زيارة روحاني إلى أنقرة: تبدّلات في التوازن الإقليمي..
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العالمية والعربية
صفحة 1 من اصل 1
زيارة روحاني إلى أنقرة: تبدّلات في التوازن الإقليمي..
محمد نور الدين
انتهت زيارة اليومين التي قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أنقرة بعد أن وقع عشرة اتفاقات اقتصادية، وتدارس مع رئيسي الجمهورية والحكومة التركيين عبدالله غول ورجب طيب اردوغان الملفات الإقليمية والدولية.
في الشق الثنائي تتقدم بصورة مرضية للطرفين العلاقات الاقتصادية، خصوصا هدف الوصول بحجم التجارة بينهما إلى 30 مليار دولار، عن طريق تخفيض الرسوم الجمركية التركية على الواردات الزراعية من إيران وتخفيض الرسوم الجمركية الإيرانية على الواردات الصناعية من تركيا.
وذكرت صحيفة «حرييت» أن قضية «خلق بنك» (مصرف الشعب) كانت موضع نقاش، حيث انه لم يعد بالإمكان تحويل أموال صعبة إلى إيران منذ آذار العام 2012، فقامت أنقرة، كحل لهذه المشكلة، بفتح حساب خاص بالدولار والليرة التركية لإيران في مصرف «الشعب»، لكن طهران طالبت خلال الزيارة بأن يتم التعامل مع مصارف أخرى، إضافة إلى مصرف «الشعب».
والموضوع الحساس اقتصاديا كان استيراد تركيا النفط والغاز الطبيعي من إيران، حيث تراجعت واردات الطاقة التركية من إيران في الأعوام الثلاثة الماضية. وتريد أنقرة أن تخفض طهران سعر المتر المكعب من الغاز الذي يبلغ الآن أكثر من 400 دولار، فيما تستورده تركيا من روسيا بسعر أقل. ولا تعارض طهران خفض السعر بنسبة معينة، لكن مقابل شرط زيادة تركيا الكميات التي تستوردها من إيران. وبقي الخلاف قائما من دون نتيجة، لذلك لم يتم التوقيع على أي اتفاق بهذا الصدد.
ولفت في الزيارة دعوة غول لتكون العلاقات بين البلدين كما هي العلاقات بين فرنسا وألمانيا. كذلك لفت توقيع اتفاق يتضمن وصل الساحل الإيراني في الخليج وبحر عمان بالساحل التركي في البحر الأسود والبحر المتوسط عبر خط سكة حديد، في تكرار لما كانت ترسمه الدعوات خلال سنوات العسل التركية مع سوريا والعراق وإيران، من ربط بحار قزوين بالخليج والبحر الأسود والبحر المتوسط والبحر الأحمر. وهي سيناريوهات انقلبت إلى عداء مستحكم وصدام دموي بين أطرافها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بعد بدء الأزمة السورية.
أما في ما خص الملفات الإقليمية، فبدا واضحا أن الآمال المعلقة على تحول في الموقف التركي من سوريا لم تنعكس في مواقف المسؤولين الأتراك. وإذا كان يمكن قراءة لغة الجسد لمعرفة النتائج، فإن اردوغان بدا متجهم الوجه كثيرا مع انتهاء المؤتمر الصحافي المشترك مع روحاني، خصوصا بعدما ذكر الرئيس الإيراني أنه هنأ الرئيس السوري بشار الأسد بانتخابه، داعيا إلى احترام إرادة الشعب السوري في خياراته السياسية.
ولم يعجب هذا الكلام اردوغان الذي استمر في تجهمه عندما تصافح مع روحاني، الذي لم تغادر الابتسامة وجهه خلال المصافحة. ويمكن لمواقف الإعلام التركي المؤيد لأردوغان أن يعكس موقف الأخير عندما استهزأت الصحف الموالية لرئيس الحكومة بالانتخابات الرئاسية السورية.
