جون كيري ماسوني بجذور يهودية

خاص

د.م. فهد اندراوس سعد

مقدمة

منصب وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بالعرف الأمريكي واحد من أهم المناصب السياسية وبحكم أن الوزير يعبر عن إرادة المؤسسة الأمريكية على الساحة الدولية وبالتالي يؤدي دوراً ريادياً فيها لذا فإن منصب وزير الخارجية يخصص للأشخاص الأكثر وزناً و أهمية حتى من الرئيس الأمريكي ذاته !.

تولى جون كيري المنصب اعتباراُ من 1 شباط 2013 وبحكم كونه سابقاً رئيسا للجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ خلال الفترة الرئاسية الأولى لأوباما فقد اشتغل كيري بالكثير من القضايا المعقدة في السياسة الخارجية ولديه إلمام جيد بها.

المقال محاولة إضاءة بعض الملامح الخفية لدى جون كيري ولماذا أعطى وجوده في الخارجية الأمريكية قوة وثقلاً أكبر لهذه الإدارة.

1- الجذور اليهودية.

من الأسرار الخفية للوزير كيري يمكن ذكر النسب اليهودي من جهة والده.

حدد الباحث في علم الأنساب فيليكس غانديكر أن الجد فريتس كيري ,والجدة ايدا ليوتي من جهة والد كيري يهوديان من النمسا وقد غيرا اسميهما عام 1900 إلى فريدري وايدا كيري. وبحسب الرواية المتناقلة في العائلة فإن كنية كيري وهي كنية تحملها عادة العائلات القادمة من ايرلاندا تم اختيارها بسبب أن الجد فريتس فتح أطلس العالم ورمى قلماً على الخريطة فوقع على إمارة كيري في ايرلندا !.

اعتنق الجدان الكاثوليكية في عام 1902 وانتقلا إلى امريكا في عام 1905 ومعهما ابنهما ايريك والد جون كيري.

تزوج الوالد ايريك لاحقاً من فتاة تنتسب إلى إحدى أغنى عائلات أباطرة المال من آل فوربس ومن هنا جاءت قرابة كيري مع أربعة رؤساء أمريكيين بما فيهم جورج بوش الابن وكذلك مع مختلف العائلات الملكية والنبيلة الأوروبية !.

تزوج الأخ الأصغر كاميرون كيري من يهودية واعتنق اليهودية ويمارس حالياً الطقوس اليهودية كاملة !.

2- الجذور الماسونية – جامعة ييل.

درس جون كيري في جامعة ييل المرموقة وهي جامعة خاصة بالنخبة الأمريكية وقد أنهاها عام 1966 وبفضل علاقات القربى مع أغنى العائلات في امريكا والعلاقات رفيعة المستوى مع النخبة الأمريكية توفرت له العضوية في واحدة من أقوى المحافل الماسونية الأمريكية الخاصة بالنخبة وأكثرها انغلاقاً وتأثيراً " أخوية الجمجمة والعظمتين " ذات الشعار المشابه لشعار خطر الموت البغيض : الجمجمة مع العظمتين المتقاطعتين.

وللإستئناس يمكن ذكر بعض من المعلومات عن هذا المحفل الماسوني .

تأسست أخوية الجمجمة والعظمتين عام 1833 في جامعة ييل ومن مؤسسيها ويليام راسل والفونسو تافت، والأخير أصبح وزيراً للدفاع عام 1876 أما ابنه ويليام فقد أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.

يتم قبول 15 عضواً فقط في المنظمة سنوياً ويعرف المنتسبون أن بانتظارهم أدوار هامة في المجتمع الامريكي وكأمثلة عن بعض الشخصيات :

- ويليام تافث رئيس امريكا 1909-1913.

- هنري ليوس مؤسس جريدة التايم.

- بوتير ستيوارت قاضي في المحكمة الامريكية العليا.

- هنري ستيمسون وزير دفاع امريكا في عهد الرئيسين روزفلت و ترومان.

وهناك أبحاث حول الدور الذي لعبته المنظمة على المستوى العالمي فالقرائن تدل على أنها قدمت مساعدة مناسبة لوصول ادولف هتلر إلى السلطة بتقديم الدعم المالي عبرعضو المنظمة بريسكوت بوش

جد بوش الابن !

كان بوش الجد ممولاً لشركة " فاريين " المنتجة لغاز تسيكلون- ب المستخدم في انتاج الأسلحة الكيميائية الألمانية وكذلك أنشأ شركة استخلاص المواد النفطية من الفحم في المانيا الفاشية الشيء الذي ساعد هتلر في اجتياحه لأوروبا بتوفيره الطاقة اللازمة لتحرك آلياته العسكرية .

يحصل عضو المنظمة بعد التخرج من جامعة ييل على 15 الف دولار كهدية في يوم تخرجه، ويتعهد الأعضاء بتقديم كل الدعم الممكن لإخوتهم في المنظمة. فالرئيس جورج بوش مثلا عين خمسة أعضاء

منهم في إدارته.

على الرغم من أن كلا من بوش وكيري ينتسبان لحزبين مختلفين الأول جمهوري والثاني ديموقراطي إلا أن المحفل المشترك يوحدهما كما يوحد النخبة الامريكية على مختلف اتجاهاتها. وهذا ما يؤكد أن آلية انتخاب الرؤساء الامريكيين من خلال حزبين متنافسين وما يصاحب عملية الانتخابات من بهرجة وحراك شعبي ماهي إلا تغطية وتمويه فالسلطة في واقع الأمر تعود لدائرة ضيقة من الأشخاص المختارين !.

3- كيري أغنى سيناتور امريكي.

عندما كان جون كيري سيناتورا كان السيناتور الأكثر غنى في أمريكا فهو يملك على الأقل أربع كونسيرسيوم – اتحاد عديد من الشركات الصناعية والتجارية والمالية – ورثها من عائلة امه آل فوربس – ولو فاز كيري في الانتخابات الامريكية عام 2004 كمنافس لبوش الابن لكان الرئيس الثالث الأكثر غنى في تاريخ امريكا بعد جورج واشنطن وليندون جونسون .

إلى جانب ثروته الشخصية فقد تزوج كيري في المرة الثانية من أرملة السيناتور جون هينس عن ولاية بنسلفانيا والأرملة هي تيريزا سيموني فيريرا هينس صاحبة ثروة هائلة لا تقل عن ثروة كيري !.

خاتمة.

يشغل جون كيري موقعاً متقدماً في لائحة ترتيب الشخصيات العالمية المؤثرة وكما هيلاري كلينتون فقد تم انتخابه لمنصب الخارجية الامريكية كشخصية أكثر ثقلاً حتى من الرئيس ذاته ولكنه يتميز عن هيلاري كلينتون بذكائه الحاد. وبالتالي فهو لاعب خطير ويُعطى لزياراته حذر شديد.

المراجع

1- www.fondsk.ru

Опасайтесь Керри, «дары» приносящего. Размышления по итогам визита Госсекретаря США в Москву (I)Елена ПОНОМАРЁВА

2- www.fondsk.ru

Визит Керри в Москву и «сирийский вопрос»: Дмитрий МИНИН