المعبر والمنفذ بيد الجيش.. أحلام المعارضة دفنت في كسب

سليمان منصور
المنطقة العازلة والحدود والمعابر.. عناوين كثيرةٌ أُطلقت على ما سمّي بمعركة الأنفال، وهي مخطّطٌ تركي وُضع بدعمٍ عربي لتنفذه عناصر مسلحة مدربة ضمن معسكرات في تركيا، وتشمل الخطة السيطرة على الشريط الحدودي وإقامة منطقة عازلة تمكّن الجماعات المسلحة من السيطرة على منطقة البسيط وشاطئها، بهدف إقامة ميناءٍ صغير لنقل السلاح والعناصر إلى الداخل السوري.

مع بداية المعركة نجح المخطط من الناحية البرية، وتحت غطاءٍ ناري كثيف من الجيش التركي تمكنت المجموعات المسلحة من السيطرة على كل المعابر البرية مع تركيا من الأمانة ومخفرها إلى مخفر القمة المعروف بالصخرة. لم يتوقف حلم الجماعات المسلحة هنا بل واصلت تقدمها لتسيطر على قرية السمرا، تلك القرية الحدودية الصغيرة، وكان لها أول وصولٍ لشاطئ البحر وتحديداً شاطئ قرية السمرا ذي الطبيعة القاسية، ترافق ذلك مع السيطرة على عددٍ من التلال والقمم الاستراتيجية، التي مكّنت المجموعات المسلحة من بسط نفوذها على حيزٍ كبيرٍ من الطريق الدولي الواصل بين مدينة كسب واللاذقية.

وهنا توقف التقدم، مع استيعاب الجيش العربي السوري للصدمة والبدء بضرب طوقٍ حول كل المناطق التي سيطرت عليها هذه الجماعات، لتكون البداية من شاطئ قرية السمرا والذي لم تدم سيطرة الجماعات المسلحة عليه طويلاً، بعد أن نجحت قوةٌ تابعةٌ للبحرية السورية بالقيام بعملية إنزالٍ بحري، وكانت هذه المرة الأولى التي تشارك فيها البحرية في مثل هكذا معركة مكنت الجيش من دحر الجماعات المسلحة من قرية السمرا وشاطئها. ترافق هذا التقدّم للجيش مع عملياتٍ واسعة على كل النقاط الاستراتجية، لتعود السيطرة رويداً رويداً لصالح الجيش العربي السوري والحلفاء، وتسقط القمة والتلة تلو الأخرى، حتى تمّ حصر المجموعات ضمن حيزٍ ضيقٍ حتى أتت ساعة الحسم التي تمكّن خلالها الجيش العربي السوري من العودة لخطوط الإشتباك الأولى معيداً بذلك السيطرة الكاملة على الشريط الحدودي مع تركيا، والممتد من نبع المر شرقاً إلى شاطئ السمرا غرباً، وأتحدث هنا عن حدود وتضاريس منطقة كسب تحديداً.

مع وصول أولى القوات إلى الشريط الحدودي وبدئها بعمليات التنظيف الأخيرة، اكتشفت أنّ الجماعات المسلّحة قد استخدمت المخفر الحدودي كمشفىً ميداني ومستودعٍ لتجميع المسروقات، وأنها قامت بإحراقه قبل الانسحاب منه كعادتها تمحو أثر إجرامها، لكن الحظ لا يحالفها دائماً ليتبقى بعض الوثائق والأدلة التي تثبت من هو الداعم الحقيقي لهذه الجماعات ومن يمولها ويقدّم لها الدعم اللوجستي.

أُعيد اليوم ضبط حدود كسب وشريطها من الجانبين التركي والسوري، حيث تمكنا من رصد شريطٍ سالكٍ جديدٍ أثبتت المشاهدة أنه وضع حديثاً، لتُغلق به هذه الحدود ويبدّد حلم المعابر البحرية والمناطق العازلة.