مدرسة الحرب السورية.. هذا ما فعله الجيش منذ بداية الأزمة !
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
مدرسة الحرب السورية.. هذا ما فعله الجيش منذ بداية الأزمة !
يقاتل الجيش السوري منذ بدء الهجمة العسكرية على سورية على مساحاتٍ جغرافيةٍ تتجاوز الـ100 ألف كلم مربع، أي ما يتجاوز نصف مساحة سورية. ويواجه في هذه الحرب أكثر من 1500 فصيل متشدد، تتضارب المعلومات حول عدد أفرادها الحقيقية، إلا أنّ الرقم الأقرب الى الواقع يتجاوز الـ180 ألف مسلح. يغلب الطابع المتشدد على هذه الفصائل والجماعات، حيث تبنّت بمعظمها الفكر التكفيري رغم ادّعاءات الجربا ومن معه حول الطابع المعتدل لهذه الجماعات، وأنّ القوة الأكبر هي ما يسمى بـ"الجيش السوري الحر".
تنتشر قوات الجيش السوري على ستة جبهاتٍ رئيسيةٍ، هي: 1- الجبهة الشمالية (محافظتي حلب – ادلب). 2- الجبهة الشرقية (محافظات الرقّة – الحسكة – دير الزور). 3- الجبهة الغربية (محافظات حماه – اللاذقية – طرطوس). 4- الجبهة الوسطى (محافظة حمص). 5- جبهة دمشق ( محافظتي دمشق وريف دمشق - القلمون). 6- الجبهة الجنوبية (محافظات درعا – السويداء - القنيطرة).
مع بداية المعارك العسكرية في سورية، كانت وحدات الجيش تنتشر في ثكناتها ومواقعها الأساسية ولم تتدخل في مواجهة الجماعات المسلحة التي لم تكن قد أظهرت بعد كلّ قوّتها. ومع اضطرار الجيش للتدخل، تعرّض وهو ينتقل من ثكناته ومواقعه، للكثير من الخسائر البشرية والمادية عبر الكمائن والهجمات الكبيرة التي شنتها الجماعات المسلحة. ولا يستطيع أحدٌ ان ينكر أنّ السنة الأولى من الحرب أتاحت للجماعات المسلحة تحقيق إنجازاتٍ كبيرة، حتى أنه يمكننا وصف هذه المرحلة بمرحلة تلقي الصدمة والصمود.
انتقل الجيش بعدها الى مرحلةٍ دفاعيةٍ تركّز الجهد فيها على وضع الخطط التي تسمح بإبقاء فاعلية الجيش والقدرة على التحرك، وشهدت هذه المرحلة عمليات حصارٍ لبعض المطارات والمواقع العسكرية التي سقط بعضها فيما استطاعت المواقع الأخرى الصمود.
المرحلة الثالثة كانت مرحلة الانتقال الى الهجوم المضاد، ويمكن تأريخها ببداية الهجوم على القصير والتي ما زالت مستمرة. والسؤال هنا، ماذا فعل الجيش السوري وما هي الاسباب التي جعلته قادراً على التحول من مراحل اتسمت بالخطورة وكان من الممكن أن تؤدي الى الهزيمة، الى مرحلة الهجوم المضاد الذي حقق فيه الجيش العربي السوري انتصاراتٍ متلاحقةً اضطرت شعب العمليات في أكثر من جهةٍ استخباريةٍ غربيةٍ الى التصريح بأنّ الجيش السوري حقق النصر الاستراتيجي؟؟
فيما يلي، إستعراض لأهم الإجراءات التي قام بها الجيش العربي السوري مع حلفائه وقوات الدفاع الوطني.
- أعاد الجيش السوري تنظيم قواته الاستخباراتية بشكلٍ يتلاءم مع طبيعة الحرب، وأدخل نظم تحليل وتقاطع المعلومات الى أعماله اليومية، كما أعاد تشكيل شبكة مخبريه (من المدنيين السوريين) بالاعتماد على الحس الوطني لا المصلحي، إضافةً الى ربط كافة الأجهزة الأمنية ببعضها لتحليل المعلومات وإيصال نتائجها بشكلٍ سريعٍ الى مواقع القرار الميداني، ويمكننا القول إنّ العمل الاستخباراتي الميداني توزع الى ثلاث مهام:
أ- العمل اليومي للحصول على معلوماتٍ عن نوايا وخطط الدول الداعمة للجماعات المسلحة، وحجم ونوعية وكميات الأسلحة ووسائط الاتصال المرسلة لهذه الجماعات، إضافةً الى طرقات وطرق دخول المسلحين عبر الحدود.
