بثينة شعبان ، فيلتمان ، ما وراء اللقاء .
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
بثينة شعبان ، فيلتمان ، ما وراء اللقاء .
كما يعلم الجميع ، تعتبر السيدة بثينة شعبان ، المستشارة السياسية و الإعلامية في الرئاسة السورية من أقرب المقربين للرئيس بشار الأسد ، و في “غياب” السيد وليد المعلم وزير الخارجية ، فإن ما يصدر عن السيدة بثينة شعبان من مواقف أو تصريحات هو تعبير عن الموقف الرسمي السوري ، و لا شك أن تحول هذه السيدة إلى أوسلو في الأسبوع الماضي بداعي حضور أحد المؤتمرات السياسية لم يكن حدثا سياسيا عاديا بكل المقاييس ، أولا ، لطبيعة الزائرة نفسها التي تمثل الصوت السياسي الخارجي للرئيس الأسد ، و بالتالي فإن ما تنقله السيدة إلى هذا الاجتماع هو خطاب سياسي رسمي سوري يجب قراءته من جميع النواحي على اعتباره تعبير عن انزعاج الحكومة السورية من بعض المواقف الغربية المساندة للمؤامرة الرامية لإسقاط النظام بقوة الإرهاب .
ثانيا ، لان النرويج تعتبر من الدول الغربية القليلة التي لها مواقف موضوعية من عديد القضايا العربية و هي التي رعت مفاوضات السلام بين إسرائيل و فلسطين في بداياتها و كان لها السبق في احتضان عديد القيادات الفلسطينية المهمة و الاستماع إلى وجهة النظر التي يتعمد الغرب تضليلها و التعتيم عليها و بالتالي فإن حضور السيدة شعبان هذا الاجتماع الذي لم تتسرب تفاصيله أو محتواه للإعلام ليس الحدث المهم في حد ذاته بل لأنه يمثل فرصة سياسية لبعض الأطراف حتى تتلاقى في حوار الكواليس الذي يعلم المتابعون أنه المطلوب بالنسبة للبعض ممن يرفضون اللقاءات العلنية أو السابقة لأوانها أو التي يمكن أن تشكل عبئا سياسيا ، هذا من ناحية الشكل أما في المضمون فمن المؤكد أن القيادة السورية لم تكن تقبل بهذا الاجتماع أو بهذا اللقاء مع السيد جيفرى فيلتمان لو لم يتم التنسيق المسبق حول جدول أعمال الاجتماع نظرا لأهمية لقاء أكبر مسئول أمريكي متخصص في شؤون الشرق الأوسط فضلا عن مهمته كمنسق بين الحكومة الأمريكية و السيد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، و أهمية نقل رسائل سورية معينة للإدارة الأمريكية التي تسعى لإيجاد حل يحفظ ماء وجهها في سوريا و يعيد خيوط الاتصال مع القيادة السورية خاصة بعد الحديث عن اتصالات غربية مع دمشق.
ثالثا ، لان السيدة شعبان قد زارت روسيا للقاء السيد ميخائيل بوقدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ، و هو أحد كبار المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط و الذي لا يقل مكانة و اطلاعا على الملفات عن السيد جيفرى فيلتمان ، و بالتالي فان عملية التوقيت مهمة للإشارة بكونه قد تم التنسيق مع القيادة الروسية و اطلاعها على الرسائل السورية الموجهة للإدارة الأمريكية سواء فيما يتعلق بكيفية خروجها من المأزق السوري أو كيفية التعامل مع الأحداث الدموية الجارية في العراق بعد سيطرة الجماعات الإرهابية السعودية على أجزاء مهمة من التراب العراقي ، يبقى أن لقاء السيدة شعبان مع الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر له أهمية مفصلية سواء باعتبار سعى الرجل إلى إخراج الموقف الأمريكي المرتبك من عنق الزجاجة أو بطبيعة اطلاعه على المواقف السورية الثابتة منذ عهد الرئيس حافظ الأسد أو اقتناعه بعدم جدوى مواصلة مساندة ما يسمى بالائتلاف السوري الذي ثبت فشله في اقتلاع “الشرعية الشعبية” خاصة بعد الانتخابات الرئاسية السورية التي شهدت أكبر مبايعة شعبية للرئيس الأسد .
رابعا ، من المهم التأكيد أن الإدارة الأمريكية لم تكن لتقبل بأي لقاء مع أحد المسئولين المهمين في الحكومة السورية خاصة أن ذلك يمثل اعترافا رسميا من الرئيس باراك أوباما نفسه بشرعية الانتخابات السورية و بشرعية القيادة المنبثقة عنها لولا وصولها إلى مأزق و زاوية مستحيلة و بالتالي فإنه و رغم الطبيعة الغير الرسمية للقاء فإن كل المتابعين يرون أنه على هذه الإدارة الاعتراف اليوم بكونها هزمت في مشروعها لإسقاط النظام السوري و عليها تقديم بدائل و حلول مقبولة للطرفين حتى لا تفقد وجودها في المنطقة إلى الأبد خاصة بعد انكسار سياسة القطب الواحد و عودة الدب الروسي إلى مواجهة الهيمنة الأمريكية في المنطقة ، من هذا المنطلق يمكن التأكيد على أن موافقة الرئيس الأمريكي على حصول لقاء بين المبعوث السيد جيفري فيلتمان و الموفدة السورية هو خضوع للتحليل المثير للانتباه الذي نقله الرجل للإعلام منذ أسابيع قليلة بأن سياسة هذا الإدارة المرتبكة قد أفقدتها سوريا إلى الأبد و توشك أن تفقدها لبنان و الأردن.
في نهاية الأمر ، لن تتحرك الأمور سواء في هذا الاتجاه أو ذاك لمجرد حصول لقاء بين طرفي الصراع في سوريا ، و لكن من المهم التأكيد على أن الدبلوماسية السورية قد تمكنت من استثمار عامل الصمود الشعبي السوري و الانتصارات العسكرية المتلاحقة لتعيد خلط الأوراق و فرض نفسها كعامل مؤثر في معالجة مشاكل المنطقة ، و من المعلوم أن الانتصارات العسكرية هي السبيل الوحيد لإعطاء المفاوض السوري أوراقا تفاوضية مهمة و ذات تأثير أمام العدو الصهيوني الأمريكي الخليجي و بالتالي فان الفترة القادمة ستشهد زخما إعلاميا و سياسيا لصالح النظام السوري و ستدفع بعض الخونة إلى ملازمة جحورهم في انتظار نحرهم ، يبقى أنه من المهم التأكيد على أن خيوط المؤامرة ما زالت مبسوطة و بالتالي فان وجود حزب الله داخل سوريا و العراق عند الاقتضاء هي من المسائل الجوهرية المهمة لانتزاع نصر مقاوم واضح يدفع بلاء الجماعات الإرهابية داخل دول الخليج لإسقاطها بنفس الداء الذي تجرعت الأمة العربية مرارته .
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» ماذا قال فيلتمان حول لقائه مع المستشارة بثينة شعبان ؟
» الدكتورة ... بثينة شعبان
» د.بثينة شعبان:ليس من قبيل الخطأ!
» رفقاً بالعقول!!...بقلم د.بثينة شعبان
» بثينة شعبان : الأسوأ مر على سوريا والآتي أفضل
» الدكتورة ... بثينة شعبان
» د.بثينة شعبان:ليس من قبيل الخطأ!
» رفقاً بالعقول!!...بقلم د.بثينة شعبان
» بثينة شعبان : الأسوأ مر على سوريا والآتي أفضل
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi