"الاستشهاد" وسيلة دفاع عند الجندي السوري

ما جرى في مطار الطبقة العسكري مؤخرا لم يكن مفاجئاً فقط بل "صاعقاً " في ظل ظروف غامضة أحكمت الخناق على المعلومات لاسيما في الساعات الأولى للحدث الذي تلا الربع الساعة الأخيرة التي شهدت تسويقاً رسمياً لمشاهد صمود المطار والنقل الحي لمراسل التلفزيون السوري الحربي، وما بين الكلام عن سقوط المطار واستحالة ذلك مر الوقت سريعاً لتأتي الأخبار متسارعة على كلام مفاده أن المطار وقع بيد "داعش" في وقت أعلن "النظام" عن إعادة انتشار وانسحابات طالت العناصر والضباط والمعدات والطائرات، وقتها ارتفعت وتيرة الجدال والنقاشات والتحفظات على حجم المفاجأة وتداعياتها التي سببت مزيدا من الشهداء والمخطوفين خلال أيام

فداء شاهين – دمشق

عشرات الأيام قاتل فيها الجيش السوري ببسالة و أحبط الهجوم المتكرر لـ "داعش " وأسقط مئات القتلى ، فجأة أعاد الجيش ترتيب خطته الاستراتيجية بالتجميع والتمركز في مناطق جديدة تكون فيها القوات أكثر أمناً و قدرة على التأثير والحماية، وفي الوقت التي بقي مصير بعض الجنود مجهولا نشرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيدو تدعي أنهم مختطفون من الجيش السوري لدى داعش .

وتفيد المصادر المطلعة على أرض الواقع في المطار لـ "روسيا سيغودني" أنه بعد التقدم الكبير للجيش السوري في أطراف المطار واستعادته لعدة قرى عمل "داعش " على حشد جميع عناصره مع الأسلحة الأمريكية التي اغتنمها من مستودعات الجيش العراقي، وبدأ مساء السبت الهجوم على الحاجز الرئيسي للمطار الذي يليه الباب ، ثم القيادة، ومساكن الضباط " فالمسافة بين الحاجز والمساكن حوالي 5 كم، وأشتد الهجوم عند الساعة السادسة والنصف مساء السبت واستمر حتى العاشرة صباحاً، كما تم الرمي على طائرة اليوشن التي كانت تستعد للهبوط وكانت قذائف الهاون تمطر بغزارة على المطار، حيث استخدم داعش مدافع 23 ، و الدوشكا ، و القناصات ، والهاون، ودبابة .

وأضافت المصادر التي شهدت بدايات المعارك أنه أمام هذا الهجوم الكبير والواقع الراهن بدأ الجيش بتنفيذ عملياته الاستشهادية ليمنع دخول التنظيم إلى المطار، حيث تصدى الانتحاري الملازم مهران سعيد لأول سيارة مفخخة أرسلت على الباب الرئيسي وفجرها بالرمي عليها، بينما السيارة الثانية لم يتراجع من موقعه حتى انفجرت بجسده ومنع دخول السيارتين المفخختين إلى داخل المطار، كما قام الاستشهادي النقيب ربيع عيسى بتفخيخ عربة (بي أم بي) محملة بالذخيرة وفجرها في محيط المطار وقتل وجرح المئات من داعش .

وتؤكد التسريبات أنه رغم إصابة أغلب عناصر الجيش إلا أنهم لم يتركوا أرض المعركة، واستمر الاشتباك من الساعة 11 صباحاً وحتى 2 ليلاً ، وعندها تسلل تنظيم داعش إلى المطار وتمركز في الشقق التي كان يسكنها الضباط، ورد الجيش بهجوم مضاد واسترجع المساكن ولكن لم يستطع التثبيت نتيجة العدد الكبير للتنظيم ما اضطر إلى انسحاب 600 عسكري وأربع طائرات وبعض الذخيرة إلى قرية العجراوي والتثبيت حتى الساعة 12 ليلا ، وبعدها تحرك الجيش سيراً على الأقدام نحو35 كم حتى وصل إلى حقل الحباري، وتابع سيره إلى قرية اسريا إلى أن اقتربوا من أحد حواجز الجيش وتم نقلهم إلى بر الأمان بالتوازي مع ملاحقة داعش واستهدافهم بالقذائف، كما تم تأمين 30 مصابا إلى أحد المشافي لتلقي العلاج، فيما بقي قسم من الجيش مختطفا لدى تنظيم داعش ولا توجد إحصائية دقيقة وبحسب المصدر أنه يوجد 200 عسكري مختطف .

يشار إلى أن مطار الطبقة يقع في الريف الجنوبي الغربي لمدينة الرقة السورية ويبعد عن مدينة الطبقة أقل من عشرة كيلو مترات .
عن صوت روسيا