"معركة شرسة" في دونيتسك كييف تهدد بآلاف النعوش

على الرغم من إعلان الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو، عن مبادرة لوقف اطلاق النار من جانب واحد في شرق وجنوب أوكرانيا، بدأت أمس معركة شرسة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، حسبما قالت مصادر عسكرية أوكرانية، بينما عادت اللهجة الأميركية لتهديد موسكو بدفع "تكاليف" جديدة في حال لم تعمل على التهدئة مع كييف.
وقال مسؤول عسكري إن القتال العنيف اندلع فجر أمس بالقرب من بلدة كراسني ليمان التي سيطرت عليها القوات الحكومية منذ بداية هذا الشهر في مقاطعة دونيتسك الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين منذ اشهر، مضيفاً ان الانفصاليين في المنطقة حاولوا على ما يبدو اختراق طوق عسكري للقوات الحكومية. وأشار الى أن "هناك معركة شرسة" كانت تدور أمس "وهي تفوق في شدتها ومجالها المعارك السابقة".
وأوضح أن حوالي أربعة آلاف مقاتل من الانفصاليين يشاركون في المعركة، مضيفاً ان الجانبين يستخدمان أيضاً آليات مدرعة ربما تكون دبابات.
من جهته، قال المحلل العسكري ديميترو تيمشوك، القريب من مصادر مطّلعة في الجيش، إن القتال بدأ عندما رفض الانفصاليون إلقاء سلاحهم في اطار خطة سلام وضعها الرئيس الأوكراني الجديد تتضمن وقف اطلاق النار من جانب واحد والعفو عن المقاتلين بعد إلقاء أسلحتهم ونقاط أخرى.
لكن المتحدث باسم القوات الحكومية فلاديسلاف سلزنيوف، أكد من ناحيته، أن "العملية العسكرية ضد الإرهاب مستمرة وهناك معركة تجري في الوقت الحالي". ولدى سؤاله عن مشاركة نحو أربعة آلاف مقاتل من الانفصاليين في القتال، أجاب سلزنيوف: "إذن سيكون هناك أربعة آلاف نعش".
من جهة ثانية، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، أن بضعة آلاف من الجنود الروس الإضافيين موجودون حالياً على الحدود الشرقية لأوكرانيا في "خطوة مؤسفة إلى الوراء". وقال راسموسن في لندن، إن "هذا الأمر سيقتضي فرض عقوبات اقتصادية أكثر عمقاً ضد روسيا مما سيكون له أثر مضرّ للغاية على الاقتصاد الروسي".
وفي السياق نفسه، قال وزير الخزانة الأميركي جاك لو، في مؤتمر صحافي عقده في برلين أمس: "نحن مستمرون في حث روسيا على العمل مع أوكرانيا للتوصل إلى حل للوضع الحالي عبر المفاوضات. لكن إذا كانت روسيا غير مستعدة لتغيير موقفها فان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مستعدان لفرض تكاليف إضافية".
وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أبلغ الرئيس الأوكراني أمس الأول، هاتفياً، أن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها "لفرض مزيد من التكاليف على روسيا" إذا لم توقف موسكو عنف الانفصاليين في شرق أوكرانيا، حسب بيان للبيت الأبيض.
إلى ذلك، أعلنت "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" انها تمكنت من التواصل مع مراقبيها المفقودين، منذ نهاية أيار في أوكرانيا، مؤكدة أنهم "بخير".