ليبيا لن تعود. ولن تقوم لها قائمة. ولن نرى يوم لنسعد فيه.

حسبي الله ونعم الوكيل
بعد ماحدث لي هذا الصباح ما لي إلا أن أقول ... ليبيا لن تعود. ولن تقوم لها قائمة. ولن نرى يوم لنسعد فيه.
في طريقي لجرجيس لحضور اجتماع مع شركائنا اوقفتني بوابة مايسمى ب "فرسان جنزور" بطريقة لم اعهدها في آي بوابة حتى في احرج الظروف في احداث الثورة. وتم توجيه بنادقهم لي وأمري بالترجل من السيارة مع السب والشتم وسب الجلالة بشكل يقشعر له البدن. ونعتي بكل الصفات ولم يتوقف على نعتي ب " الزلم أو الازلام" لم يترك لي فرصة الرد او الكلام حتى . أمرني بالجثي على ركبتي وتوعدني بأطلاق النار على رأسي لو تفوهت بحرف.
لماذا هذا كله...؟
لأنني ذاهب في مهمة عمل في تونس...!
ولم يتوقف عن الوعيد انه سوف يجد مايثبت أنني من ازلام القذافي وأنني متعاون مع الكفار من قبائل الزنتان وورشفانة الكلاب حسب وصفه.
فضلت ساكتاً ولم اتفوه بآي حرف وهو ومن معه بدوره بدء في إنزال وإخراج كل ما موجود في سيارتي البسيطة التي بها حقيبة ظهر يوجد بها ملابس نوم وحقيبة الحمام. وجواز سفري ومبلغ من المال ولم آخد معي آي شئ آخر. وهذا مايدل على أنني لن اطيل في تونس إلا ليلة واحدة. آخذ المذكرة الخاصة بي والتي ادون بها ملاحظاتي واصبح يقرأها ورقة ورقة ولم يسكت او يهدء وهو يردد " ياكلب والله لما نلقالك حاجة ولما نرميك بالرصاص هني" وهاتفي لم ينجوا منهم إذ إطلعوا على كل الرسائل ولم يكترت بالأستهانة بالرسائل التي بيني وبين زوجتي . لم يترك شئ مافعله في ساعة من الزمن.
وجاء السؤال المريب وهو من أين أصلي " فرددت أنني من قرية الجوش من جبل نفوسة" ردد " اذاً انت صيعاني..؟" فقلت لا. ويالتني لم اقلها فزاد غضبه ونعتني بالكلب لنكراني لآصلي وأنه سوف يسلمني لعائلة من الصيعان يسكنون جنزور حيث انه حسب قوله قبائل ورشفانة ذبحت ابناء هذه العائلة وسوف يسلمني لهم لخيانتي أصلي ونكراني مسقط رأسي. والله والله والله لم أستطع حتى التفكير في تلك اللحظة لأنه الامر جلل والمصائب تتهاطل في اجزاء من الثانية لاتستطيع التفكير حتى في من انت فعلاً ومن آين آثيت ولماذا انا هنا...والمصيبة ان هذه البوابة ومن فيها الخوف يتكلم من عيونهم مع سماع ذوي المدفعية من منطقة ال 27. وكانوا يرددون في الجهاز اللاسلكي أنهم يريدون سيارة دعم ويردون ذخيرة. حتى وصول عدد 3 سيارات تويوتا لاندكروزر عليها مدافع عيار 106 مم سوداء مكشوفة السقف يقودها شباب في عشرينيات العمر. وتمركزوا على بعد امتار من البوابة وكنت في موقف محرج حيث أنني موجود تحت الأشجار مقابل لمصنع النسيج جنزور وأعتبر أنني في مرمى النيران. حتى جائني من أحدهم وهو أكبرهم سناً وهو الوحيد من يرتدي زي عسكري شائب اللحية. قال لي خذ أوراقك وهاتفك ونقودك وأهرب ولا تلتفت ورائك بسرعة.
وانا لا آرادياً قمت بالواجب وبسرعة أخدت ما اخدت من اشياء كانت في سيارتي ورميت على الارض وقفزت وراء المقود ولم أشعر بنفسي إلا انني في جسر المعاقين لا أعلم إلى أين اتوجه. اتصلت بشكري بكير وحذرني من التوجه او سلك الطريق الساحلي لأنه الأشتباكات على اوجها. توجهت وسلكت أزقة جنزور لا شعورياً حتى وصلت بيتنا في طريق السور ولا أعلم كيف وصلت وآي طريق سلكت.
الحمد لله والشكر لله ولاحول ولاقوة إلا بالله.
أحد السيارات المستوقفة سيارة هيونداي توسان موديل 2013 سوداء تقودها فتاة ومعها أمها و2 من اخواتها. تمنت الأرض تبلعني ولم أسمع ما وجه لهم من ألفاظ يستحي الجماد منها. أليس منكم رجلاُ رشيد...؟
ليبيا لن تعود وزمن المعجزات انتهى ولست بقانت من رحمة الله . ولاكن من يعرف وتعرف جيداً على هذا الجنس الملعون. والذي لعنته وصلت لكل من يدب على الأرض ولم يسلم منهم حيوان أو انسان أو حتى الجان. سيقول ويوافقني الرأي
انا عن نفسي ربيع عمّار حمودة الجواشي في هذا اليوم 17/08/2014 أشهد الله الذي لا إلاه إلا هو أنني برئ من كل الأعراق والقبائل والأنذال على كل صورهم وجنسهم ولونهم ومذهبهم أو ربهم الذي يعبدون مالاً كان أو أمير حرب. أتبرئ منكم ومن كل تصرفاتكم ولن أسامح آحداً روعني وهتك عرضي وأستباح حريتي وسب من خلقني وخلقه وأستهان بكل أنسانيتي يوم يجمعنا رب العالمين في يوماً سنكون فيه سواسية فلن يكون هنالك الزنتاني ولا المصراتي ولا الورشفاني ولا الجنزوري ولا الأزلام ولا 17 فبراير. سنكون حفاة عراة كما خلقنا عز وجل وسأقتص ذلك الوقت منكم يا أنجاس.
حسبي الله ونعم الوكيل في كل من ظلمني.

ربيع عمّار الجواشي
17/08/2014

لا تكن مثل الذي مر علي قرية خاوية علي عروشها......الله قادر علي كل شئ ...وهو الواحد الاحد الذي يقول للشئ كن فيكون......الثقة في الله كبيرة ..