محطة الجزيرة ، أنا قبيحة و لن أتجمل

أحمد الحباسى

أقذر ما في محطة الجزيرة أنها لا تستحي ، تنطق بالزور و تزور في وقائع “رسمية” ، تأتى الجرم و الخطيئة و لا تهتم بالتبرير ، يمكن أن تسرد على المتابعين سيلا من “الأخبار” الكاذبة ، و ممكن أيضا أن تخصص وقتا إضافيا لمناقشة “ما وراء تلك الأخبار الكاذبة ” ، و ممكن أن تمشى في ” الاتجاه المعاكس” دون أن تبدى اهتماما بكونها تسير عكس السير و عكس الحقيقة ، كما يمكن أن تقطع ” البث” عن كل معارض للاتجاه المعاكس بعلة انتهاء الوقت أو بضرورة “إرجاع” القمر الصناعي العربي المخصص أصلا لقنوات الضلالة و البهتان ، من ” الاوتى في المصرية ” إلى “الجديد” مرورا”بالمستقبل” وصولا إلى “العربية” انعطافا إلى قنوات الصرف الصحي الإعلامي السعودي ، لا تبدى فضائية السيئات الإعلامية القطرية أي اهتمام أو إشارة ، مجرد إشارة، إلى كل من يتحدثون عن عوراتها أو يمارسون علنا قذف ” المحصنات” من القنوات الإعلامية الخليجية ، بل تكتفي بمزيد النفاق و الكذب.

هناك أمور نجهلها و لا يمكن تفسيرها بشكل عقلاني ، فالفجور ، أي فجور حتى في الإعلام ، له حدود ، و نحن نستغرب كيف تدار الأمور داخل المطبخ القطري الصهيوني لنشر النفاق و الأكاذيب ، و على حد علمنا ، فكل الفضائيات لها اهتمام خاص بنوعية ” البضاعة” و الطبق الإعلامي الذي تقدمه للمتابعين ، و هي تحرص على ذلك من باب انتزاع نسبة المشاهدة و مضاعفة نسب الإعلانات ، و لكن محطة قطر لبيع الغاز الإعلامي “المضروب” لا تهمها نسب المشاهدة و نسب الإعلانات ، فهي تكتفي بالبث المتواصل للكذب و الباطل مع فواصل يتيمة لبعض الإعلان المكرر الباهت حول الغاز القطري ، و حين نعلم ماذا “يلهف” عزمي بشارة مثلا من راتب قار دون “العلاوات” مع بعض الحوافز الملكية نتساءل ، ألهذا الحد تستثمر الحكومة القطرية الصهيونية في بث الباطل.
هل تدرك فضائية قطر لترويج الباطل أنها مكروهة و منبوذة في الوجدان العربي ؟ هل وصلت صورة حرق علم قطر و دوسه من طرف الجماهير التونسية الغاضبة ؟ هل تحققت فضائية العار القطرية من تدنى نسبة مشاهدتها منذ بداية ما يسمى “بالربيع العربي” و بالذات بعد السقوط المدوي لجماعة الإخوان في مصر ؟ لماذا تواصل فضائية النفاق سياسة الخبط العشوائي الإعلامي رغم عديد المؤشرات الخطيرة التي تؤكد أن الشعوب العربية لم يعد بإمكانها استحمال قطر و أمير قطــر و شعب قطـر و بترول و غاز قطر و فضائية قطر و غرور أمير قطر ؟ لماذا تصر فضائية الدعارة الإعلامية الصهيونية على سياسة استهداف مستقبل الشعوب العربية ؟ ما هي حصيلة سنوات بث الكراهية و تدعيم ثقافة الموت و الدم ؟ لماذا تصر حكومة فضائية الكراهية على سياسة قذرة ستجعلها منبوذة و مطرودة من الشعوب العربية ؟ .
الجميع يستغرب كيف تدور عجلة محطة الجزيرة و من يقوم على خطها التحريري المناهض للعروبة و للقومية العربية و للمصالح العربية و للمقاومة و للقيم الإسلامية المشتركة ، و مع إدراكنا أن “الجزيرة” تدار بواسطة الريموت كونترول الأمريكي الصهيوني و أن عديد الوقائع و الأدلة تدفع إلى الاعتقاد بكونها شريك فاعل في مؤامرة الفوضى الخلاقة الأمريكية لتفتيت المنطقة العربية ، و بكون ما يتم تقديمه من أطباق مسمومة للمتابعين هي وجبات أمريكية الصنع صهيونية الاتجاه ، فإنه لا بد من الاعتراف بكون هذه الفضائية قد تمكنت من سد فراغ غياب القنوات الصهيونية بامتياز بالغ و غير متوقع ، و أن هذا الاستثمار الامبريالي إضافة إلى الاستثمار في الإرهاب قد مكن الصهيونية العالمية من تنفيذ أجزاء مهمة من الأجندة الصهيونية التي تحدث عنها المحافظون الجدد و تم التخطيط لها من المفكر الصهيوني برنار لويس و القائمة على مبدأ ثابت يتمثل في تنفيذ المخطط دون الالتجاء إلى القوات العسكرية و باعتماد التمويل الخليجي .
الحكومة القطرية شريكة في جريمة التضليل الإعلامي و الإرهاب الدموي في سوريا أو في العراق و ليبيا و تونس و مصر ، و حكام قطر لا يختلفون عن حاكم يوغسلافيا السابقة المجرم سلوبودان ميلوزيفيتش أو عن النازي أدولف هتلر أو الفاشي بينيتو موسولينى ، و لعل أقل ما يمكن القيام به من الدول العربية المتضررة من هذه الطغمة الفاشية الحاكمة في قطر هو طرد السفراء و قطع العلاقات بالكامل مع هذه المحمية الأمريكية و لم لا البحث عن طريقة معينة لمحاكمة هذه الحكومة طبقا لقوانين محكمة الجزاء الدولية ، يبقى أن المواجهة الوحيدة لمحطة قطر هو الصمود المتواصل ضدها حتى لا يتم تنفيذ المؤامرة لإسقاط المقاومة ، لان انتصار المقاومة هو بداية العد التنازلي لنهاية بعض الأنظمة الخليجية الآيلة للسقوط ، عندها فقط تسقط فضائية الجزيرة من تلقاء نفسها في العدم .