ماذا سيحدث اذا لم ينجح المتأمرون بإسقاط بشار الاسد ؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
ماذا سيحدث اذا لم ينجح المتأمرون بإسقاط بشار الاسد ؟
سمير الفزاع
* إلى العمق مباشرة :
يبقى السؤال المركزي ، والمفتوح بلا جواب منذ غزو "الربيع العربي" لسوريا ( ما العمل إذا لم ينجح "مشروع الربيع العربي" في سوريا ، ويسقط بشار حافظ الأسد ) والذي يتمحور حوله المأزق التاريخي لحلف العدوان على سوريا ، وحالة إنسداد الأفق المؤقت في المنطقة ؛ قائماً ، متحدياً ، ويرفع من مستوى تعقيد المشهد ، ويغرس الأقدام أكثر وأكثر في رمال متحركة تأبى التوقف عن إبتلاعها لقادة ورموز حلف العدوان على سوريا ، ومنصتهم السياسية "أصدقاء الشعب السوري" ، والذي إنطلق بمشاركة مئة وثلاثين دولة تقريباً ، ليعقد في نسخته الأخيرة قبل أشهر قليلة بأحد عشرة دولة فقط . ما يجري في المنطقة يتعلق – بالعمق – بالإجابة عن هذا السؤال المركزي والتاريخي ، والذي لم يطرحه ويفكر بالإجابة عنه أحد من هذا الحلف ، بالدقة والموضوعية التي تحتاجها إجابة لمثل هذا السؤال المفصلي والحيوي . ما فاقم من أزماته ، وشعّب الخطط البديلة ونوعها على نحو دراماتيكي أحياناً ، وأدخله في نفق لا نهاية له من ردود الأفعال ... ما جعل من الحرب على سوريا واحدة من أعقد الحروب في العالم ، وأكثرها تناقضاً ، وأهمها نتائجاً ... ثأرية حدّ الحقد ، إستراتيجيّة إلى مستوى ظهور عالم جديد من خاصرتها ، حيويّة حدّ إنهيار نظم ودول ، تاريخيّة إلى مستوى ولادة قائد يسبب الرعب والذعر لخصومه ... لأن أحد لم يفكر بجدية ، ويضع الخيارات أو الخيار المناسب لفرضية ، إذا ( لم ينجح "مشروع الربع العربي" في سوريا ، ويسقط بشار حافظ الأسد ) ما العمل . ومنذ ثلاثة أعوام حتى اليوم وهم يحاولون القفز عن الإجابة هذا السؤال ، ولذلك هم غير قادرين حتى اللحظة عن وقف العدوان .
* لماذا لم يستطيعوا وقف العدوان حتى الآن ، وهنا بعض الأسباب :
1- إلى جانب الخطأ المنهجي والمأزق التاريخي لكل "مشروع الربيع العربي" ، وفي نسخته السورية ، والمتمثل بالإجابة عن السؤال السابق ، يدرك الكل بأن واشنطن غير قادرة على شنّ المزيد من الحروب "بقواها الذاتية" (لأسباب يعلم معظمها الجميع) وأن أقصى ما تستطيع القيام به ، توفير الدعم التقني والتدريب والأسلحة والمعدات ... كما أعلن للعالم أجمع وزير الحرب الأمريكي في مقالة له في "الفورن أفير" قبل ثلاثة أعوام تقريباً . في سياق هذا التراجع الأمريكي الكوني ، باتت القوى الإقليميّة المرتبطة عضوياً بأمريكا ، تمتلك هامش أكبر من حرية الحركة والفعل من جهة ، ومن جهة أخرى بدأت تعاني خوفاً وجودياً من إنسحاب سبب الوجود والإستمرار والحامي الأول والأخير لكياناتها – أمريكا – من المنطقة والعالم . وفي مثل هذه الحالات (حرية الحركة + الخوف الوجودي) تُظهر الدول الهجينة والأنظمة العميلة والتابعة ... ، كما الإنسان ، أسوأ ما فيها وما عندها ، وتصير أكثر تطرفاً وعدوانية .
2- حاولت بعض الدول ، مثل تركيا ومملكة آل سعود والكيان الصهيوني وفرنسا ... توريط الإدارة الأمريكيّة في الحرب على سوريا بشكل مباشر ، وعلى نحو أكثر عمقاً ؛ مستغلين المراجعة الكبرى فيها للهوية والتكوين والفئة الحاملة للحلم الأمريكي ... ، والتناقض الإستراتيجي بين قوى تتحدث عن ضرورة تصرف أمريكا وفق لإمكاناتها الإقتصادية والمادية ... المتردية ، وتعقد المعادلات العسكرية –عالميّا- خصوصاً بعد إنتشار سلاح الصواريخ في أيد الدول الفقيرة والمُهددة بالتوسع الأمريكي ... وضرورة الإلتفات إلى الداخل الأمريكي خوفاً من إنهيارها داخليّاً كما حصل مع الإتحاد السوفيتي ... . وقوى أخرى يمينية - متصهينة ، تقف ضد هذا التوجه ، ولهذا نجد بأن التردد والتناقض أحياناً ، صار من سمات السياسة الأمريكية . تتراجع مرة ، وتتقدم مرة . لكن عناصر الضعف لم تتغير ، وعوامل الإنسحاب الإستراتيجي ما زالت فاعلة وحاضرة . وطمعاً في إنهيارنا وهزيمتنا ؛ ما زلنا نراهم يحاولون ذلك بشتى الوسائل ، ولكن صمودنا وثباتنا ، وتركيز قوانا على دحر مشروعهم الإستراتيجي لا ذيوله الهامشية ، يوسع من هزيمتهم ، ويراكم من خسائرهم . وهذا ما يفسر ضبط النفس العالي للقيادة السورية حيال الغارات الصهيونية الأخيرة على مواقع اللواء 90 في القنيطرة .
