هل هي حرب على سورية أم على الرئيس الأسد؟

طاهر محي الدين

اختلف محللون كثر منذ بداية الأزمة السورية المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام ونصف عام على توصيف هذه الحرب الكونية: أهي حرب على سورية أم حرب مع سورية؟


أصاب كثر في تحليلاتهم وقراءاتهم من وجهة نظر مختلفة، من كلا الفريقين، واتفقوا في جميع التحليلات التي قدموها، إن في كتاباتهم أو إطلالتهم التلفزيونية أو حواراتهم أو مقالاتهم الصحافية على أنّ الحرب وسورية هما القاسم المشترك، ولكن…

هنا أرغب في أن أطرح مجموعة من التساؤلات التي قد تكون واضحة منذ البداية ويمكن أن تحدد الفرق بين كلمتي «مع» أو «على» وهي: لو كانت سورية من غير هذا الأسد، لماذا دفع نعاج قطر وبعير الوهابية الأموال لمحاولات اغتياله، لو لم يكن يعني بشخصه رموز الشرف والكرامة والقوة والسيادة والعروبة؟ ولو كانت هذه السورية اليوم بغير هذا الأسد هل كانت ستخاض هذه الحروب كلها عليها؟ وهل لو كانت هذه السورية بغير هذا الأسد كانت ستحشد ضدّها قوات الناتو ومَن لفّ لفيفها من عرب وأعاجم وعثمانيين جدد ومتأسلمين اتخذوا دينهم لبوساً لإرهابهم وعهرهم وشهواتهم، بغية هزّ كيانها وتحييدها عن نهجها المقاوم وتغيير البوصلة التي أرتضتها لنفسها، ألا وهي القدس؟

هل لو كانت هذه السورية بغير هذا الأسد كانت لِتحتضن جميع فصائل المقاومة الفلسطينية وتؤمّن لها معسكرات التدريب والحماية وأنواع الدعم المادي واللوجستي كافة على أرضها منذ أيام القائد الراحل حافظ الأسد؟

هل لو كانت سورية بغير هذا الأسد كانت لتحتضن جميع العرب من العراق ولبنان وفلسطين عندما دمّرت بلدانهم وانتهكت حرماتهم في الغزو الديمقراطي الغربي الصهيو ـ أميركي وبتمويل بترودولاري؟

هل لو كانت هذه السورية بغير هذا الأسد كانت لتقول للأميركي ستقول للأمريكي لا، رغم ترغبيه وترهيبه؟

هل لو كانت هذه السورية بغير هذا الأسد كان ليطل رئيسها ويقول إن أردتموها حرباً مفتوحة فأهلاً وسهلاً بالحرب؟

هل لو كانت هذه السورية بغير هذا الأسد عام 2006 كانت تقول للنعاج والمستعربين يا أشباه الرجال في زمنٍ عزّ فيه الرجال؟

هل لو غيّرت هذه السورية بغير هذا الأسد مبادئها وانبطحت في عصر الانبطاح العربي وتخلّت عن دورها المقاوم والداعم للمقاومين في العالمين العربي والإسلامي وكلّ حركات التحرر العالمي كانت لتبقى تحت هذه الضغوط؟

هل لو كانت هذه السورية بغير هذا الأسد كانت لتبقى موحدة قوية صامدة شامخة لا طائفية فيها ولا أفرقاء ولا مذاهب متناحرة؟

هل لو كانت هذه السورية بغير هذا الأسد كان في إمكان جميع أبنائها التعلّم مجاناً من المرحلة الابتدائية حتى الشهادة الجامعية؟

هل لو كانت هذه السورية بغير هذا الأسد كان في وسع أبنائها تلقي العلاج بأسعار رمزية وتتحمّل الدولة باقي النفقات؟

وهل لو كانت هذه السورية بغير هذا الأسد كان شعبها لينعم بأمن يبكي اليوم دماً لاستعادته؟

وهل لو كانت هذه السورية بغير هذا الأسد كان ليبقى جيشها متلاحماً قوياً صامداً ملتفاً حول عرين أسده، متحدّياً إرهاب العالم لتبقي هذه السورية بهذا الأسد شامخة سيدةً حرةً أبيةً صامدة؟

هل لو كانت هذه السورية بغير هذا الأسد كنّا راينا الشوارع العربية وغير العربية الحرة تعجّ بمسيرات تأييد لسورية وأسدها مزيّنة بعلمها وصور قائدها الذي أضحى قائداً لكلّ مقاوم شريف في هذا العالم؟

هل لو كانت هذه السورية بغير هذا الأسد لاستطعنا رؤية الأمهات والآباء المفجوعين على أبنائهم وبناتهن والنسوة على أزواجهن وأخوتهن ليقولوا وهم يزفّون شهداءهم وشهيداتهم عرساناً «فدى الوطن وقائد الوطن»، لتبقى سورية الأسد حرة شامخة؟

هل لو كانت هذه السورية يحكمها أخوانيّ منافق أو أعرابيّ منبطح أو عميلٌ صيهو ـ أميركي، كما هي الحال في معظم الدول العربية، هل كان هذا الحشد كله ليحشد لها ويستقدم إلى أرضها عهّار الكون من أرهابيين ومرتزقةٍ وهّابيّين و»إخوانٍ» شياطين و»علماء» مأجورين وخونة من أبنائها ليعرّوها ويستجلبوا لها هؤلاء لأجل المال الممزوج بدماء أهلهم في وطنهم؟

أعتقد يقيناً أنّ الجميع متفق الآن على أنّ القائد والرئيس الدكتور بشار حافظ علي سليمان الأسد هو القاسم المشترك لهذه الحرب الكونية على سورية الأسد ومعها…

ما تقدّم أسئلة مطروحة للجميع، وأعتقد أنّ إجاباتها واضحة، وسيراها الكون كلّه بجميع السوريين والعروبيين ملتفين حول أسدهم بعد تتويجه رئيساً مكرّساً إلى الأبد في ساحات النصر في سورية قلب العالم النابض في احتفالات النصر المؤزّر المبين، الساحات التي سترسم انطلاقاً منها خرائط العالم الجديد بدماء أبناء سورية الشرفاء المقاومين، أشرف الناس وأطهر الناس وأعز الناس، الذين آمنوا بحتمية انتصار الدم على السيف بمثلث لا يُقهر قائد وجيش وشعب مقاوم.