من جهته رأى اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية والاستراتيجية أنه لو تم التفاوض والاستجابة لمطالب المختطفين بالإفراج عن المتهمين الذين يطلبون الإفراج عنهم لكانت تلك نهاية مصر بسقوط هيبتها، مشيراً إلى أنه بعد ذلك ستظهر العديد من الجماعات المسلحة ويتكرر السيناريو نفسه وتزداد عمليات الخطف لتحقيق مطالب معينة وهذا بالطبع يؤدي إلى ضياع هيبة الدولة بل سقوطها.
وانتقد سيف اليزل البيانات الصادرة من رئاسة الجمهورية التي أكدت أنه لا تفاوض مع المجرمين، مشيراً إلى أن عملية التفاوض تتم منذ نحو أربعة أيام حيث إن هناك رموزاً سياسية وشخصيات من الحزب الحاكم سافرت لسيناء لحضور عملية التفاوض كما انتقد بياناً لرئاسة الجمهورية حول الحرص على حياة المخطوفين والخاطفين مشيراً إلى أنه لا توجد دولة تحافظ على دماء الخاطفين.
بدوره قال الخبير العسكري اللواء حمدي بخيت: إن بث هذا الفيديو على المواقع الإلكترونية وبعض القنوات التلفزيونية إضرار بسمعة مصر وإهانة للمؤسسة العسكرية، لافتاً إلى أن الجنود يتحدثون بشكل مختلف تماماً عن القواعد التي تعلموها داخل الجيش المصري حيث إن الطريقة التي يخاطبون بها وزير الدفاع تظهره كأنه شيطان أما الطريقة التي يخاطبون بها الرئيس محمد مرسي فتظهره كأنه ملاك.
بدوره قال الخبير الأمني العميد محمود قطري: إن هذا الفيديو هو من عمل الجماعات الإرهابية الأصولية المتشددة ويعد إعلاناً جديداً عن جماعات إرهابية جديدة استوطنت سيناء في غفلة من الأمن مؤكداً أنه من الطبيعي أن يردد الجنود ما يمليه عليهم الخاطفون وينفذون رغباتهم.
من جهته رفض الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد فكرة التفاوض مع المجرمين مختطفي الجنود، مشيراً إلى أن الدولة المصرية حالياً للأسف فقدت هيبتها فلا توجد سلطة تستطيع أن تجبر مواطناً على احترام القانون.
واعتبر البدوي هذا الاختطاف عدواناً على الدولة المصرية وأن التفاوض مع الخاطفين يساعد على إسقاط هيبتها ويشكل خطراً على استقرار البلاد.
من جانبه حذّر الدكتور عبد الله المغازي المتحدث الرسمي باسم حزب الوفد من وجود جماعات متطرفة ومجهولين يمرون إلى داخل سيناء عبر أنفاق الحدود مع غزة وانه لابد أن يتم وضع حد لتدهور الوضع الأمني فيها.
وقال المغازي: إن الرئيس مرسى يكبل الجهات العسكرية بسيناء كنوع من رد الجميل للتيارات الدينية ودليل ذلك أنه رفض التوقيع على حكم بالإعدام لعدد من المتهمين في حادث قسم شرطة رفح.
بدوره أكد الدكتور قدري يونس العبد الخبير بشؤون سيناء وإقليم قناة السويس أن سيناء أصبحت البؤرة المركزية للمشاكل الإقليمية في الشرق الأوسط تتقاطع معها شبكات ضخمة من المصالح الاقتصادية غير الشرعية من مخدرات وأسلحة وتجارة بشر وتجد فيها الاستخبارات مجالاً خصباً للعمل.
وأشار العبد في تصريحات خاصة لموقع صحيفة «اليوم السابع» المصرية إلى أن الأحداث التي تشهدها سيناء من فترة إلى أخرى ما هي إلا جزء يسير على السطح الظاهر لعمق تحاك فيه العديد من المؤامرات.
وأضاف: لذلك معظم الجرائم يتم ارتكابها في سيناء ومعظم مرتكبيها ليس من الضروري أن يكونوا من أبنائها لأن هناك شبكات اقتصاد ومال قوية متورطة فيما يحدث في سيناء.
وتوقع العبد أن تواجه مصر اختبارات عصيبة مع كل محاولة قوية لفرض السيطرة على سيناء فعيون المصالح المتناقضة تتبع الحركة المصرية من السودان وليبيا و«إسرائيل» وغزة والتيارات الدينية وشبكات الاقتصاد غير الشرعي.
وواصل عناصر أمن الموانئ المصرية أمس الأول إغلاق معبر رفح البري مع قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي والاعتصام بداخله احتجاجاً على استمرار اختطاف زملائهم قبل عدة أيام.
وذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية أن عناصر أمن الموانئ أغلقوا بوابات الدخول والخروج بالجنازير والأقفال وجلسوا خلفها لمنع حركة العبور من الجانبين مع انضمام بعض أسر الجنود المختطفين وقوات من معسكر الأمن المركزي بالأحراش والذي تعرض لهجوم مسلح قام به مجهولون صباح أمس الأول إلى الاعتصام.