"المصريون" تفتح ملف الجاسوس الخائن فاروق الفقى ( خال العميل توفيق عكاشة)

في الوقت الذي اذاع فيه جهاز المخابرات العامه المصري حكايه جاسوس عائله الفقي الضابط مهندس ( فاروق عبد الحميد الفقي) والذي تم القبض عليه بتهمه التجسس وحوكم واعدم في احدي العمليات الكبيره والقويه لرجال المخابرات المصرية ابان فتره السبعينيات ضمن احتفاليه الجهاز بمرور اكثر من نصف قرن علي انشائه، تم تسريب معلومه مقابله وبصوره مكثفه علي شكل شائعه لم يتم التاكد من صحتها تقول ان الجاسوس المذكور يمت بصله قرابه لصاحب قناة الفراعين ، وتحديدا هو خال توفيق عكاشه.

انتشرت تلك المعلومه انتشار النار في الهشيم علي صفحات (الفوص بونك ) و ( الطنيطر ) بلغه المستشار احمد الزند، وسرعان ما اخذت طريقها حتي اقتحمت حصن عكاشه الحصين بقناه الفراعين فظهر ليله الجمعه في دكانته الشهيره كمن اصابه مس من الجنون لينفي الخبر علي طريقه ( يكاد المريب ) وظل يهدد ويتوعد صاحب الخبر بالملاحقه القانونيه، فاخيرا تذكر رمز ( البطه ) وراس الفته، ان هناك قانونا يحكم البلد التي ظن يوما انها غابه تسودها شريعه البقاء للاوقح .

توفيق عكاشه الذي اساء كثيرا لابناء الريف المصري واخلاقياتهم وقيمهم المعهوده باسلوبه المثير للغثيان، والذي ينفذ خطه موضوعه بدقه من قبل من يقومون بتوجيهه وهو معصوب العينين .. ليس مقصودا لشخصه في هذا التحقيق، فلا هو ولا غيره من الاهميه ولا القيمه بمكان بالنسبه لنا وللملايين من المصريين حتي نضيع وقت القارئ الثمين او اهدار حبر المطبعه في الحديث عنه.

الثوره المصريه نفسها رفعت عنا مغبه الحديث عن احد او نتناوله فمن ضمن فضائلها انها لم تقف عند حدود سقوط نظام فاشي فاسد مستبد وانما امتدت لتكشف امام الملايين عورات العديدين من اشباه الرجال الذين يتعاملون بمبدا راقصه الاستربتيز التي علي استعداد للتخلي عن ملابسها قطعه قطعه امام من يدفع اكثر، وهو ما يستطيع القارئ تمييزه بنفسه دون تفكير او مساعده وفي هذا ما يكفي.

اعود لموضوع التحقيق مباشره واشير الي ان ظهور رجل أحمد شفيق المخلص بتلك الصوره الغاضبه المنفعله والتي كادت تصيبه بجلطه دماغيه علي الهواء مباشره دفعت العبد لله لتناول قصه الجاسوس الخائن ( الفقي ) علنا ننعش ذاكره عكاشه فيعود الي صوابه في الوقت الذي نقف فيه علي مسافه واحده ـ بتفكرك بمين الجمله دي يا عكش ـ في هذه الواقعه المثيره لا نستطيع ان نؤكد او ننفي وجود صله القرابه تلك بين الجاسوس وتوفيق عكاشه، فجهاز المخابرات المصري هو صاحب القول الفصل فيها.

كما انها فرصه طيبه لنكشف بوضوح امام الملايين عن قضيه جد خطيره قد تزيح الستار يوما عن حقيقه بعض مدعي الوطنيه ممن هم علي شاكله مسيلمه الكذاب والذين ظهروا من العدم بعد الثوره لينفثوا سمومهم واحقادهم في جسد الوطن، وذلك حتي لا يلتبس الامر علي البسطاء الذين قد ينخدعون فيهم .

الجميع بالطبع يتذكر فيلم ( الصعود الي الهاويه ) والذي كان يجسد قصه بطوله رائعه لجهاز المخابرات المصري استطاع فيها القبض علي شبكه تجسس خطيره استهدفت حائط الصواريخ المصري الذي كان عاملا ضروريا للغايه لتحقيق انتصار اكتوبر العظيم، وبالتاكيد يتذكرون جيدا الراحله مديحة كامل او عبله كامل كما ظهرت في الفيلم والجمله الشهيره ( دي مصر يا عبله ) التي جرت علي لسان الفنان محمود ياسين وهو يستفز نوازع الندم لديها، لكن ربما لا يتذكر احد خطيب عبله كامل في نفس الفيلم والذي قام بدوره الممثل ( ابراهيم خان )، وهو هنا الشخص المقصود او المقدم ( فاروق عبد الحميد الفقي ) الذي تعود اصوله لمحافظه القليوبيه حيث كان يعمل والده كمدرس للغه الفرنسيه، وكان ـ الفقي ـ يشغل مركزا مهما في الجيش المصرى يمكنه من الاطلاع علي كل ما يتصل ببناء حائط الصواريخ المصري الذي شرعت القوات في بنائه بعد انتهاء حرب الإستنزاف بقبول الطرفين مبادره روجرز الشهيره.

