أسوأ ما قرأت ، أسوأ ما قيل .

أحمد الحباسى

على لسان د. سالم حميد في مقال بعنوان ” الحرب الصامتة الأقوى ” أن دول الخليج لم تطلب من قطر أن تحارب معها شرور تنظيم الإخوان المتأسلم ، لكنها طلبت منها إلا تدعمه و لا تساعده في حربه عليها ـ يستغرب الكاتب ، ممن ينادى بعودة التماسك بين دول مجلس التعاون دون أن تقوم قطر بخطوات واضحة لفك ارتباطها بالإخوان هذه الحركة الإرهابية التي حاولت إدخال دول المجلس في منظومة الدمار العربي، يستطرد الكاتب في مقال آخر بعنوان ” القرضاوى شيخ الفتنة ” ، ليس من المستغرب أن نسمع من القرضاوى ما لا يمكن لعقل أن يتصوره ، ذلك الشيخ الذي لم يجلب للأمة الإسلامية سوى الخراب و الدمار .
هناك عبارة معروفة بتداولها الإعلام بكثرة ، عبارة “سياسة التعامل بمكيالين ” ، في حال فكر الدكتور حميد نحن أمام “سياسة الإعلام بمكيالين ” ، فما طلبته سوريا دائما من نفس دول مجلس التعاون هو أن لا تدعم الجماعات الإرهابية في حربها عليها لأنها تهدد تماسك كامل المنطقة و تدخلها في منظومة الدمار الشامل ، أما توصيف القرضاوى يشيخ الفتنة الذي لم يجلب للأمة سوى الدمار ، فلا تعليق ، يبقى لماذا صمت الدكتور دهرا و نطق سفاهة و كذبا ، و إلا لماذا لم يسقط نفس التوصيف على الحالة السورية ، أم أن الإرهاب لا يوصف إرهابا إلا متى حصل لجماعة العمائم المتآمرة على الأمة العربية ، و القرضاوى لا يكون سفيها إلا متى نطق ضد أهل الأنظمة الخليجية الآيلة للسقوط ؟ .
يقول الكاتب محمد الحمامصى في مقال منشور بعنوان ” أمير قطر متحدثا رسميا للإخوان ” ….أن أمير قطر يتحدث عن مصر و كأن يديه و أيدي نظامه غير ملوثة بدماء المصريين التي تسفك بدم بارد على يد من يدعهم ، كأنه لم يسمع فتاوى من يؤويهم من شيوخ و قيادات الفتنة و التحريض و القتل ، من أحلوا دم المصريين و حللوا خرق ممتلكاتهم العامة و الخاصة ، يتحدث ببراءة الأطفال في عينيه ، متجاهـلا أنـه يـأوي و يحتضن جماعات إرهابية ، ولا يسأل نفسه ونظام حكمه وأعضاء أسرته كم قتلوا مجانا الآلاف هنا وهناك على امتداد العام العربي بأموالهم التي يقدمونها لدعم وتمويل الإرهابيين والتكفيريين والقتلة، لم يسأل نفسه كم قتل في الصومال والسودان وليبيا ومالي ومصر والعراق وسوريا واليمن؟ لم يحص من كتب له خطابه هذا بلغة الجماعة الإخوانية الإرهابية كم قتل النظام القطري باحتضانه وتمويله وتسليحه للجماعات التكفيرية والإخوانية والسلفية والشيعية، حتى ليتساءل المرء متحيرا أي عقل يركب بأدمغة نظامه إلا أن يكون عقلا شيطانيا.
يستطرد الكاتب في مقال ثان ليقول : حالة تشاؤم تنتاب الأوساط العربية من جراء تعمق الخلافات بين قطر وشقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي، حيث يبدو أن هناك إصرارا لدى قطر على المضي قدما في سياساتها التي تنال من وحدة الصف العربي عامة والصف الخليجي خاصة، فلم تقدر خطورة الموقف السعودي الإماراتي البحريني بسحب السفراء الذي جاء نتيجة حتمية لنقضها المبادئ التي قام عليها ميثاق مجلس التعاون الخليجي، ومن بعد الاتفاق الذي وقع بالرياض في نوفمبر 2013 والذي بذلت من أجله جهود مضنية tووقعه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، ووقعه وأيده جميع قادة المجلس التعاون الخليجي، فواصلت التدخل في الشؤون الداخلية بدعم من يعملون على تهديد أمن واستقرار أشقائها في الخليج والمنطقة العربية
على رأى الفنانة السورية رويدة عطية ” شو سهل الحكى ” ، يبقى أن نغير في كلام الكاتب كلمة مصر فقط لنضع مكانها سوريا ، و نغير مجلس التعاون بالجامعة العربية ، لننتبه أن هذا المقال هو توصيف أمين لما يحدث في سوريا ، نفس الشخوص ، نفس المال ، نفس الجماعات الإرهابية ، نفس النتائج المدمرة ، ليجد المتابع نفسه أمام عقل خليجي شيطاني ملتف في لبوس صهيوني ماكر .
