تغيرات مثيرة في المشهد السياسي العالمي والإقليمي

على مايبدو فإن العكال يُنكس مرةً أخرى في خسارة سياسية جديدة تُضاف إلى أرشيف كبير من الخيبات المتتالية التي راهنت عليها أنظمة خليجية منذ عام 2003 وحتى اليوم، المشهد السياسي بات واضحاً لكل متابع، الروسي يُتوج قيصراً عالمياً من جديد، والصيني واقف على ركبيته قبل نهضته النهائية ليكون قوة عظمى أخرى، أما الإيراني فهو في مرحلة تشطيب لإنهاء ملفه النووي وانتقاله لمرحلة قطب إقليمي يحقق توازناً عالمياً في أهم المناطق من المعمورة، في حين يعول كل من سبق على السوري في معركته التي يخوضها.

الخليجيون يتقاطرون إلى إيران دعوة لوزير الخارجية الإيراني من قبل السعودية، سلطنة عمان على علاقات وطيدة مع طهران، والأمير الكويتي قدم فروض الولاء السياسي للمرشد الخامنئي أو على الأقل قدم أوراق اعتماد تغيير سياسة بلاده تجاه إيران وحلفائها، الروس بثقلهم وبكامل عتادهم الدبلوماسي باتوا أسياد اللعبة العالمية، فيتو لكل قرار يضر بمصالح حلفاء موسكو، تشكيل اتحاد أوراسي سيكون مقابلاً لاتحاد الأوروبي وقد تقدم حلفاء روسيا ( سوريا وإيران) بطلبات للانضمام إليه، العراق ثبت خياره والمالكي الحليف للسوري ضمن ولايةً جديدة له على الرغم من كل جهود النظام السعودي للحؤول دون ذلك، وفي سوريا الاستحقاق الرئاسي يتحول إلى بروفا لإعلان النصر الكبير على خصوم الدولة والنظام الذي راهن نصف العالم على سقوطه.

الخليجيون باتوا بحاجة إلى إعادة فتح قنوات مع كل من الروسي والإيراني ، وقد يكون ما أفاد به مصدر روسي مطلع من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في مدينة سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود، دليلاً على ذلك.

إذاً المشهد بات واضحاً كما قلنا و ما هي إلا مسألة وقت حتى تعاود أنظمة خليجية وحكومات أوروبية فتح قنوات اتصال مع دمشق مرةً أخرى، يؤكد ذلك اتجاه أعداء سوريا إلى حلفائها كتمهيد لعودة التواصل معها، ولن ننسى بطبيعة الحال ملف الإرهاب وخطر التطرف الذي بات عاملاً مشتركاً يؤرق الجميع ولا يمكن حله إلا من خلال الدولة السورية.
علي مخلوف - عربي برس