ب- متابعة تحركات المسلحين على كافة الجبهات ورصد تحركات قياداتهم وأرتالهم وتجمعاتهم ومواقع أسلحتهم، وإبلاغ المعلومات والإحداثيات لقادة الجبهات للتعامل معها، مع الإشارة الى أنّ هذا الامر يتم بسرعةٍ كبيرةٍ تتجاوز الروتين الذي كان معمولاً به سابقاً.
ج- استهداف قيادات المسلحين عبر عملياتٍ خاصةٍ أو بالقصف المدفعي والجوي، وهو عملٌ يومي تقوم به كافة فروع القوات المسلحة السورية ويؤدي الى تناقصٍ حادٍّ في عدد القيادت الكبيرة والوسطى للجماعات المسلحة، مما يؤدي الى تناقص قدرة السيطرة وانخفاض الروح المعنوية لديهم.
- فيما يخص العمليات العسكرية، استخدم الجيش العربي السوري العديد من التكتيكات والاجراءات طوال زمن سير المعركة، ما أثمر نتائج هامةً وكبرى، وأهم هذه التكتيكات:
أ- الاستغناء عن الأشكال الكلاسيكية في تحرك القوات من الأرتال الكبيرة الى المجموعات الصغيرة، خصوصاً على الطرقات التي يمكن أن تتعرض للكمائن.
ب- الإمساك بزمام المبادرة وتحديد زمان ومكان المعركة عبر جرّ الجماعات المسلحة الى بقعة القتال المعدّة سلفاً، ضمن خطةٍ تبدأ بحصارها وتمر باستنزاف قدراتها البشرية والنارية، وصولاً الى إجبارها إما على الإستسلام أو خوض المعركة الأخيرة.
ج- الاعتماد على الكمائن والعمليات الخاصة عبر قوات النخبة، والقيام بعمليات إنزالٍ بالطوافات، بهدف تدمير مقرات قيادة أو أسر قيادات أو للحصول على الخرائط وأجهزة الاتصال المعتمدة لدى المسلحين.
د- في حالات الهجوم على الجبهة، اعتمد الجيش السوري على عامل المناورات الواسعة والطويلة، كما حصل على جبهة حلب عندما اختار الجيش سلوك طريق بري طويل (عبر الصحراء) ليشكل عنصر المفاجأة الأكبر للمسلحين، والذي يمكننا القول إنه كان سبباً رئيسياً في تحولات جبهة حلب.
هـ - اعتماد الجيش السوري على نمط المعركة الشاملة والقتال على كل الجبهات، لإرغام الجماعات المسلحة على القتال في كل الجبهات وعدم تمكينها من مؤازرة بعضها.
و- احتفاظ القيادة في كلّ مرةٍ تنوي فيها تنفيذ عملياتٍ كبرى على أعلى مستوىً من السرية بشأن الخطط وتحرك القوات المستخدمة في العملية.
ز- إرهاق الجماعات المسلحة عبر إبقاء المعركة مستمرةً ليلاً ونهاراً، لامتلاك الجيش وسائط الرؤية الليلية على مستوى الجبهة وليس البقعة كما هو حال الجماعات المسلحة.
ح- الدور الهام والكبير لسلاحي المدفعية والطيران (عامودي ومروحي) في تحقيق تحوّلٍ هامٍ في سير المعارك، عبر اعتماد الضربات النوعية فيما يخص الطيران وما يسمى بالحزمة المركزة من الضربة الأولى لسلاح المدفعية (هاونات – راجمات صاروخية – مدفعية ميدان ثابتة ومحمولة).
ط- السيطرة على خطوط إمداد المسلحين، وعادةً ما يعتمد الجيش العربي السوري على السيطرة على التلال المشرفة على مساحات تحرك المسلحين بالنار أولاً، والسيطرة عليها نهائياً فيما بعد كما يحصل الآن في تلّ عزان في حلب وتلال درعا وجنوب بلدة الكسوة.
ي- تكتيك العزل: وهو يرتكز على عزل مناطق سيطرة الجماعات المسلحة عن بعضها وتقطيع أوصالها ونموذج حمص (النموذج الأكبر جغرافياً)، سيكون النموذج الذي سيطبقه الجيش العربي السوري في كلّ الأرض السورية.