غير أن إيران لا تمل من تكرار المحاولة لتغيير موقف تركيا من سوريا. وإذا كان لا بد من وقت لكي تعيد أنقرة مراجعة موقفها من سوريا فإن هذا، في حال وجود نية تركية بذلك، غير متوقع الحدوث قبل انتخابات الرئاسة التركية، حتى لا يقع اردوغان تحت ضغط الاعتراف بفشل سياسته السورية، وتبرير أي تحول مستقبلي بوجود رئيس جديد لحكومة جديدة.
وقال روحاني، في مطار طهران، «تم للمرة الأولى في تاريخ العلاقات الإيرانية ـ التركية تشكيل المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي الذي يضم أعضاء حكومتي البلدين». وأضاف أن «لدى البلدين العديد من الأهداف المشترکة في القضايا الإقليمية، إلا أننا لدينا أيضا خلافات في وجهات النظر حول بعض القضايا، وقد تقرر أن نعمل اکثر علي النقاط المشترکة ونسوي أيضا القضايا الخلافية».
وتقول الأوساط التركية إن الزيارة كانت منعطفا في العلاقات بين البلدين. وتشيد «حرييت» بما حققه روحاني على الصعيد الداخلي من تخفيف جزئي للعقوبات وتنشيط الاقتصاد من دون تقديم تنازلات مؤلمة في الملف النووي، ودعم متزايد من الشعب مع حماية سلطة رجال الدين.
ورأت أن روحاني ترك بصمته على المعادلات الإقليمية، وان إيران حافظت على قوتها في مقابل المحور الذي تتزعمه تركيا والسعودية مع دعم ضمني لإيران لجماعة «الإخوان المسلمين» والاستفادة من حركة المنظمات المتطرفة، مثل «القاعدة» لإضعاف «المحور السني» الذي بات أشلاء. ونجح روحاني في أن يكون العراق تحت تأثير إيران، كما انه اختار أن يقف بعد الانقلاب في مصر إلى جانب الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي.
كما أن روحاني يتحضر لتكون إيران بديلا للغاز الروسي إلى أوروبا في خلال رحلة البحث الأوروبي عن بدائل للغاز الروسي. وهذا يتطلب التعاون مع تركيا بوابة إيران إلى أوروبا.
ورغم الخلافات مع تركيا بشأن سوريا والعراق ومصر، فإن روحاني قام بأول زيارة دولة إلى تركيا منذ زيارة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني إلى تركيا في العام 1996 في عهد الرئيس السابق سليمان ديميريل.
وبهذه السياسات الخارجية، تقول «حرييت»، ان «روحاني قلب التوازنات الإقليمية رأسا على عقب». وللمفارقة تضيف انه «في وقت تسوء صورة تركيا في الغرب، فإن انفتاح الإصلاحي روحاني يمكن أن يقوي الروابط مع الغرب لتكون إيران النجم الصاعد في المرحلة الجديدة».
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» مناسك الحج : زيارة المدينة و زيارة المسجد النبوي
» عدوان من أجل (إعادة التوازن)
» الجيش السوري يُعيد التوازن إلى الشمال
» مفاصل الخطة السعودية لإعادة «التوازن» في سورية
» روحاني رئيسا لإيران
» عدوان من أجل (إعادة التوازن)
» الجيش السوري يُعيد التوازن إلى الشمال
» مفاصل الخطة السعودية لإعادة «التوازن» في سورية
» روحاني رئيسا لإيران
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العالمية والعربية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 12:48 am من طرف larbi
» بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحب بإعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية
أمس في 10:47 am من طرف larbi
» مراسل التلفزوين العربي: 4 ملايين إسرائيلي يدخلون الملاجئ وحيفا تتحول لمدينة أشباح
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:23 pm من طرف larbi
» يوم كئيب في تل أبيب» حزب الله يقصف إسرائيل 5 مرات متوالية و4 ملايين في الملاجئ.
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:14 pm من طرف larbi
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:40 pm من طرف عبد الله ضراب
» الاهبل محمد بن سلمان يحاصر الكعبة الشريفة بالدسكوهات و الملاهي الليلية
السبت نوفمبر 23, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
السبت نوفمبر 23, 2024 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi