بالمستندات: كشف الخلاف بين غرفة بنغازي الأمنية و«الإفتاء»

تشهد بنغازي معركة أخرى غير التي تدور رحاها على الأرض. معركة سلاحها المخاطبات والتحذيرات وتبادل التساؤلات بين الغرفة الأمنية المشتركة بنغازي ودار الإفتاء.

وأكد مصدر أمني رفيع المستوى بالغرفة الأمنية المشتركة بنغازي، أن الغرفة خاطبت دار الإفتاء في 7 يوليو الجاري، مطالبة بفتواها بخصوص جواز قتال المجموعات المسلحة التي تحتل مرافق الدولة العامة وتعتدي عليها، ومنها مستشفى الجلاء وميناء بنغازي البحري، وهل يجوز قتالها وعدها جماعة باغية، أو أن الأمر لا ينسحب عليه هذا الوصف.

وأفاد المصدر بأنهم خلال خطابهم لدار الإفتاء طالبوا بالفتوى خلال 72 ساعة، وحذَّروا من تجاوز هذه المهلة وإلا ستأخذ الغرفة الأمنية المشتركة بنغازي بفتوى مفتي الديار الليبية السابقة، الصادرة بتاريخ 16 مايو 2014 بالخصوص، وإسقاطها على هذه الحالة وعد المعتدين جماعة باغية جائز قتالها وإخراجها بالقوة.

التقييد بوقت محدد!
من جانبه، رد نائب مفتي عام ليبيا الشيخ غيث الفاخري، على الغرفة الأمنية بنغازي، بإبداء التعجب من طريقة طلب الغرفة الأمنية الفتوى وتقييدها بوقت محدد، انتهى قبل استلام خطابهم بتاريخ 6 يوليو.

وتساءلت دار الإفتاء -على لسان نائب المفتي- عن تبعية المجموعات المسلحة التي تحتل المرافق حتى يُمكن تصور المسألة وبحثها، مضيفة أن جُل التشكيلات المسلحة تدّعي الشرعية.

وقالت دار الإفتاء: «إن الفتوى التي أشرتم إليها كان الأمر فيها واضحًا جليًّا، حيث إن السُلطات العليا في الدولة اعتبرت العسكريين الذين يخوضون معركة ما يُسمى معركة الكرامة خارجين عن سُلطة الدولة، والذين يحتلون المرافق الحيوية من بينها مطار بنينا الدولي الواقع في نطاق اختصاصكم».

وأوضح الفاخري أنه أحال خطابهم إلى مجلس البحوث والدراسات الشرعية للنظر في الموضوع في أقرب وقت ممكن.

وتعقيبًا على ذلك، أوضح المصدر العسكري،، أنه في ما يُخص مطار بنينا الدولي أمرت الغرفة الأمنية المشتركة بنغازي بإغلاق المطار لما يحدث فيه من تجاوزات قبل أن يكون منطقة عمليات عسكرية بين فئتين، وأن تقييد دار الإفتاء الليبية بوقت محدد الزمن قُدِّر بـ 72 ساعة لأن المرفق عام يُقدم الخدمات الطبية العاجلة لإصابات الحوادث الخطيرة التي في غالب الأحيان يتعرض لها منتسبو الأجهزة الأمنية والعسكرية، مؤكدًا أن المرفق الآن شبه معطل.

نحن ولاة الأمر
ونوه المصدر إلى أنهم طالبوا دار الإفتاء، في وقت سابق، بفتواهم بشأن ما يتعرض له أفراد المؤسسة العسكرية والأمنية من قتل أمام بيوت الله بتاريخ 27 - 11- 2013، ولم يردهم أي رد، وقُتل كثيرٌ بعد هذا الطلب، متسائلاً: «مَن يُسأل عن هذه الأرواح البريئة التي زُهقت؟».

وأكد المصدر أن الغرفة الأمنية المشتركة بنغازي هي مَن تُمثل ولي الأمر في المدينة، وهي المحددة لمَن يعمل تحت شرعية الدولة الليبية ومَن هو خارجها، حسب قوله.

ودخل مسلحون من أبناء منطقة السلماني، تابعون لتنظيم «أنصار الشريعة»، مستشفى الجلاء فجر 23 يونيو الماضي، بدعوى تأمينه -حسب تصريح أحد عناصر التنظيم في وقت سابق- فطالبتهم الغرفة الأمنية بنغازي بالخروج من هذا المرفق، ووجهه خطابًا يوم 28 يونيو الماضي لمدير مستشفى الجلاء بإخلاء المستشفى على وجه السرعة من العناصر الطبية والعاملين به والمرضى، وذلك منعًا لإصابتهم بأي أضرار في حال اضطرت غرفة العمليات الأمنية المشتركة لاقتحام المستشفى.

ويأتي ذلك في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة التي تشهدها مدينة بنغازي مؤخرًا، كان آخرها ما وقع في ساعات صباح الاثنين الماضي الأولى، من اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الجلاء، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى
...................


.....................

.....................

..............................