معبر رأس أجدير إستنفار لمكافحة الإرهـاب والتهريب وإستقبال اللاّجئين الفارين من لـيبيـا ..

رأس أجدير نـقطة غامضة أستعرت فيها الحركة منذ إشتعال فـتيل نـيران الـحرب والإرهاب في ليبيا لتتحول إلي نقطة تجمع بين البعدين الأمني والإنساني .. هذا المد التضامني تجسم من حيث إستقبال الفارين من جحيم العنف المشتعل في الدولة الشقيقة ليكون الضحايا والمهجرين من ليبيين ومصريين وسوريين وفلسطينيين وغيرهم من الجنسيات تستقبلك جحافل السيارات والحافلات المغادرة من المعبر الحدودي الليبي وانت في طريقك نحو رأس أجدير سيارات ليبية وأخرى ديبلوماسية وسيارات أجرة كلها محملة بمن ترك وراءه الديار او العمل وينشد السلم والابتعاد عن فتنة الحرب محملين بامتعة وحقائب، في هذه النقطة النائية والوعرة من تونس تبدو الطبيعة القاسية والتنمية المنعدمة.
تنتشر الحواجز الأمنية في الطريق من بن قردان الى راس الجدير وفي اخر النقاط وقبل المنطقة الحدودية والعسكرية المغلقة يوجد اخر الحواجز الأمنية والديوانية المطلة على ليبيا.
«الشروق» قامت بجولة لاستطلاع طرق ومهام العمل الديواني والأمني في المعبر وصعوبات العاملين هناك. وظروف الفارين من الحرب.
أمن تونس أولا
راس الجدير هي جدار صد كبير ضد التهريب والإرهاب وغربال لتمييز اللاجئين وأصحاب الظروف الانسانية واستقبال النازحين من ليبيا. هذا ما أكدته لـ«الشروق» المصادر الأمنية والديوانية الموجودة على عين المكان.
وحسب مصدر أمني سام فانه من المتوقع تصاعد حركة العبور في راس الجدير خاصة مع تواصل الضربات وأعمال العنف في ليبيا، وتحدث مصدرنا أن هناك تنسيقا مع السلطات الليبية حاليا حيث قام وفد أمني تونسي بالعبور الى الضفة الليبية للتباحث وتنسيق العبور وتخفيف الانتظار وكان ذلك منذ يومين كما تتواجد يوميا المساعدات الانسانية من الهلال الأمني والتعليمات لليقظة والحرص.
وأكدت مصادرنا الأمنية ان التأهب هذه الأيام على أقصاه وان العمل يمتد ليلا نهارا للحفاظ على أمن الوطن وقال مصدر رفيع « هنا نسهر ليلا نهارا للتصدي للإرهاب ونعرض أنفسنا للخطر فداء لأمن تونس والتونسيين» مشيرا الى إصابة احد رجال الأمن بطلق رصاصي في أولى ايام التدافع نحو المعبر الحدودي التونسي.
وبلغ عدد القادمين من ليبيا 8 آلاف عابر احيانا مع تصاعد الضربات في ليبيا ووصلت حاليا الى 5 آلاف عابر يوميا.

مهام وأولويات
تحدثت مصادرنا الأمنية عن مجموعة من المهام الموكولة الى الجهاز الأمني والعسكري ، فتونس ارض عبور لا إقامة وأشار الى ان المهمة الاولى هي تسهيل العبور للمواطنين والأجانب بالتعاون مع الجيش والديوانة وأكد ان الدعم يهدف لتعزيز العمل على الحدود ومكافحة الارهاب والعناصر الخطيرة التي قد تمر نحو تونس، والهدف الاول هو تلافي السلاح والتهريب والقيام برقابة صارمة، مؤكدا ان أغلبية العابرين هم من الفارين والهاربين من الوضع المتردي في ليبيا، ولم تخل عمليات التفتيش من العثور على بعض الأسلحة.
وتعددت الجنسيات العابرة للحدود بين ليبيين ومصريين وباكستان وكازاخستان والهنود وغيرها من الجنسيات،وأكد مصدرنا الأمني الرفيع ان الأغلبية قادمة من طرابلس تاركة مساكنها ومنازلها ..

