بريطانيا قد تغير موقفها تجاه سوريا بعد أحداث العراق

يظهر الإنجليزي السكسوني أكثر خوفاً من الأمريكي حيال مسألة التطرف والإرهاب، فبريطانيا ليست كأمريكا لجهة تواجد مسلمين يتأثرون بدعوات التطرف الوهابي كما هو الحال في لندن وغيرها، ولا تزال صورة المتطرفين اللذان ذبحا شرطياً بريطانياً تسكن ذاكرة البريطانيين.

في هذا السياق اعتبر وزير الخارجية البريطاني أن ما حدث في العراق يؤكد ضرورة إيجاد حل عاجل للأزمة السورية، هذا يعيدنا للتحذيرات التي كان تطلقها سوريا وحلفاؤها من مسألة تمدد التطرف وخطره، بريطانيا كانت ولا تزال ضليعة بدور أساسي في الحرب على النظام في سوريا، سواءً لجهة التأييد المطلق لكل المواقف الأمريكية حيال دمشق، أو لجهة دعم المسلحين وما تُسمى بالمعارضة.

فهل ستكون أحداث العراق الأخيرة سبباً في التريث الانجليزي باتجاه سورية؟، وهل يمكن أن نشهد محاولات انكليزية وغربية للتواصل مع القيادة السورية لا سيما على مستوى الأجهزة الأمنية الاستخباراتية من أجل التعاون في مواجهة الإرهاب؟،

و الأهم .. ماذا ستكون ردة فعل السوريين وقتها؟.

لا شك أن مجرد التفكير بحل قضية الإرهاب المزمن والذي بات يتمدد في الشرق الأوسط سيكون سبباً هاماً لإعادة أغلب الدول في مواقفها تجاه سوريا، لأن المنطق يقول أنه دون الدولة السورية وجيشها لا يمكن فعلاً التعامل مع المتطرفين، إذ أن هذا الموضوع الخطير يتطلب تضافر جميع الجهود والخبرات.

ومن أقدر من الجيش العربي السوري والأجهزة الأمنية السورية بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب ضد الإرهاب على اكتساب خبرة في ذلك الشأن، الأمر الذي يجعلنا نفكر بإمكانية تلقي دمشق لاتصالات غربية مباشرة أو عن طريق وسطاء من أجل التعاون ضد التطرف.