تعرف علی أهل السنة في ايران

تنفيذا لدستور الجمهورية الاسلامية الايرانية فان اهل السنة في ايران يمارسون نشاطاتهم الدينية في اطار الوف المساجد وعشرات الحوزات العلمية.
وتفيد الاحصاءات المتوافرة ان نحو 7/8 مليون من اهل السنة في ايران يملكون اكثر من ١٠ آلاف مسجدا في ١٣ محافظة ايرانية على الاقل.

وحسب هذه الاحصاءات التي وردت في النشرات التي يصدرها اهل السنة في ايران وكذلك الاحصاءات المتعلقة بعدد المساجد فان اكبر عدد مساجد اهل السنة يوجد في محافظة سيستان وبلوجستان (جنوب شرق) ويبلغ ٣٥٤٦ مسجدا تليها محافظتا كردستان (غرب) واذربايجان الغربية (شمال غرب) ب ١٧٦٨ و ١٤٦٥ مسجدا على التوالي.

كما يوجد في محافظةهرمزكان (جنوب) ١٠٣٢ مسجدا وكلستان (شمال) ١٠١٧ مسجدا وخراسان بمحافظاتها الثلاث (شمال شرق) ٧٤٦ مسجدا وبوشهر (جنوب) ١٠٦ مساجد وكيلان ٨٩ مسجدا تابعة لاهل السنة. كما ان هناك مساجد لاهل السنة في محافظتي كرمان (شرق) وخوزستان (جنوب غرب).

و أما في العاصمة الايرانية طهران فلیس هناک اي مسجد لاهل السنة و أما مسجد السفارة السعودية و کذالک مسجد السفارة الباکستانية مفتوحان امام من يريد أن يؤدي صلاة الجمعة فيهما حسب ما ورد في المواقع الاکتروني .

ومنذ فترة اشتكى النواب الايرانيون السنة من عدم موافقة السلطات العليا على إقامة مسجد لأهل السنة في طهران رغم انتماء ما يزيد على نصف مليون من سكان العاصمة الى المذهب السني، وقالوا في رسالتهم «بينما هناك معابد وكنائس للأقليات الدينية مثل الزرادشتيين واليهود والنصارى في العاصمة، تواصل السلطات الحاكمة رفضها لبناء مسجد لأهل السنة في طهران!

و لکن حسب معلومات مراسل آسيا في طهران هناک ٩ مساجد غیر رسمیة لاهل السنة في طهران و لعدم تواجد اهل السنة بمکان محدد و انتشارهم في اماکن مختلفة بطهران و عدم کثافة سکنیة بمنطقة معينة فتقام صلاة الجمعة في المساجد التسعة و کذالک الحفلات في الاعياد الاربعة و کذالک صلاة التراویح في شهر رمضان المبارک و عدم إقامة الصلاة يوميا في المساجد بسبب عدم کثافة سکانية ليس دلیلا علی عدم وجود المساجد في العاصمة الايرانية طهران .

((محدوده این مساجد ٩ گانه عبارت است از: ١- مسجد صادقیه، واقع در فلکه‌ی دوم صادقیه ... ٢- مسجد تهران ‌پارس، واقع در خیابان دلاوران ... ٣- مسجد شهر قدس، واقع در کیلومتر ٢٠ جاده‌ی قدیم ... ٤- مسجد خلیج فارس، واقع در بزرگراه فتح ... ٥- مسجد النبی، واقع در شهرک دانش ... ٦- مسجد هفت‌جوب، واقع در جاده‌ی ملارد ... ٧- مسجد وحیدیه، واقع در شهریار ... ٨- مسجد نسیم‌ شهر، واقع در اکبرآباد ... ٩- مسجد رضی‌آباد، واقع در سه ‌راه شهریار ...))

بعد ما کانت نظرة الغرب للاسلام مجرد قوانين في ردع السارق وشارب الخمر والزاني ولكن بعد قيام الثورة في إيران جاءت المفاجأة بوجود دستور اسلامي وقوانين ونظم اقتصادية واجتماعية وتعليمية لو أنها تكاملت بين كافة المسلمين لأصبحوا قوة مهيمنة لا يمكن منافستها ومن هنا جاءت نظريات بث الخلاف بين الدول العربية وإيران وخصوصا جيرانها على الساحل الغربي من الخليج العربي !

