إذا شعر المصريون أنه قطعة شطرنج في يد الخليج.. و.جورنال: شعبية السيسي قد تتبخر

تتمتع دول الخليج العربي، التي أغدقت على مصر بالمساعدات النقدية والمنتجات النفطية بعد عزل الرئيس محمد مرسي، بنفوذ أقوى في مصر تحت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

هكذا اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنَّ المساعدات الخليجية لمصر تفرض تحديًا سياسيًا للسيسي، الذي يحتاج المال لدعم اقتصاد البلاد، لكنه يريد في الوقت ذاته إظهار نفسه بأنه القوة الدافعة لإنعاش مصر بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات العنيفة.

ففي حين أنَّ الرئيس الجديد يحظى بشعبية واسعة لدى قطاعات كبيرة من المصريين الذين يتوقون إلى الاستقرار والأمن، غير أن الدعم والتأييد الذي يتلقاه السيسي قد يتبخر، إذا استمر الاقتصاد في التهاوي، أو إذا رآه المصريون بأنه مجرد "قطعة شطرنج" في يد دول الخليج، بحسب الصحيفة.

وتوضح المساعدات التي تقدمها السعودية والإمارات والكويت لمصر مدى الحماسة الخليجية لدعم سياسات السيسي وحملته الأمنية على جماعة الإخوان المسلمين التي يعد نشاطها السياسي في جميع أنحاء الشرق الأوسط بمثابة تهديدًا وجوديًا للأسر الحاكمة في الخليج.

قال غانم نسيبة، محلل سياسي وشريك في شركة "كورنرستون جلوبال" للاستشارات: "المخاطر لكل من مصر ودول الخليج عالية جدًا، حيث يريد الطرفان ضمان نجاح السيسي سياسيًا واقتصاديًا، فلن يستطيع السيسي النجاح بدون دعم الخليج".

وأكَّد متحدث باسم الحكومة الكويتية أنَّ مصر هي "دولة حاسمة لمستقبل الشرق الأوسط"، لذلك فإن ضمان استقرارها السياسي والاقتصادي هو أمر بالغ في الأهمية.

وكانت دول الخليج الثلاث – السعودية والإمارات والكويت – قد تعهدت بإرسال مساعدات لمصر بقيمة 12 مليار دولار بعد عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو الماضي، وبعد ذلك تعهدت أيضًا بمساعدات إضافية بقيمة 4 مليارات دولار، وهو ما خفف من نقص الوقود وحمى التمويل الحكومي من الانهيار رغم العجز السنوي الذي تخطى 10% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد.

يشار إلى أنَّ المانحين الخليجيين مثل الإمارات قد طالبوا مصر بتنفيذ إصلاحات هيكلية تتيح لها الحصول على دعم صندوق النقد الدولي كي تستعيد ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري.