أمام سفارة رأس الأفعى في بيروت : حذاء الطفل الفلسطيني لا يتشرف أن يكون على رؤوس ملوك النفط‎

وقت تتهافت فيه الصولات ، والجولات ، والمبادرات ، والتحركات الديبلوماسية من أجل التوصل إلى تهدئة مع العدو الغاصب ضمن ما يسمى (مبادرة حل أزمة ) هي في الأصل ليست إلا مؤامرة علنية في ضوء الأيام الدامية التي يشهدها قطاع غزة وليس آخرها مجزرة الشجاعية، وضرب المدنيين بكل الأسلحة المحرمة دوليا على مرأى من العالم الصامت المتفرج على بحور الدماء التي تسيل وفاضت بها شوارع غزة بدون أدنى حمية لوقف نزيف الدم ومساندة المقاومة ، الخيار الوحيد والمدافع الأول عن ثمن الحرية التي يدفعها شعبنا البطل في غزة ، والتي تحظى وحدها بإلتفاف الشعب حولها ضد كل مؤامرات التسوية الغير مشرفة على حساب دماء شهداء الكرامة ، حيث يواجه قطاع غزة يومياً الحصار والموت والدماروحده ، فحتى مساء أمس أستشهد نحو 45 فلسطينياً، بينهم 71 طفلاً، و26 سيدة، و17 مسناً، ليرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بدء العدوان الى نحو 440 شهيداً، والجرحى إلى 1400، عدد كبير منهم بُترت أطرافه. يضاف إلى ذلك نزوح آلاف الفلسطينيين من منازلهم بسبب الغارات الإسرائيلية، وقدرت «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(أونروا) عددهم بنحو 50 ألفا ترافق ذلك مع تحذير وزارة الصحة في غزة من «كارثة حقيقية تطاول القطاع الصحي نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفيات، ونقص الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل الأجهزة الطبية، في ظل عجز في التيار يُقدر بنحو 80 في المئة نتيجة قطع (إسرائيل ) التيار الواصل إلى القطاع….

وأمام هذا الواقع المدمي الذي يواجهه قطاع غزة ، والذي تزداد فيه حصيلة الشهداء كل لحظة ، لتتحول إلى ما يشبه العداد الرقمي الذي لا يتوقف ، لم يجد أهل الشتات في لبنان هنا ، من وسيلة للتعبير عن فجيعتهم أمام ما يحدث من مجازر جماعية بحق أهلنا في غزة ، إلا بالتجمع والحشد من قبل كل قوى اللقاء اليساري العربي الذي تنضوي تحت لوائه كافة الأحزاب والتنظيمات الوطنية الفلسطينية واللبنانية وذلك أمام السفارة الأمريكية في عوكر في بيروت ظهر اليوم و التي أغلقت بوابتها بالسواتر والحواجز الحديدية خوفا من دخول كل المشاركين والمشاركات في الإعتصام الغاضب أمام مقر وكيلة تمويل المجازر والمذابح المتكررة بحق أهلنا الصامدين في مدينة الكرامة والعزة والشرف وتأييدا لخيار المقاومة الباسلة فقط التي تتصدى لأشرس عدوان صهيوني ممنهج يستهدف الأطفال والعائلات التي أسقط منها حتى الآن أكثر من أربعة وعشرين عائلة دفعة واحدة من السجل المدني والعدد مؤهل للإزدياد في ظل إستمرار العدوان السافر على القطاع وفي ضوء الصمت العربي والدولي الرسمي ……….

بدأت الحشود الشبابية والنسائية بالتجمع أمام شارع الشهيد جورج حاوي، في مسيرة إلى مقر السفارة الأمريكية حيث علت الهتافات على كلمات المسؤولين من

