تعقيب على البيان المنسوب لمجلس القبائل والمدن الليبية

فذكّر .. فإن الذكرى تنفع المؤمنين:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
"رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ" صدق الله العظيم
تعقيباً على البيان المنسوب لمجلس القبائل والمدن الليبية (المرفق طيه) ، يؤسفني القول ان هذا البيان جاء بأجندة مبهمة ، وكأنه يعبر عن موقف شد العصا من النصف! بين الزنتان والشرفاء انصار الشرعية الجماهيرية المناهضين لأكذوبة ثورة 17 فبراير اللعينة. وبالطبع لا أسمح لنفسي بالمزايدة على الأخوة القائمين على هذا المجلس ، غير أنه لابد من الاشارة إلى بعض المآخذ على البيان التي ربما تكون وردت عن حسن نية ، لكن من باب الحرص يتوجب التنبيه الى ذلك حتى لا تتكرر الملابسات وتُفهم على أساس أنها موقف تابت ونأمل أن لاتكون كذلك: حيث ورد في الفقرة الثانية من البيان " ... وتدعو لحراك جديد يتجاوز الماضي وتطيح بالحاضر البائس أملاً في مستقبل مزدهر لكل الليبيين ..... وصولاً الى الوطن الذي ترفرف عليه رايات العزة والكرامة والمجد." وما شدّني هنا أولاً : هو الدعوة " لتجاوز الماضي "! وبالطبع المقصود هنا هو ثورة الفاتح من سبتمبر! وهذا أمر لايمكن السكوت عليه ، ذلك أنه مثلما تتمسك القبائل والمدن الليبية الشريفة بالماضي المشرّف للأباء والأجداد الذين قاوموا الغزو الأجنبي لليبيا ، فحري بها أن تتمسك بماضي ثورة الفاتح من سبتمبر وقائدها الهُمام معمر القذافي ، لأنها جاءت تتويجاً لكفاح الأباء والأجداد فهي من قامت بطرد بقايا الطليان الفاشيست الذين احتلوا ليبيا لأكثر من عشرين سنة وقتلوا مايقرب من المليون ليبي وليبية ، و استعمروها لأنفسهم إلى أن طردتهم هذه الثورة العظيمة ، ووزعت أملاكهم على الليبيين العاملين فيها ، وايضاً هي من طرد القواعد العسكرية البريطانية والأمريكية التي كانت تحتل تراب ومياه واجواء ليبيا ، وتشكل قواعد دعم ومساندة للعدو الأسرائيلي الغاصب للأراضي العربية ومنها ضٌربت الجيوش العربية في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وعدوان 1967! ، وأيضاً هي من أمم المصارف الأجنبية والشركات النفطية فأستعادت الثروة الوطنية لليبيا وحررت اقتصادها من الاحتكار والهيمنة الأجنبية. وأما ما شدّني تانياً هو القول: " وصولاً الى الوطن الذي ترفرف عليه رايات العزة والكرامة والمجد." وهنا يجب التذكير بأن ثورة الفاتح من سبتمبر هي من حققت للشعب الليبي العزة والكرامة والمجد ، ولاينكر ذلك إلا جاحد ولايتناسى ذلك إلا حاقد، ذلك أنه وقبل هذه الثورة العظيمة فقد كانت ليبيا الدولة المسلمة في ظل راية الإستقلال المزيف وتحت حكم الملك ادريس المفذى! (حامل كتاب الله ) تعج بالخمارات وبيوت الدعارة المشرعة بحكم القانون الصادر بإسم الملك! والأجانب يهوداً ومسيحيين يقذفون المواطنيين الليبيين بـ علب وقناني الجعة والنبيذ والويسكي الفارغة ! ، و للأسف هؤلاء الصعاليك الكفرة الفجرة كانوا يتراقصون ويتلهون مع بعض الليبيات على مرأى من الرجال الليبيين دون أن يستطيعوا تحريك ساكنا لأن هؤلاء الصعاليك الأجانب محميون من شرطة الملك المفذى! ، ليس هذا فحسب بل أن الليبيين كانوا ممنوعين من دخول الأحياء التي يقطنها الأجانب إلا إذا كانوا خدماً لدى هؤلاء الكفرة الفجرة ، بل أنهم أي الليبيين كانوا ممنوعين من دخول شوارع المدن الرئيسية أيام الآحاد حيث يؤدي المسيحيون صلواتهم بالكنائس!. وهذا جزء بسيط من الحياة البئيسة التي كان يعيشها الليبيين في ظل راية الإستقلال المزيف وتحت حكم الملك ادريس المعظم!! قبل انبلاج ثورة الفاتح من سبتمبر التي حررت الليبيين من ربقة الحكم الملكي الفاسد ومباشرة اقفلت الخمارات ودور الدعارة وحرّمت شرب الكحول وممارسة الرذيلة وحوّلت الكنائس إلى مساجد إسلامية وطهرت ليبيا من دنس هؤلاء الأجانب الكفرة الفجرة ، وصادرت دورهم (فللهم) ومزارعهم ووزعتها على الليبيين البسطاء الذي كانوا مستخذمين لدى ملاكها الأجانب!. فهل من عزة وكرامة ومجد لم تحققه ثورة الفاتح من سبتمبر للشعب الليبي؟. وهل يجوز أن يتجاوز الليبيين الشرفاء عن هكذا ماض مشرّف؟! ولماذا ؟ لا لشئ سوى مراضاة لبعض الذين خانوا ليبيا ووالوا اليهود والنصارى وحاربوا قائد وشعب وجيش ليبيا تحت راية الكفرة أعداء الدين والملة ابان المؤامرة الصهيوصليبية التي تعرضت لها ليبيا قيادةً وشعباً وبلداً عام 2011 ولازالت تعاني أثارها الخبيثة الى اليوم؟!.