3- إن محاولة الإجابة على السؤال المركزي ( ما العمل إذا لم ينجح "مشروع الربيع العربي" في سوريا ، ويسقط بشار حافظ الأسد ) باتت ترعب القيادات الإقليمية التي تورطت فيه حتى الأذنين ، في تركيا والكيان الصهيوني ومملكة آل سعود ... . من المعلوم أن هزيمة "مشروع الربع العربي" في سوريا تعني مباشرة ، إنتصار مشروع الدولة الوطنيّة السيّدة والمقاومة ، والتي بات يقودها اليوم الرئيس المنتخب بشار حافظ الأسد . و"المزاوجة" بين الديمقراطية ، ومشروع الدولة الوطنية المقاومة والسيدة هو منجز تاريخي هائل يوازي بأهميته "غزوة الربع العربي" ولكن بإتجاه معكوس تماماً ، الأول ينهض ويسير إلى الأمام والثاني يتقهقر ويأخذنا إلى الخلف . ومن هنا يبدأ مشوار الكوابيس مع سوريا المتجددة ، ماذا بعد إنتصار سوريا ؟ كيف ستتعامل مع أطراف العدوان الإقليميين ؟ الحدود التي فُتحت للإرهاب والسلاح ... هل ستكون القيادة السورية معنيّة بإغلاقها بعد إنتصارها ، أم ستتركها مفتوحة ؟ وأي نوع من "البضاعة" ستُرسل من خلالها ؟ إلى أي حدّ ستذهب بمشروعها المقاوم ؟ ... .
4- لم تشهد منطقتنا منذ مئات السنين هذا التحريض المذهبي والطائفي ... ولم تشهد في تاريخها هذا الإنتشار الواسع للمجموعات الإرهابية المسلحة القادرة على القتل دون أدنى رادع أخلاقي أو ديني ، والقابلة للتحالف مع أي كان ؛ إلا مع ذاتها ومصالح أمتها . إن الدول التي مارست التجييش المذهبي والطائفي ... و"سمحت" بخلق بيئات حاضنة ، وتأسيس وتنظيم وتعبئة وتمويل وتسليح ... هذه الجماعات ، باتت اليوم تقف عارية ، مرعوبة ، أمام تحدي وضع نهاية لهذا الفصل المرعب من "الإسلام السياسي" ، وضبط هذه الجماعات المنفلتة من عقالها ، والمنتشية بزهو "القوة والإنتصار والقدرة" . مثل هذه الظاهر لا يمكن "تفكيكها" إلا بمشروع تقدمي نهضوي ، ومصالحة كبرى ، وتنمية مستدامة . ولا يمكن القيام بذلك دون حضور سوريا الحاسم ، فسوريا هي رأس الحربة في المشروع التقدمي النهضوي ، وهي المُستهدف الأول بهذه الجماعات ، وهي من صمد بوجهه وأمامه كلّ هذا الوقت .
5- غالباً ما يكون الربع الأخير من الحروب ، الأقسى والأعنف ، والأكثر دموية . ففيه يبدأ الحديث ، عن الخرائط الجديدة التي رسمتها موازين القوى ، وعن شروط المنتصر وموقعه ، والأثمان التي يجب على المهزوم دفعها ، وطبيعة العلاقات الجديدة التي فرضتها مجريات الحرب ، والتفاهمات المكتوبة وغير المكتوبة التي سيتم التوافق عليها ، والضمانات الممنوحة لكل طرف ... . جزء مما يجري في العراق يأتي في هذا السياق ، والغارة الصهيونية الأخيرة أيضاً . أي شيء جديد أضافته هذه الغارة ؟ وأي أهداف حققتها ؟ إنها ردّ فعل على السؤال المركزي الذي تحدثت عنه . إنها تقول : صحيح أن الجيش العربي السوري يتقدم ، ويطهر ، مرة بالسلاح ، ومرة بالتسويات ، ولكننا هنا !. - والغريب أن الأمر ذاته فعله عاهل بني سعود ، عندما إستقبل رئيس مصر العتيد السيسي في طائرته ، وكأنه يقول نحنا هنا !، ومصر ورئيسها معنا ! - . وصحيح بأن الجيش العربي السوري بات يفرض معادلات كبرى في المنطقة تمتد من بغداد إلى الناقورة ، ولكننا ما زلنا هنا !. صحيح بأن بشار الأسد أصبح رئيساً منتخباً للجمهورية العربية السورية ، ونجح بأن يكون مقاوماً ومنتخباً في فتح تاريخي كبير لحلف المقاومة ، لكننا هنا !. صحيح بأن مشروعنا يسقط ويتهاوى لكننا ما زلنا هنا !، وممنوع أن تنسونا من التسوية الكبرى . فكان الردّ السوري ، سنسقط مشروعكم ، ومشروع من خلفكم ، وإذا جاء أوان الردّ ، سنرى إن كنتم ستبقون هنا !؟ .
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» بشائر الى بشار الاسد
» موسكو: الغرب لن ينجح بإسقاط النظام السوري
» بشائر الى بشار الاسد
» الحل عند بشار الاسد
» الرئيس السوري بشار الاسد
» موسكو: الغرب لن ينجح بإسقاط النظام السوري
» بشائر الى بشار الاسد
» الحل عند بشار الاسد
» الرئيس السوري بشار الاسد
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi
» كتائب القسام تستهدف قوة إسرائيلية متحصنة بإحدى العمارات..و قنص ضابط برتبة نقيب
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:29 pm من طرف larbi