المشاركين والمشاركات والتي وجهت جميعها غضبها ضد سياسة الأنظمة العربية الكافرة بالقضية في تعبيرات صاخبة ( يا حكام إنتو رمز الإستسلام ، شعب فلسطين عم بيثور وإنتو مكبلين بالأغلال ، أمام أمريكا أم الإرهاب ، وتحدث أبناء الشتات وكل القوى الوطنية بلسان ناطق بإسم المقاومة في غزة وكل فلسطين هاتفين ، (عنا طاقة للصمود ، وإستعداد مالو حدود) ويلي بترسل تهديدات وبتحاصرنا بالقوات ما بترهبنا الدبابات ولا كل سلاحك والطيارات ، ففجر النصر آت آت ، (ويا شباب إلتموا إلتموا طفل غزة ضحى بدمو ، ويا فدائي ويا حبيب إقصف إقصف نل أبيب ، (وما بنموت ما بنموت بدنا ندمر سيديروت ) (وطال الليل وطفح الكيل يا إنتفاضة شدي الحيل) ودعا الحشد الجماهيري إلى النزول الدائم إلى الميادين والشوارع ، وأمام السفارات المتآمرة نصرة لصمود غزة ، كأقل واجب لشعبنا الذي سيرسم من جديد خارطة الوطن من النهر إلى البحر .. وأكد كل التجمع أن غزة عصية على الإنكسار رغم مجازر القصف والدمار، وأنها بإرادة شعبها ، و ضربات مقاوميها ، بإختلاف أطياف كتائبها حطموا أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، ومرغوا الجنود الصهاينة في وحل وحشيتهم، كما فضحوا عنجهية الولايات الأمريكية ، ومؤامرة دول النفط الأسود المعروف تاريخها الخياني منذ الأزل …… مؤكدين أن كل شعبنا في مخيمات الشتات يحمل رسالة واحدة وعلى درب الأحرار فقط سائرون بصمود أبطال وفوارس ونسور غزة ، التي عرت كل الخيانة ، وفجرت غضب الشعوب ضد كل معاقل الأمريكان من خلال الهتاف وحرق علم أمريكا والكيان الغاصب من أمام السفارة الأمريكية نفسها … وقد عبرت كلمات الحضور عن أهمية الإعتصام أمام سفارة العدو في الدول المطبعة وأمام السفارات الأمريكية حيث تأتي هذه الوقفة كما قال خالد حدادة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني إحتجاجا كونها المسؤولة عما يجري في غزة ، فبسلاحها يقتل المدنيين ، وبطيرانها يذبح الأطفال، وبصواريخها يتحولون إلى أشلاء وبدباباتها تدمر البيوت على رؤوس ساكنيها ، حيث تبقى أمريكا راعية الإرهاب الصهيوني ووكيلة المحارق الجماعية ، وقال إن حذاء الطفل الفلسطيني المضرج بالدماء ومنهم أطفال الشجاعية في المجزرة الوحشية لا يتشرف في أن يكون على رؤوس الملوك والأمراء الذين لا هم لهم إلا تمرير مشروع يهودية الدولة ودعا كل أحرار فلسطين لإسقاط نهج أوسلو ودفن كل المفاوضات العبثية فدماء أطفال فلسطين وكل شهدائها الأحرار وحدهم من يغيرون المسار ويكتبون حرية فلسطين بدمائهم الطاهرة ، كما دعا شباب ثورة مصر للعودة إلى جوهر الثورة الذي يلفظ كل موقف حيادي تجاه القضية الأولى كما كل المواقف المخزية التي تحاصر غزة من خلال إغلاق المعابر بأمر سلطوي عسكري ظالم لا يتوافق مع مصر عبد الناصر ومصر العروبة ، كما لم يغفل المشاركون عن توجيه غضبهم تجاه دول الصمت المتواطئة الذليلة التي تمنع وصول الإمدادات الغذائية والدوائية في حملة مقصودة لمزيد من حصار الشعب وتركه وحيدا يعاني المآساة ، وأكد الحضور أن الربيع الحقيقي سيثمر فقط في فلسطين ، فالشعب الفلسطيني قادر وحده على صناعة ملاحم النصر اليومية ، ففيه رجال شديدو المراس في الخبرة القتالية كما يتنفسون إرادة وحرية يقهران المستحيل .. ورفض المشاركون كل أشكال التفاوض، وعقد إتفاقيات التهدئة على حساب الإستثمار بدماء الشهداء ودعوا إلى ضرورة محاسبة العدو ومحاكمته على كل جرائمه الوحشية التي فاقت حدود الإنسانية ، وأكد الجميع أن الشرق الأوسط الجديد لن يرسم خارطته إلا المقاومة التي ستدفن الطاعون الأكبر أمريكا والكيان الصهيوني إلى غير رجعة ، فغزة ستكون مقبرة كل الغزاة الهمجيين، كما كانت دوما عبر التاريخ .

وأكد الرفيق مروان عبد العال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية وممثلها في لبنان أن العدو يكتوي منذ بداية العدوان على غزة رواية العزة والصمود والتحدي ، بنيران المقاومة الباسلة التي يسطر سواعد أبطالها ملاحم النصر ويكتبون بدمائهم حرية وطن الشهداء ، وأرض الأنبياء ، وقال أن غزة تاريخ مدينة جبلت على المقاومة ، غزة الرجال والبنادق ، غزة التي تحدت الحصار ، غزة وأسطورة الأنفاق ، ومعجزة صواريخ الحرية والإباء ، غزة جيفارا وحرب العصابات التي جعلت العدو لا ينام ، غزة رمز الأرض والهوية والعنوان ، منها ومن قوافل شهداؤها ودمهم البار ومن عزيمة شعبها الجبار ، تصنع كل يوم رواية فصل الكلام في أن نكون أو لا نكون …..

ومنها ستولد القيم الجديدة ، قيم المقاومة وستدفن كل أوراق الذل والركوع والخنوع ونهج الأنحناء الذي طال ووصل إلى أعلى مداه وإلى مرحلة إستحقاق دفنه هناك حيث ينتفض الشعب كله في غزة ويلملم جراحه ماضيا في كتابة التاريخ الجديد .. وكان الختام مع مايا زبداوي إبنة حيفا التي جاءت رافعة علم فلسطين ، وحاملة في ضلوعها قلبا لا يزال رغم المنفى ينبض بعشق حيفا وكل عيونها تنظر صوب أبطال المقاومة .. فقد إقترب الحلم المؤجل كما قالت ، وتكاد ترى نفسها تعانق حيفا في منامها وتقبل أطهر أقدام غزية حققت لها ولكل شعب الشتات الذي يعاني الأمرين في أن يعود إلى عروس الوطن حيفا .. التي أكد ويؤكد شعبها الصامد أنه ضد التهويد ودمه عربي نقي لا مجال لتشويهه بجينات صهيونية كما يتوهم العدو الغاصب ..