ك- ولا ننسى أن نذكر بعض الإجراءات التي يتمّ تعلّمها من خبرات الميدان نفسه، وهي زجّ أسلحة الرشاشات المتوسطة ومضادات الدروع (صواريخ موجهة ومدافع عديمة الارتداد) في معارك البقعة (قرية أو شارع في مدينة كبيرة)، الاعتماد بشكلٍ كبيرٍ على قناصةٍ محترفين لمواجهة قناصة الجماعات المسلحة، واستهداف تحركاتهم سواء البشرية أو الآليات الخفيفة.
ل- ولا يستطيع أحد أن ينكر الدور الهام والفاعل لقوات حزب الله في الحرب الدائرة في سورية، فرغم العدد الذي لم يتجاوز الـ6 آلاف مقاتلٍ في أفضل الأحوال، إلا أنّ هؤلاء كان لهم الدور الاكبر في معارك القصير والقلمون وحالياً الغوطة الشرقية، إن كان عبر العمليات الخاصة التي يتقنها حزب الله أو عبر العمل الاستشاري في التخطيط والمتابعة (خطط ميدانية- أعمال استخباراتية- حرب الكترونية).
م- الأمر الأكثر أهميةً والذي لم يتعرض له أحد، هو أنّ هناك ما يمكن أن نطلق عليه ديموقراطية في تقدير الموقف واتخاذ القرار بين الضباط والجنود، يتجاوز المشاركة التقنية التقليدية في الجيوش ليصل الى حدّ لم يعرفه الجيش السوري سابقاً، فالضباط والجنود ينامون ويأكلون ويقاتلون في المكان نفسه.
وقد عمد أغلبية الضباط الكبار والصغار على حدٍّ سواء الى نزع رتبهم العسكرية والقتال الى جانب جنودهم، وهذا ما يفسّر العدد الكبير من الشهداء في صفوف الضباط. وعليه، يمكننا القول إنّ المعركة التي تجري في سورية هي المعركة التي شهدت تبدّلاتٍ كبرى في الأنماط القتالية للجيش العربي السوري، على مستوى الميدان وصولاً الى رأس الهرم القيادي.
هي الحرب المتحركة وحرب تقطيع المفاصل، حرب الاستخبارات والعمليات الخاصة، هي الأنماط والتكيكات التي جمعت بين أنماط القتال الكلاسيكية وحرب المجموعات الصغيرة التي تشكل قلقاً كبيراً لأميركا والكيان الصهيوني، ويعكف كبار القادة العسكريين على دراستها لوضع إجراءاتٍ مضادة لها في المستقبل. إلا أنهم لن يفلحوا، ولن يستطيعوا فهم هذه التكتيكات لأنها تعتمد على طبيعة المقاتل الذي لم يفهموه حتى الآن.. ولن يفهموه.
*ضابط سابق (خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية).
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» أمريكا رتبت لقاءات "المعارضة السورية" مع اسرائيل منذ بداية الأزمة ثم رعتها السعودية وقطر
» الجيش السوري: حلب ستشهد أكبر عملية عسكرية منذ بداية الأزمة
» العملية الأكثر سرعة منذ بداية الحرب في سوريا.. كيف إستعادت وحدات الكوماندوس السورية جبل النعمات؟
» ممولو الأزمة السورية مذعورون من نجاحات الجيش السوري
» ممولو الأزمة السورية مذعورون من نجاحات الجيش السوري
» الجيش السوري: حلب ستشهد أكبر عملية عسكرية منذ بداية الأزمة
» العملية الأكثر سرعة منذ بداية الحرب في سوريا.. كيف إستعادت وحدات الكوماندوس السورية جبل النعمات؟
» ممولو الأزمة السورية مذعورون من نجاحات الجيش السوري
» ممولو الأزمة السورية مذعورون من نجاحات الجيش السوري
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:48 am من طرف larbi
» بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحب بإعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية
الإثنين نوفمبر 25, 2024 10:47 am من طرف larbi
» مراسل التلفزوين العربي: 4 ملايين إسرائيلي يدخلون الملاجئ وحيفا تتحول لمدينة أشباح
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:23 pm من طرف larbi
» يوم كئيب في تل أبيب» حزب الله يقصف إسرائيل 5 مرات متوالية و4 ملايين في الملاجئ.
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:14 pm من طرف larbi
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:40 pm من طرف عبد الله ضراب
» الاهبل محمد بن سلمان يحاصر الكعبة الشريفة بالدسكوهات و الملاهي الليلية
السبت نوفمبر 23, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
السبت نوفمبر 23, 2024 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi