ريف اللاذقية... جبهة متقلبة الحرارة !

تعتبر جبهة ريف اللاذقية من بين الجبهات الأكثر حساسية في الحرب الدائرة رحاها على الأرض السورية، وتنبع هذه الحساسية من كونها تقع في أكثر منطقة قدمت شهداء خلال هذه الحرب، ولكون مدينة القرداحة (مسقط رأس الرئيس بشار الأسد) تقع هناك، وأيضاً لكون غالبية سكانها من الطائفة العلوية التي حرضت عليها المرجعيات الدينية المتطرفة والمعارضة السورية كثيراً، إضافة إلى اهميتها الجغرافية كونها الواجهة البحرية لسورية.
"لم يقدم الدعم المطلوب لكي نتمكن من تنفيذ عمليات نوعية على هذه الجبهة" بهذا الكلام يختصر قادة الكتائب المعارضة في الريف اللاذقانيبمرجعياتها المختلفة (جهادية، متشددة...الخ)، بل ويضيف آخرون أن هناك خيانة وتآمر على هذه الجبهة بسبب التأخير في فتحها وتفعيلها، ومن ثم التخلي عنها بعد أن سيطرت على كسب وبعض المناطق المحيطة بها، بالرغم من الدعم التركي المباشر.

وفي الجهة الأخرى للصراع، "شكلت السيطرة على مدينة كسب صدمة كبيرة لأهالي اللاذقية، فكان المطلوب من هذه الخطوة من قبل من أقدموا عليها أن يحصل هناك انشقاقات في الجيش وتخلي المقاتلين من أبناء المحافظة في صفوف الجيش السوري عن مهامهم في مناطق مختلفة من البلاد والعودة إلى محافظاتهم للدفاع عنها" هذا ما علق به أحد القادة الميدانيين في الجيش السوري المرابط في ريف اللاذقية الشمالي، الذي أكد أن استبسال الجيش السوري والقوات الموالية له، مع أبناء المناطق المجاورة لكسب في وقف تمدد المجموعات المسلحة كان كفيلاً بحالة الراحة واليقين باستعادة البلدة ومحيطها.

ويعتبر محور كسب أسخن المحاور على جبهات القتال في الريف الشمالي للاذقية ووصلت ذروة الاشتباكات بعد سيطرة كتائب المعارضة عليها قبل أن يبسط الجيش السوري السيطرة ويتمركز فيها وينتقل إلى محيطها، ويقوم باستعادة السيطرة على العديد من النقاط والتلال المحيطة متبعاً طريقة "خطوة ـ بخطوة" للقيام بذلك.

وبالرغم من ذلك تختلف حدة الاشتباكات في هذه الجبهة، فمن حالة جمود إلى حالة اشتباك خفيف، أو تبادل لإطلاق القذائف، أو استهداف مدفعي، قبل أن يدخل الطيران الحربي على خط المواجهة، وتتراوح الاشتباكات بين البرودة والسخونة، فتمر أيام كثيرة دون ورود أنباء من هذا الريف، بينما تمر أيام بأخبار كثيرة، يتناقلها الناس، وتتناقلها وسائل الإعلام، ويعيد القيادي الميداني هذا الأمر إلى الطبيعة الجغرافية والتضاريسية الصعبة للمنطقة التي في أغلبها تلال وجبال ووديان مغطاة بأشجار وغابات كثيفة، إضافة إلى سرية خاصة بعمليات ناجمة عن معلومات استخباراتية وأمنية قد يضر الإعلان عما يحصل على الأرض بها.

حدة الاشتباكات لن تلبث لأن تعود إلى سخونتها في الأيام القادمة، هذا ما تدلل إليه بعض المعلومات التي يتناقلها أهالي اللاذقية بخصوص ريف محافظتهم، ويشير البعض منهم إلى العمليات الدائرة في ريفي حلب وإدلب المحاذيان لريف اللاذقية الأمر الذي يشكل ما يشبه الطوق حول مناطق سيطرة الكتائب المعارضة، ليبقى المنفذ الوحيد لهم هو الحدود التركية. "وما بين الفتور والسخونة، يبقى الباب مفتوحاً لأحداث سوف تكشفها الأيام المقبلة لجبهة لولا تضاريسها الصعبة لما كان للمسلحين موطئ قدم فيها" بهذا الكلام اختتم القائد الميادني كلمته.