الديوانة ساهرة
لا يقل عمل اجهزة الديوانية قيمة عن العمل الأمني والعسكري وأكد، السيد أنيس الأبيض رئيس فرقة الديوانة برأس الجدير ان هناك تركيزا كبيرا في العمل الديواني والبحث والتفتيش لا سيما في هذه الفترة الحساسة وذلك بالتنسيق مع مختلف المصالح ، وأكد ان الأمور تسير على أحسن ما يرام والعمل مكثف ومتواصل موضحا ان هناك تجهيزات حديثة و اجهزة سكانار خاصة بالسيارات وغيرها من الوسائل الضرورية لعمليات المراقبة لمساعدة أعوان الديوانة في عملهم ولم ينف السيد أنيس ان الصعوبات موجودة في مراقبة اكثر من 2500 عربة يوميا.
عمل وإنسانية
مع بوابة معبر راس جدير تقف عشرات سيارات الأجرة لتقديم خدمات للراغبين في التنقل ووصل سعر استئجار السيارة نحو جربة حسب شهود عيان الى 150 دينارا و120 دينار.
وبعيدا عن عمال الصرف الباحثين عن لقمة العيش والتجار هناك الذين لديهم مشاكل خاصة وأخرى ترتبط بالربط بشبكات الهاتف والكهرباء في المنطقة المعزولة، وضع الهلال الأحمر داخل أسوار المعبر خيمته ليقدم فيه شباب من المتطوعين والمتطوعات خدمات إنسانية من ماء وعصائر للقادمين من المعبر بعد ان أضناهم الجوع والعطش في رحلة عبور الحدود.
وتحدث الى الشروق الدكتور منجي سليم المنسق الميداني للهلال الأحمر في منطقة راس جدير والولاية عموما والذي ذكر بانه وخلال عشرة ايام اي منذ عشية العيد انطلق تدفق المصريين نحو الحدود وتم التنسيق مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر قصد تقديم المساعدات والذي رصد مبلغ 2000 دولار.
ويقوم المتطوعون يوميا بتقديم وجبات للمصريين والجنسيات الاخرى في حدود 2000 وجبة يوميا، كما قام الهلال والصليب الأحمر بتقديم مساعدات الى أهالي الزوارة بعد ان تبين بعد التنسيق مع الليبيين انهم يعانون أيضاً من نفاد مخزوناتهم نتيجة القصف وضرب المخازن ووعورة الطريق غير الآمن وتم تقديم وجبات باردة ومواد غذائية، وأكد ان العلاقات طيبة مع الأشقاء من الهلال الأحمر في ليبيا والأهالي.
وحسب مصدرنا من الهلال الحمر كان عدد الليبيين المارين يوميا يقدر بسبعة آلاف وكان التخوف الأكبر من عدم القدرة على الاستجابة لطلبات المصريين خاصة مع وجود حوالي مليون ونصف مصري هناك.
ويواصل الهلال الأحمر والأجهزة الأمنية عملهم لكن قلة الحركة أمس تركت الف نقطة استفهام فهي علامة سلبية حسب عدد من المحللين تشير الى سوء الطريق وتعكّر الظرف الأمني قبل الوصول الى المعبر حيث لم يعبر أمس غير 250 شخص على عكس اول أمس والأيام الاخرى التي كانت فيها الحركة كثيفة ..

صحيفة الشروق التونسية

بلادي وان جارت علي عزيزة ....مهما كان الوضع لن اترك بلدي هناك مناطق ليبية بعيدة عن القتال يذهبون اليها افضل من ترك البلاد ...ااذا تركوها فمن سيبقي للدفاع عنها الوطنية ليست ثوب نرتديه...انها افعال ومواقف...انا ضد الخروج من ليبيا....لانه هناك مناطق جهزت كل سبل الراحة للنازحين منها الزاوية وصرمان والعجيلات وصرمان وترهونة فهذه المدن مواقف تشرف في هذا الظرف الذي يعانيه النازحين