ثم بدأت رقعة الخلاف تتسع بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية فكانت آلة حزب البعث العربي تطحن ليلا نهارا في سموم العنصرية والقومية والطائفية لتنشرها بين شعوب المنطقة لتكسب الجانب النفسي والعاطفي في مغامرة حربها مع الدولة الاسلامية الفتية وتركت آثار الطائفية تحت الرماد بعد أن بدأت شعوب الخليج العربي بالتقارب مع الشعب الإيراني بعد نهاية حرب الخليج ولكن النفوس الشريرة التي تعيش بيننا جعلت من حرب تحرير العراق كفرصة ذهبية وبفضل انتشار وسائل الاعلام والانترنت نجحت بامتياز وأكثر من الغرب في خلق أجواء تمزيق المسلمين بين سنة وشيعة .

وبسبب ضيق الأفق وإعطاء الجهلاء والحمقى من السياسيين دورا مهما في حياتنا مع غياب دور الحكومات نحو التقارب المذهبي ازدادت حدة الفتنة والتطرف الطائفي بين مواطني دول الخليج العربي وهو الأكثر اتساعا وخطورة وأصبحت أجواؤها ساخنة قابلة للاشتعال في أي لحظة، بينما الحقائق في إيران تختلف كليا حيث السنة في أوج تعايشهم السلمي المشترك مع الشيعة وإليكم بعض الحقائق:
١- دستور جمهورية إيران الاسلامية الى جانب المذهب الجعفري يعترف بالمذاهب السنية الأربعة بنص صريح.
٢- وفقا لإحصاء عام ٢٠١٤ فإن نسبة ١٠ بالمئة من مجموع السكان من معتنقي المذاهب السنية الأربعة.
٣- السنة في معظم المحافظات الإيرانية يشكلون الأقلية عدا (كردستان - بلوجستان) فهم الأغلبية.
٤- حسب قانون الانتخابات ونسب التمثيل النيابي الذي يتجدد مع كل زيادة في عدد السكان فحالياً يوجد في البرلمان ١٨ نائباً من أهل السنة , وهذا رقم لا بأس به, علماً بأن الترشيح والانتخاب في عموم مناطق إيران, بما في ذلك المناطق التي يقطنها أتباع المذاهب السنية لا يتم لاعتبارات مذهبية, فمثلاً تجد في الدورة البرلمانية نائباً سنياً ترشح عن منطقة تقطنها غالبية شيعية كما في مدينة أرومية -شمال غرب إيران- وبالعكس تجد نائباً شيعياً انتخبه أهل السنة في منطقة إيرانشهر, التي يشكلون أغلبية سكانية فيها.

المؤسف أن أهل السنة في النظام السابق كانوا شبه مهملين ولكن لا أحد يذكر ذلك بينما في عهد النظام الحالي دخلت الخدمات في جميع تلك المناطق بل إن محافظة مثل (هرمزكان) والتي من أكبر مدنها (بندر عباس - بندرلنكه - بستك - كاوبندي) لم يكن فيها غير أربع مدارس دينية بينما اليوم فيها ٢٩ مدرسة دينية وإن عدد المشايخ والطلاب فيها أكثر من أربعة آلاف وإن عدد المساجد فيها ١١٩٣ مسجدا وأن نسبة أهل السنة في المحافظة أربعين بالمئة.

المؤسف أن هناك من يتعمد دوما تزييف الحقائق ليؤجج النفوس حتى يكون طرحه الطائفي مقبولا ليزيد الشرخ بين الشيعة والسنة.

فوجدت أن من الواجب انتزاع فتيل الطائفية من نفوس أبناء الوطن لأننا في أمس الحاجة للوحدة الوطنية التي يناشد بها العقلاء وعلينا أن لا نقارن أنفسنا بالدول المجاورة ودستورنا كفل حق المواطنة ويكفينا إفكا وقد وضعت هذه الحقائق وسوف نأتي بالمزيد منها.