الشعب في سورية ينتخب

الدكتور محمد رقية

تشكل الانتخابات على مختلف مستوياتها بدءاً من انتخاب عريف الصف وحتى انتخاب رئيس الجمهورية احدى مظاهر الديمقراطية التى تمارسها الشعوب الواعية . واذا كانت الديمقراطية في البلدان الغربية الامبريالية هي ديمقراطية ﺍﻟﻐﻨﻲ على الفقير من خلال تكريس الاحتكارات والكارتبلات الرأسمالية والصناعية و تسخير الإعلام الذي تسيطر عليه لخدمة توجهاتها وانتخاب الرئيس الذي توجه به هذه الاحتكارات ووضع المواطن العادي في خيارين لا ثالث لهما أحلاهما مر . هذه هي الديمقراطية البرجوازية التي يتغنون بها والتي لايستطيع المواطن العادي أن يفعل شيئا" تجاه نتائجها . فهي ديمقراطية ضيقة مبتورة مزورة منافقة فردوسا" للأغنياء وفخا" وخديعة للفقراء . بينما لم تعرف إمارات ومهالك الخليج التي تشارك في التآمر على سورية مع هذه الدول الغربية سوي العبودية لشعبها ولا تسمح حتى بذكر كلمة ديمقراطية لديها . لا بل مجتمعات الجاهلية الأولى كانت لديها نوع من الحرية من خلال زعيم القبيلة أكثر من هذه المهالك الهالكة . أما في سوريا فقد عرفنا الديمقراطية والانتخابات وطبقناها منذ ماقبل الاستقلال . وفي هذا اليوم الثالث من حزيران جدد الشعب في سورية حياته الديمقراطية بممارسة حقه الانتخابي لاختياررئيسا" للجمهورية ضمن خيارات متعددة بكل حرية ونزاهة ووعي لانتخاب الرئيس الأكفأ والأقدر والأكثر خبرة على قيادة البلاد نحو المستقبل المشرق ضمن هذه الظروف الصعبة ، التي تعيشها سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات نتيجة الحرب الكونية من قوى الشر الظلامية والارهابية في العالم على هذا البلد المكافح والتي استطاع فيها السيد الرئيس بشار الأسد الوقوف في وجه هذه الهجمة الجهنمية بفضل معادلة الشعب والجيش والقائد ، ودعم قوى الخير الحليفة . إن التوافد الكثيف للمواطنين على مراكز الانتخاب رغم تهديدات الارهابيين والدول الإرهابية لهو دليل قوي على وعي هذا الشعب لطبيعة المرحلة وأهداف المؤامرة التي تحاك ضده وبالتالي فالسيد الرئيس هو الأقدر والأجدر لقيادة سورية في المرحلة المقبلة لتحقيق الانتصار على هذه القوى الارهابية المعادية والانتقال بسورية إلى مرحلة جديدة من البناء والإزدهار . بدءاً من بناء الإنسان وهو الأهم إلى بناء الدار ونشر الحضارة السورية ، إلى تكريس الثوابت الوطنية باستقلال القرار السيادي ومزيد من الحرية للشعب عبر مؤسساته المختلفة ومحاسبة الخونة والفاسدين وبناء الجيش القوي لتحرير الأرض المحتلة في الجولان ولواء اسكندرون وحتى فلسطين الجريحة . والتعاون مع قوى ودول الخير المعادية لمحور الشر والإرهاب في العالم . (المحور الإرهابي الإمبريالي - الصهيوني- الرجعي العربي ). سيشكل هذا اليوم نقطة مضيئة في تاريخ سورية وبداية مرحلة جديدة من النهوض الوطني لاستكمال الحرب على الارهاب والانتصار عليه وبناء سورية الحضارة والمستقبل .