سيد الدبلوماسية الباردة في عاصمة اللهيب والرمال

علي مخلوف

في عاصمة اللهيب والرمال الصحراوية، عُقت لقاءات هامة بين سيد الدبلوماسية الأبرد في العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود إضافةً لوزير الخارجية السعودي سعودي الفيصل أهم ما تم بحثه في اللقاءات هما الملفين العراقي والسوري، حيث أكد لافروف على أهمية دور السعودية في حلّ قضايا الشرق الأوسط وشدد الطرفان على ضرورة تنسيق الجهود الإقليمة بما في ذلك بين الرياض وطهران من أجل حل الأزمة العراقية، وشدد لافروف فيما يخص توجيه ضربات أمريكية على مواقع الإرهابيين في العراق على ضرورة ألا تخالف هذه الأعمال الشرعية الدولية وأن تكون بالتوافق مع الحكومة العراقية، بدوره وصف ولي العهد السعودي العلاقات بين البلدين بـالجيدة.

لا شك في أن الروسي لا يتعامل بانفعالية حتى مع أكثر من يراهم يتحملون مسؤولية هذا المشهد المأساوي في المنطقة، هو يرى في السعودية دولة هامة في حل قضايا المجتمع، وهذا طبيعي ولا يعني مديحاً أو غزلاً حتى، إذ أن دولة كبيرة بمصادر نفطية هائلة وأموال وثقل ديني مذهبي من الطبيعي أن تتمتع بتلك الاهمية ، كلام لافروف لا يعني أيضاً أن السعودية تساهم في حل المشاكل بل هو يذكر أنها يمكن أن تكون كذلك عندما يريد النظام في الرياض، يتزامن هذا الحديث مع تصاعد اتهامات من جهات عدة للنظام في الرياض بالضلوع في دعم تنظيم"داعش" الذي ينطلق هو الآخر من عقائد تكفيرية هي نسخة طبق الأصل عن الوهابية.

المحادثات تبقى سرية مهما نُشر من تسريبات، ومن البديهي أن يتصدر الملفان السوري والعراقي كل أحاديث الجانبين، لا سيما الروسي الذي يرى في هذين البلدين ضمانةً للعودة الروسية المجيدة إلى العالم والمنطقة، وبذات الوقت أي تهديد لهما يعني تهديداً لكل المنطقة والقارة الآسيوية بل والعالم أيضاً ، قد تكون هناك خطوط عريضة تم الحديث عنها لمواجهة الإرهاب وقد يكون اللقاء متمحوراً حول الاستفهام الروسي عن ماهية الموقف السعودي من التنظيم الداعشي. بالمحصلة أي ضمانات أو تهدئة للعب السياسي المرتبط أساساً باللعب على الميدان قد تحققه روسيا حليفة سوريا قد يكون مكسباً، فليس دوماً تكون فوهة البندقية هي الأداة الوحيدة لحصد النصر وكسب الرهان.