ليبيا ,المؤتمر العام, يعد الايام

ميلاد عمر المزوغي

على خطى الاخوان في مصر قام المؤتمر العام في ليبيا المسيطر عليه من قبل الاخوان بإحالة النائب العام على التقاعد ,جاء القرار بعد الاسفين الذي دقه القضاء في ظهر المؤتمر بعدم شرعية تكليف الحكومة التي ارادها الاخوان حكومة امر واقع,وقد اقسمت”الحكومة” اليمين, وأي يمين؟ اليمين بأن لا تقوم للبلد قائمة ماداموا على راس السلطة.
النائب العام كان قد اصدر امرا برفع الحصانة عن رئيس المؤتمر العام بشأن بعض الامور,اي ان العملية لا تعدو كونها انتقام شخصي ليس إلا , تسمية النائب العام وكما هو معروف من اختصاص السلطة القضائية وليس السلطة التشريعية الفاقدة للشرعية,هذا التصرف ينم عن ان النواب المنتهية صلاحيتهم لا يفقهون شيئا في الامور القانونية,ويريدون ان يسرحوا ويمرحوا في البلاد كما يشاءون,عملية الكرامة افقدتهم صوابهم الذي اشك في وجوده اساسا لديهم, وأكاد اجزم ان الصواب لم يزرهم ولو للحظة طيلة تسلطهم,فتصرفاتهم منذ مجيئهم,كانت تصرفات رعناء تنم عن حقد دفين لهذا الشعب المسكين الذي اوصلهم الى السلطة املا منه في تحسن اموره على ايديهم ,فإذا بهؤلاء يسوّدون عيشته وينغصون عليه حياته.
عملية الكرامة التي يقودها ابناء الوطن من العسكر سرّعت من افول ” نجم” الاخوان,صب الاخوان جام غضبهم على العسكر,لأنهم الوحيدون القادرون على مجابهة ميليشيات المؤتمر المنسوبة زورا وبهتانا الى الدولة الليبية ,وصفوا العملية بأنها انقلاب على الشرعية,متناسين ان بقاءهم في السلطة لما يزيد عن الثلاثة اشهر غير شرعي,وبالتالي فان كل ما يصدر عن المؤتمر يعتبر باطلا قانونا,وهناك العديد من الدعوات للمحكمة العليا بان تبث في مشروعية استمرار المؤتمر,مساندة المفتي لهم بتجريم اعمال العسكر والدعوة الى قتالهم وإعطاء صكوك الغفران لمن يقتل, وكأنما المفتي قد كلّفه الرب بأن يدخل الجنة من يشاء, لم تؤتي اكلها بل جاءت عكسية ,فزادت من سخط الجمهور على النواب والمفتي,الشارع يلعنهم اجمعين صباحا ومساء بل في كل الاوقات,فلا نامت اعين المظلومين.
لقد ازفت ساعة الرحيل,اما الزاد الذي يحمله هؤلاء معهم فهو ابخس الزاد,لم يدخروا شيئا لأخرتهم بل سعوا جاهدين جادين الى العيش الرغد,وكأنهم كانوا يعيشون في فقر مدقع,لم يكن قلبهم على الوطن,ليبيا لم تعد وطنا لغالبيتهم فالعديد منهم يحمل جنسية اوروبية او امريكية, الجنسية الليبية صارت مسبة وعارا بالنسبة لهم بل يتفاخرون بجنسياتهم الاجنبية,البعض قد وقف بإجلال وأدى التحية عندما عزف النشيط الوطني لهذه الدولة الاجنبية او تلك,لم يبالي هؤلاء بذلك بل اعتبروه فخرا ومعزّة,فعن اي وطن يتحدث هؤلاء ؟وماذا يرتجى منهم غير المزيد من السلب والنهب وبث الفتنة بين ابناء الوطن ليخلوا لهم الامر.
النواب والوزراء ومن هم على شاكلتهم ممن عاثوا في الارض فسادا,اصبحوا يعدون الايام ان لم نقل الساعات,اجراء الانتخابات البرلمانية في الخامس والعشرون من هذا الشهر لم يكن محددا اصلا,بل كانوا يسعون الى البقاء في السلطة الى آخر العام الحالي,عملية الكرامة هي من اجبرتهم على تقريب يوم الانتخاب,هكذا هي الايام بعضها مفرح وبعضها محزن قد لا تكون متساوية العدد”المدد” لكن هؤلاء المتسلطون حاولوا جهدهم في ان تكون سعادتهم على حساب الاخرين من ابناء الشعب,لكل بداية نهاية,الانتخابات البرلمانية القادمة ستفرز اناس غير هؤلاء,ربما يتسلل بعضهم الى البرلمان القادم وان حدث ذلك فسيكون عددهم جد قليل,ليشهدوا على مستقبل ليبيا الذي سيكون بإذن الله غير الذي يريده هؤلاء المتسلطون المتشبثون بالسلطة حتى اخر رمق.
يبقى الامل في ان تقوم دولة المؤسسات ويجلب هؤلاء المتسلطون الى القضاء لمحاسبتهم على ما اقترفت ايديهم وألسنتهم وأرجلهم بحق الشعب الليبي.