3 أيام لـ "داعش" بالعراق عوضت عن 3 سنوات بسوريا

ايفين دوبا

منذ بداية حديثه، وهو يربط كل ما يجري في العراق اليوم، بما يجري في سوريا منذ اكثر من ثلاث سنوات، في حين، يوضح الفرق بين البيئة التي لاقتها "داعش" في العراق، عنها التي لم تجد لها سبيلاً في سوريا.

المحلل العسكري والاستراتيجي، الدكتور سليم حربا، وفي حوار خاص مع "عربي برس"، بين أن "داعش" حاولت الاستفادة من الوضع الأمني في العراق، لتحقيق غاياتها، خاصةً وأنّ فئة كبيرة من العراقيين طالبت بالتدخل الأمريكي فيها، في وقت تسعى الاخيرة إلى السيطرة من جديد على آبار العرق ونفطه، وتغيظ روسيا وإيران.

وفي الوقت نفسه، يؤكد أن الأمور الميدانية في سوريا تسير بشكل عام، نحو الأفضل وعلى وجه الخصوص إنجازات الجيش العربي السوري، وعملياته الميدانية على أكثر من جبهة، والتي ليس آخرها السيطرة على كسب.

تتوالى الأحداث في كل من سوريا والعراق، إلى أين تتجه الأحداث الميدانية؟

منذ بداية الأحداث في سوريا، ونحن نقول إنّ شرارة الازمة في البلاد ستمتد إلى الدول المجاورة وإلى الكثير من البلاد الأخرى، سواء تلك التي تدخلت في الأزمة أم لم تتدخل، واليوم صدق القول.

وما يحصل في العراق، اليوم، هو امتداد لما حصل في سوريا؛ حيث حين فشلت القوى الظلامية في تحقيق إرهابها في سوريا لجأت إلى العراق، بمعنى ما حصل في سوريا من خلال إرهاب "داعش" في ثلاث سنوات، اختصر في العراق بثلاثة أيام.

كيف نجح الموضوع في العراق؟

حاولت تلك القوى، الاستفادة من الوضع الأمني في العراق، لتحقيق غاياتها، خاصةً وأنّ فئة كبيرة من العراقيين حاولت بعد الانتخابات العراقية وفوز رئيس الوزراء المالكي وكتلته، تسويق أن هذه الانتخابات باطلة وأن حكومة المالكي عاجزة عن تحقيق الأمن في العراق وأن العراق دولة فاشلة، وبالتالي تحتاج إلى وصاية وتدخل أمريكي، ووجدت ضالتها في "داعش"، وتعاونت معها وحققت أهدافها.

في الوقت نفسه، لا يمكن غض النظر عن الأبعاد الاقتصادية للمشروع "الداعش"، خاصةً ماع ما تضمه العراق من الطاقة ومن النفط ابتداءاً من الأنبار باتجاه تركيا، وهذا الأمر ربما تريده الولايات المتحدة الأمريكية لتمد خطوط النفط والغاز السعودي والقطري عبر صحراء الأنبار وصولاً إلى تركيا وإلى المتوسط وإلى أوروبا وبالتالي يكون بديلاً عن خط الغاز والنفط الإيراني عبر العراق إلى سوريا والمتوسط أو تهديداً لروسيا أيضا بخط الغاز الذاهب من أوكرانيا إلى أوروبا، إضافة إلى ذلك في هذه المنطقة الحساسة يمكن لهذا القوى أن تتحكم أيضاً على مستوى المياه بنهري دجلة والفرات ويؤثر على سوريا والعراق.

كيف تصف المشهد السوري وسط كل ما يجري اليوم؟

اليوم، يمكن القول إن المشهد في سوريا مطمئن، وخاصةً ما بعد الانتصار والحسم في معركة الاستحقاق الدستوري وانتخاب الرئيس بشار الأسد من جديد رئيساً للجمهورية، فالأمور تسير نحو الأمام من أجل حسم المعركة.

هل تقصد الإنجازات العسكرية للجيش العربي السوري؟

الأمور بشكل عام، وبالطبع أهمها إنجازات الجيش العربي السوري، وعملياته الميدانية على أكثر من جبهة، والتي ليس آخرها السيطرة على كسب.

بالحديث عن كسب، ما بعدها؟

في مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية السورية، عمل الجيش العربي السوري على إتمام السيطرة على كامل الجغرافيا السورية، والدليل نجاحه في السيطرة على كسب، الأمر الذي من شأنه أن يخلق المناخات الملائمة لإقلاع عملياته النوعية لتطهير الريف الكامل الشمالي لللاذقية.

في وقت، تستمر عملياته في حلب، التي أحكم الطباق عليها شمالاً وجنوباً، لتكون السيطرة عليها كاملة في الوقت القريب، وهذا الأمر ينسحب على الغوطة الشرقية، وعلى ما تبقى من أحياء حمص القديمة والشمالية باتجاه الرستن وتلبيسة.