سوريـــا بوابة التكفريين الى أوروبــــــــــــــــــــــــــــــا

عقد إجتماع تشاوري في العاصمة البلجيكية بروكسلن شارك فيه مسؤولون أوروبيون و ممثلون من وزارات الخارجية الامريكية و إدارات الهجرة و الشرطة و إدارات مكافحة الارهاب من أمريكا، تركيا و تونس. حيث تم مناقشة موضوع عودة المقاتلين الارهابيين الى البلدان الاوروبية بعد انتهاء الازمة السورية.
و قد أقر بعض الخبراء في شؤون مكافحة الارهاب أنه لا ينبغي دعم مسلحي القاعدة في سوريا فقط لانهم مخالفين لنظام بشار الاسد العلماني، لأن هذا سيكلف أوروبا الكثير من التبعات.
و حيث لا توجد احصائيات دقيقة عن عدد الارهابيين الذين وفدوا الي سوريا من خارجها، الا أن بعض الاحصائيات تقول أنهم أتوا من حوالي 70 دولة، و أن ما يقارب ألفين الي خمسة آلاف مقاتل قدموا من أوروبا، و بعض الروايات تقول 11 ألفاً ! هؤلاء الاشخاص كانوا في الاغلب منظمين ضمن جيوش جهادية كامنة في كل من فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، بلجيكا، النرويج، هلندا و ايسلندا.
يقول البروفسور بيتر نيمان، رئيس المركز العالمي المتخص في شؤون التيارات المتطرفة: أن ما يقارب الـ 1000 مقاتل من تنظيم القاعدة قدموا من دول اوروبية للقتال في سوريا و هذا ما يثر القلق لدى الغرب. أيضاً توجد في سوريا تيارات آخرى غير هؤلاء تمثل مصدر قلق للغرب و للعالم بأسره. فمثلا تمكنت القاعدة فقط خلال السنة الماضية من تشكيل جيوش خارجية يستلزم تشكيلها في أفغانستان مثلا 4 ألى 5 سنوات.
كما صرح أحد المسؤولين الالمان: إن من أهم ما يثير القلق لدى الدول الاوروبية، هو تشكيل الجيوش المتطرفة السلفية. و أضاف قائلاً: إن ما حصل في سوريا من تجمع للمسلحين المتطرفيين يعتبر أضخم تجمع للمسلحين المتطرفين بعد فترة الجهاد في افغانستان في الثمانينات من القرن الماضي و أن لهذا الحدث تبعات خطيرة جداً ، و تحتل فرنسا المركز الاول من حيث عدد المقاتلين الاوروبيين في سوريا حيث يوجد أكثر من 600 فرنسي متطرف يقاتل في سوريا حالياً.
كما يعتقد “آلن شوئه” أحد الضباط السابقين الفرنسيين في الوحدات الخاصة الفرنسية أن جميع الميليشيات المقاتلة في سوريا عند عودتها الى فرنسا سوف تحمل معها الفكر المتطرف و أضاف قائلا: أن أجهزة المخابرات الفرنسية تربطها علاقات جيدة مع المسلمين الفرنسيين و هي تراقب كل ما يحدث داخل هذه الشريحة من المجتمع الفرنسي. لكن المتطرفين الجهاديين ليسوا من ضمن المجتمع الفرنسي المسلم، هؤلاء تكفيريون و يتبعون الاسلام المتطرف الذي لا يشبه الاسلام الموجود في فرنسا. ولذلك فإن السيطرة على هؤلاء صعب للغاية.
كما تحدث “برناردكازنو” وزير الداخلية الفرنسية: لقد قمنا بعمليات خاصة في مدينة استراسبورغ و اعتقلنا 6 أشخاص كانوا يجيشوا الشباب المسلم للذهاب للحرب في سوريا. و أضاف قائلاً: إن عدد الفرنسيين المشاركين في الحرب في سوريا ازداد بشكل كبير في السنة الماضية ولم تقم الحكومة الفرنسية بأي عمل من شأنه منع هؤلاء من الذهاب الى هناك”.
يذكر أن فتاتين نمساويتين، سمرا كسينوفيتش 16 عام و سابينا سيلموفيتش 15 عام، من آهالي فينا اختفتا في الـ 10 من أبريل العام الجاري ليتضح فيما بعد انهما هربتا من بيتيهما و التحقتا بالمجموعات التكفيرية في سوريا. هاتان الفتاتان هما من عائلات مسلمة من اصول بوسنية هاجرت بعد الحرب في يوغوسلافيا الى النمسا و أقامتا هناك.
يقول “جيمس كومي” رئيس الـ FBI الامريكي: لقد ازداد عدد المقاتلين الخارجيين من أمريكا و الدول الاوروبية في سوريا بشكل ملحوظ في الاشهر الاخيرة.
و اضاف قائلاً: إن عشرات الامريكيين يلتحقون بصفوف المقاتلين في سوريا، و هذا ما يثير قلق الولايات المتحدة، لأن عودة هؤلاء الى بلدانهم سوف يساعد على نشر الافكار المتطرفة مما يمثل تهديداً للامن القومي الامريكي”
و ذكر جيمس كومي أن دولة بشار الاسد تواجه حالياً ما بين 75 ألف الى 115 ألف مقاتل خارجي متواجدين على الاراضي السورية.
و عبّر ممثل المركز العالمي المختص في شؤون التيارات المتطرفة، في الجامعة الملكية في لندن: أنه و بناءاً على بحوث أجريت في الشبكات الاجتماعية في العام 2012 فإن هناك موجة جديدة من جذب و استقطاب المقاتلين للقتال في سوريا بدات مؤخراً. ويوجد حالياً ما لا يقل عن 1900 شخص قدموا من أوروبا للقتال في سوريا. و تعتبر الازمة السورية أول معركة في التاريخ يتم جلب المقاتلين فيها عبر الشكبات الاجتماعية و بواسطة شيوخ و وعاظ مسيحيين أمريكيين و استراليين أسلموا مؤخراً. و ان التطور المقلق الاخر في الحرب السورية هو ارسال الاسلحة الثقيلة لهؤلاء المسلحين، فمثلا يمتلك هؤلاء المسلحين صواريخ ضد الدروع، بينما تسعى السعودية الى تسليحهم بصورايخ مضادة هوائية محمولة على الكتف.