»منذ قرابة السنتين ونصف السنة، يمعن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، في تحديه للشعب السوري المطالب بالحرية والعيش بكرامة، ويستمر في وقوفه حتى النهاية إلى جانب نظام الأسد، على الرغم من تجاوز عدد القتلى 110 آلاف. ويصر السيد نصر الله على أن ما يحدث في سوريا هي مؤامرة أميركية – إسرائيلية، على محور الممانعة والمقاومة، مقسما السوريين الذين حملوا السلاح في وجه الأسد بين عملاء ومضللين، وأغلبية تكفيرية إرهابية جاءت من الخارج، معطيا لنفسه الدور، من دون تكليف من أحد، لمواجهة الجماعات التكفيرية ومقاتلي «القاعدة»، مستثمرا الجرائم التي تقوم بها هذه الجماعات، من أجل خلق مبرر لتدخله في القتال الدائر هناك« ….هذا الهراء على لسان الكاتب مصطفى فحص بعنوان ” للسيد نصر الله ، قبل خراب البصرة” .
لا يا سيدي ، ما يحدث في سوريا لا علاقة له بأمريكا و لا بإسرائيل و لا بدول الخليج و لا بسعد الحريري و لا بتركيا و لا بداعش و أخواتها و لا بفرنسا و لا بألمانيا و لا بالمخابرات الصهيونية و لا بالجماعات آلاتية من ليبيا و تونس ، ما يحدث هو قضاء و قدر لا ناقة لهذه الدول فيه ، الرئيس السوري هو من يقتل شعبه و يأكل لحمه و قلبه، هو من يدمر بيوت العبادة و يقتل المسيحيين و يختطف اللبنانيين ، حزب الله هو فصيل صهيوني ينفذ مؤامرة في سوريا ، أما عن انتصار تموز 2006 فهي خرافة و تقرير فينوغراد خرافة و مناورات التحفز الصهيونية المتواصلة هي خرافة و انتصار القصير هو خرافة و القرار الدولي 1559 خرافة و تفجيرات الضاحية خرافة و اغتيال كوادر الحزب خرافة ، الظاهر يا سيدي أنك لا تقرأ ، لا ترى ، لا تسمع لكنك تتكلم ، فقط تتكلم .
»سمير جعجع منذ خرج من سجنه السياسي عام 2005 يثبت – يوما بعد يوم – أنه روح تيار السيادة والاستقلال (14 آذار)، وبذلك خرج من إطار الزعيم المسيحي إلى دائرة الزعيم الوطني، فبغياب سعد الحريري وتقلبات وليد جنبلاط واختطاف القرار الشيعي من (حزب الله) و(أمل)، غدا جعجع زعيما للأحرار من السنة والدروز والشيعة كما هو زعيم لأحرار المسيحيين « على لسان الكاتب أحمد عدنان بعنوان ” فخامة الرئيس سمير جعجع ” …. سمير جعجع زعيم وطني ؟؟؟؟.
يقول الزعيم السوفيتي لينين ” تصبح الكذبة حقيقة إذا تم تكرارها بما يكفى ” ، بعضهم لا يستحى أن يكذب باستمرار لغاية أن يصدقه السامعون ، ماذا تفعل محطة الجزيرة غير الكذب باستمرار ؟ ماذا يفعل طارق الحميد غير امتهان الكذب طوال أيام السنة ؟ ماذا يفعل السيد الأخضر الإبراهيمي غير الضحك على العقول ؟ من يصدق أن “قرارات الجامعة العربية ليست مجرد نكات سمجة ؟ من يقول أن الائتلاف السوري لم يقع ضحية ضحك الصهيونية العالمية على بعض العقول ؟ من الذي “صنع ” هذه الثورة القذرة غير بعض أراجوزات المؤسسة الدينية الخليجية؟ من يصدق أن السعودية تحارب الإرهاب ؟ من يصدق أن في تركيا ديمقراطية بعد الذي حصل في ميدان تقسيم ، من يقسم بأن أكل لحوم البشر هو الجهاد ؟ ألم نقل دائما و ما زلنا أنهم كاذبون.