«ضحية تحرش» تتعرف على متهم وتصفعه في المحكمة

«لم تستطع السيطرة على أعصابها.. وتملّك الغضب منها بمجرد رؤيته.. فسارعت بتوجيه صفعة مدوية له على وجهه، وهمت لضربه بحذائها»، المشهد السابق كان موقف إحدى ضحايا التحرش بميدان التحرير، بعدما واجهتها النيابة بأحد المتهمين في محكمة عابدين، الخميس، وبمجرد أن شاهدته، تعرفت عليه وأصيبت بحالة غضب شديدة.

وأفادت مصادر أمنية بأن الضحية انتظرت المتهم فى بهو المحكمة، وصفعته على وجهه، وهمت لضربه بحذائها، إلا أن الأمن حال دون ذلك، فيما تواصل النيابة العامة التحقيق فى القضية، تمهيدًا لإحالتها إلى محكمة الجنايات.

وأمر المستشار أحمد عبدالله، قاضى المعارضات فى محكمة عابدين، بتجديد حبس الـ6 أشخاص المتهمين بارتكاب واقعة الاعتداء الجنسى والتحرش الجماعى على سيدة وابنتها فى ميدان التحرير، خلال الاحتفال بـ«تنصيب السيسى»، 15 يوما على ذمة التحقيقات.

حضر المتهمون الستة المحبوسون فى حراسة أمنية مشددة إلى مقر محكمة عابدين، وحاول عدد من أسر الضحايا الاعتداء عليهم بالضرب، إلا أن رجال الأمن حالوا دون ذلك، وأقنع أفراد الشرطة أهالى الضحايا الذين كانوا فى حالة غضب كبيرة بأن القانون سيقتص لبناتهم.

واصطف المتهمون داخل قفص الاتهام بالمحكمة، وسط نظرات غضب من الأهالى والعاملين بالمحكمة، وطالب الأهالى بإعدامهم شنقا فى نفس الميدان الذى وقع فيه الحادث «ميدان التحرير»، وأمام الحشود والملايين الذين كانوا متواجدين فى الميدان، فيما لم يحضر أحد من أسر المتهمين، واكتفوا بإرسال محامين للحضور مع المتهمين أمام قاضى المعارضات.

وسأل القاضى كل متهم على حدة عن الاتهامات المنسوبة له: بخطف أنثى، والاعتداء الجنسى عليها، والشروع فى الاغتصاب، وردوا جميعهم بـ«محصلش»، فيما طلب دفاع المتهمين إثبات عدد من الملاحظات الخاصة بتعرض المتهمين للتعذيب لانتزاع اعترافاتهم قسرا، إلا أن القاضى رفض إثبات تلك الملاحظة، وقال لهم: «هذا يتم إثباته أمام النيابة العامة، أنا مختص بتجديد حبس المتهمين فقط»، وطلب القاضى من المحامين إبداء الدفوع فقط، فيما قررت نيابة الأحداث حبس المتهم السابع داخل إحدى دور رعاية الأحداث فى القضية نفسها.

من جهة أخرى، يستمع المكتب الفنى للنائب العام لأقوال 4 من مسؤولى 4 مستشفيات حكومية لسؤالهم عن تفاصيل رفضهم استقبال ضحية التحرش داخل المستشفيات التى يعملون بها وأسباب ذلك، واستمعت النيابة، أمس، إلى أقوال مساعد وزير الصحة لشؤون الطب العلاجى، إضافة إلى المسعف الذى قال، فى التحقيقات، إنه توجه بالضحية إلى 3 مستشفيات، وإن أمن المستشفى أبلغه بأنه لا يوجد مكان فى المستشفى، وإنه لا يعرف سبب رفض استقبال الحالة.