أيها الليبيين الشرفاء تأكدوا أنكم تقفون على الجانب الصحيح من التاريخ ، وعلى أرض صلبة ، ذلك أن ثورة الفاتح من سبتمبر هي الثورة الليبية الأصيلة الخالدة وان المبادئ الوطنية والقومية والإنسانية التي قامت عليها عادلة ومشروعة وستظل خالدة الى أبد الدهر ، وان من حاد عن مبادئها فقد خاب وظل. وان ماعداها سراب ، فـ عبثاً يحاول الخونة عملاء الأجنبي ( آل فبراير ) تشويه وطمس المنجزات التاريخية التي حققتها ثورة الفاتح من سبتمبر ، متناسين ان التاريخ قد كتب بحروف من نور إنجازات هذه الثورة الليبية الأصيلة الخالدة منذ عقود مضت ولايمكن لأي حاقد او جاحد أن ينقص مقدار ذرة من الأمجاد التي صنعتها هذه الثورة العظيمة.
أيها الليبيين الشرفاء المنضوين تحت مظلة مجلس القبائل والمدن الليبية ، لستم في حاجة إلى مجاملة الأخرين على حساب دماء شهدائكم الزكية التي سفكها طيران وصواريخ التحالف الصهيوصليبي الشيطاني ومليشيات أذنابه آل فبراير الخونة عملاء الأجنبي! ، فالأصل ، فإن الزنتان او غيرهم من الفبرايريين هم من خرجوا عن الجماعة شرعاً ، وهم من خانوا ليبيا ووالوا اليهود والنصارى وحاربو قائدهم وشعبهم وجيشهم الليبي تحت راية الكفرة أعداء الدين والملة ، فهم من أذنب في حق الوطن وأهله الشرفاء! .
لذا فإذا ما اعترفوا لكم أنهم قد أدركوا ولو متأخراً بأنهم كانوا قد أخطئوا وظلوا سواء السبيل ، وأنهم قد أجرموا في حق بلدهم وشعبهم وجيشهم وقائدهم بتصديقهم لأكذوبة ثورة 17 فبراير اللعينة وانضمامهم للمؤامرة الصهيوصليبية التي تعرضت لها ليبيا عام 2011 ، والآن وقد استعادوا وعيهم وعاد اليهم رشدهم ، فأنهم عاقدين العزم على التكفير عن ذنبهم الذين اقترفوه بحق وطنهم وحق انفسهم ، ويودون العودة لصف الليبيين الشرفاء والانسلاخ عن شرادم الفبرايريين الأشرار ، وأعلنوا استعدادهم للعمل معاً من أجل تحرير ليبيا من قبضة الهيمنة الأجنبية وإستعادة سيادتها الوطنية كاملة غير منقوصة ، وتطهيرها من الخونة عملاء الأجنبي ، وبناءها لتنهض من جديد كما كانت في ظل ثورة الفاتح من سبتمبر الخالدة ، دولة دات سيادة مهابة شامخة صامدة في وجه المخططات الصهيوصليبية في المنطقة العربية والعالم ، حينئد لا ضير أن يضغط الليبيين الشرفاء على جراحهم ويتقبلوا توبة هؤلاء ويمدون لهم أيديهم الشريفة ويخوضون معاً المعركة الواجبة من أجل ليبيا لكل الليبيين الشرفاء.
الشتيوي مفتاح / دبلوماسي ليبي سابق...........

..............