الدخول الي ورشفـانة يشبٓه دخول السمـك لشباك الصياد

ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺔ ﻓﺮﺝ ﻋﻤﺮ
ﻧﻨﻘﻞ ﻟﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻪ :
ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ :
ثلات ساعات في ورشفانة***مع لصوصهم وسراقهم الذين سرقوا قلوبنا***

كانت ثمة مناسبة عائلية تتطلب ان نكون في مدينة الزاوية مرقنا ظهرا من الكوبري الاول بعد الغيران وكانت الطريق الساحلية مقفلة فصعدنا دخولا لورشفانة لم تكن لي دراية او معرفة بتلك الطرق الصعبة والمجهولة بالنسبة لي لكنني دخلت لمتاهة تبدوا جهنمية للغاية وكلما سرت عدت كيلومترات اجد الطريق مقفلة ومسدودة بجبل من الرمال اوقف بين الحين والاخر سائلا من اعتر عليه فتارة يقولون لي بانني في الماية واخرى في صياد وظللت الطريق حتى اجد ان كل الطرق مسدودة ومقفلة وما تركت طريقا الا وسلكته لكنها كلها في نهاية المطاف مسدودة بجبل من الرمال مرت ثلات ساعات وانا اخوض غمار البحت عن مخرج وبدون جدوى فاحيانا اسير قرابة عشرة او خمسة عشرة كيلوا متر تم اعود من نفس الطريق متجها لطريق اخر تكون نهايته مسدودة ايضا كانت الساعة ربما الرابعة عصرا والاولاد والبنات لم يتأقلموا بهذه الحرارة اللاهبة ولكن بعد ساعات وجدت نفسي امام مبنى كتب عليه مديرية الاسكان للجفارة*
هنا فقط قررت العودة ولكن ايي عودة لطرابلس وانا لازلت في متاهة لم اعد اعرف الجنوب من الشمال او الغرب من الشرق ثلات ساعات وانا اصول واجول في كل انحاء ورشفانة من شمالها حتى جنوبها و لكن الحقيقة كانت الاسرة في انبهار شديد من هول جمال تلك الطبيعة الخلابة حيت المزارع تمتد على مرمى البصر والخضرة تمتد حتى افاق النظر اللا متناهية فيما اشجار السرو تلقي بظلالها على نواصي الطرق ورأينا المياه كشلالات نياغراء تسقي الزرع من انابيب ضخمة متدفقة قوية لماعة تترقرق بين جنبي المزارع الكبيرة فيما كانت اشجار البرتقال مصطفة في اسراب منتظمة مسافات بعيدة فيما كان الباعة لا يقصرون ولا يتاخرون عن تقديم الخدمات والارشادات عن الطرق وهم يعلقون عراجين البلح الذهبية في مناحي ذات ظلال وماء وكانت هنالك سيارت تقف على جانبي الطريق تعرض بيع التين الشوكي - الهندي ذو اللون الارواجني والاحمر القاتم*

ما هالني كم مضى من الوقت او كم بقى فتلك المناظر الجميلة كانت انستني الكثير من الوقت وما وقفنا على رجل او امراة الا وعرض علينا ضيافته لا بل حتى ان سيدة من زرشفانة كانت تقود في سيارة هونداي قد اخجلتنا في اصرارها وعنادها على ان نكون ضيوفا عليها* انهم يحاولون سرقتنا واغتصابنا من الطريق وادخالنا لبيوتهم وعلى وجبة الغداء وبالقوة والالحاح والاصرار* يا لهم من سراق وناهبون ومغتصبون هولاء عرب ورشفانة*** احد الشيوخ رسيت بجانبه سائلا اياه عن الطريق المؤدي للزاوية. ضحك ملؤ شدقيه سا خرا قائلا لي اليوم ربما لن تدخل للزاوية حتى تتفضل عندي ليوم الغد تم سوف اكون مرافقك اوصلك للزاوية وحيتما تريد لكنه اقسم بالله ان لا يتركنا حتى ندخل لمزرعته ليسرق وقتنا ويغتصب راحتنا وربما حتى يسرق قلوبنا ويمشط احزاننا وتعبنا وارهاقنا لم اجد بدا من الخضوع والركون للتمشيط الانساني والاغتصاب الحاتمي لمزرعته لقد اصابنا الرعب والخوف والفزع والهلع عندما خرجت زوجته وبناته واولاده وبناته وهو يمشطوننا ويسرقوننا ويغتصبوننا وبالقوة على ترديدة رائعة وبضعة كؤوس من الشاي كانت قد خدرتنا فلم نفق او نصحى الا وباحد اولاده يقود سيارته امامنا ويرشدنا على الطريق ذاهبا معنا حتى بوابة الزاوية وقبل ان يودعنا سئلنا عن رقم هاتفنا حتى اذا ما احتجنا لشي لحق بنا

دخلنا للزاوية لكن قبلها رن تلفون زوجتي كانت احدى بنات ذاك الفلاح تطمئن علينا وعلى سلامت وصولنا

للهم كم هم من لصوص وسراق اهل ورشفانا لقد سرقوا قلوبنا وافكارنا ومشاعرنا حتى اننا عشقنا هذا التمشيط الرائع بعد ان قبلنا دعوتهم لنا في زيارة ود وحب لورشفانة نعم احببتها لورعتها وجمالها وطيبة اهلها فلولا ذهابي للزاوية ما عرفت ورشفانة ه;كذا هؤلاء سراق القلوب والمشاعر اهل الكرم والطيبة