فاروق عبد الحميد الفقي كان خطيبا للجاسوسه هبه كامل سليم وللمصادفه كان والدها يعمل هو الاخر وكيلا لوزاره التربيه والتعليم ..!! .. استطاع الموساد الاسرائيلي تجنيد هبه كامل والسيطره عليها حيث كانت تدرس في باريس بجامعه السوربون كعاده الطبقه الراقيه في تلك الفتره، ومن خلال خضوعها لسيطره الموساد اخبرت ضابط الحاله الذي يتعامل معها ان خطيبها ضابطا بالجيش المصري فكانت ان وضعت خطه لاصطياده.

الفقي نفسه لم يكن بحاجه الي خطه لاصطياده، لانه كان عاشقا لهبه كامل حتي النخاع وكانت الاخيره تسيطر علي جوانحه بصوره لا يتخيلها احد فلم يعد يملك عقلا ليفكر بل هي طاعه عمياء لكل ما تطلبه منه خطيبته الخائنه فسقط في بئر الشهوه والخيانه دون وازع من دين او ضمير ووقع بكامل ارادته وثيقه خيانته ليصير عميلا للموساد.. وهو يقوم بتسليم خطيبته وثائق وخرائط عسكريه موضح عليها منصات صواريخ سام 6 وسام 9 المضاده للطائرات وطرق توزيعها علي طول قناه السويس..

بعدها تلاحظ للقياده العامه للقوات المسلحه ان مواقع الصواريخ الجديده تدمر اولا باول بواسطه الطيران الاسرائيلي حتي قبل ان يجف الإسمنت المسلح بها تزامنت تلك الاحداث مع معلومات مهمه وردت لرجال المخابرات المصريه عن وجود عميل مجهول يقوم بتسريب معلومات سريه جدا لاسرائيل تشكل خطوره بالغه علي الامن القومي المصري.. وبدا شك مجنون في كل شخص ذي اهميه وحيثيه في القوات المسلحة دون استثناء حتي وزير الدفاع نفسه.

في تلك الاثناء كانت هبه كامل تعيش حياتها بالطول والعرض في باريس تغترف حيث تشاء من متع الحياه الزائله، بينما خطيبها الخائن يعيش اوهام الحب والخيانه بمفرده بالقاهره يحاول جاهدا ارضاء حبيبته بالمزيد من الخرائط السريه التي تضرب الوطن ورجاله في مقتل.. وفي القاهره كان البحث جاريا وبشده علي اوسع نطاق والشكوك تحوم حول الجميع، الي ان اكتشف احد مراقبي الخطابات من رجال المخابرات المصريه خطابا عاديا مرسلا الي فتاه مصريه في باريس سطوره تفيض بالعشق ولوعه الحب من حبيبها لكن الذي لفت انتباه المراقب الذكي عباره كتبها مرسل الخطاب تقول انه قام بتركيب ايريال للراديو الذي يملكه، ولان عصر اريال الراديو كان قد انتهي.. فالاريال اذن يخص جهاز لاسكلي للارسال والاستقبال.

لم يكن الخطاب يحمل عنوانا من المرسل او توقيعا واضحا، مجرد فرمه دون معني، حينها انقلبت الدنيا ولم تقعد، وقام جهاز المخابرات المصري بعمل تحريات واسعه حول الفتاه في باريس دون ان تشعر او يشعر احد رجال الموساد من حولها بشيء ، في ذلك الوقت وردت معلومات جديده من قلب اسرائيل تضمنت الاسم الاول للضابط الخائن، فتم حصر كل الضباط بالقوات المسلحه الذين يبدا اسمهم بفاروق حتي تم حصرهم والتركيز علي من له صله ببناء حائط الصواريخ وعلي الفور تشكلت لجان عديده من رجال المخابرات ونيابه أمن الدولة وهي تحمل تصريحات بالقبض والتفتيش علي كل من تحوم حوله الشبهات طافت تلك اللجان القاهره ولم تترك منزلا واحدا حتي عثروا علي الاريال فوق اسطح احدي العمارات واتصل الضابط المسئول في الحال باللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربيه وابلغوه باسم صاحب الشقه الذي ابلغ بدوره المشير أحمد إسماعيل وزير الحربيه في ذلك الوقت، واتضح ان الخائن كان يشغل مدير مكتب قائد كبير له دور معروف في حرب اكتوبر واشتهر بخلافه مع الرئيس السادات حول الثغره.