إذاعة هولندا العالمية : هولندا تبدأ في سحب جوازات سفر الجهاديين

بعد القول والتهديد، انتقلت هولندا إلى الفعل، إذ أقدمت وزارة العدل على سحب جوازات سفر عائلات مسلمة كانت على أهبة الاستعداد للسفر إلى سوريا والانضمام للجماعات الجهادية المقاتلة هناك. يتعلق الأمر بأسرتين من بلدة هاوزن سحبت السلطات المعنية جواز السفر عن الراشدين، بينما وضعت الأطفال القاصرين تحت حماية مؤسسة “حماية الطفولة”.
هل يحق سحب جوازات السفر دون محاكمة؟ وهل يحق طرد المتهمين بالانضمام لجماعات جهادية إلى بلدانهم الأصلية؟ وما مصير من لا يحمل جنسيتين؟
في المقترح الذي قدمه للبرلمان وزير العدل إيفو أوبستيلته (الحزب الليبرالي) بالتنسيق مع زميله في الحكومة لودفايك أشر (حزب العمل)، وزير الشؤون الاجتماعية، يدعو الوزيران إلى تشديد القوانين القائمة لمكافحة الإرهاب، وطرد المتهمين إلى بلدانهم الأصلية بدون محاكمة. هذا المقترح يتعارض مع المبادئ الأساسية لدولة القانون، ولذلك عارضته أحزاب كبرى وخاصة الحزبين الكبيرين المشاركين في الائتلاف الحكومي الحالي، الحزب الليبيرالي وحزب العمل فضلا عن حزب ديمقراطيو 66 المعارض. ما زال المشروع لم يصوت عليه في البرلمان، ومع ذلك شرعت السلطات الأمنية والقضائية في تطبيق مضامينه في الآونة الأخيرة. وحده من لا يملك جنسيتين يحق له البقاء في هولندا لأن القانون يمنع صراحة تحويل المواطن إلى شخص بلا وطن.
بحسب معلومات مصالح المخابرات الهولندية كانت الأسرتان على أهبة السفر بأطفالها القاصرين إلى سوريا. يتعلق الأمر بأربعة راشدين يتراح عمرهم ما بين 30 و34 سنة، وستة أطفال قاصرين تتراوح أعمارهم ما بين 9 سنوات و8 أشهر. بينما ألقت الشرطة القبض على الكبار يومي الجمعة والسبت، وضعت الأطفال تحت مسؤولية مؤسسة “حماية الطفولة”، بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الهولندية.
إجراءات سحب الجوازات تذهب إلى حد إلغاء صلاحياتها تماما في حالة ثبوت التهمة تأييد الجمعات الجهادية أو المشاركة إلى جانبها في القتال سواء في سوريا أو العراق.
بحسب ما أوردته صحيفة دي فولكس كرانت واسعة الانتشار في عددها ليوم الاثنين، واستنادا إلى تصريحات مسؤول في مسجد المدينة، فإنه لا يعرف شيء عمن ألقي عليه القبض. أما أحد الهولنديين من أصل مغربي فقال للصحيفة إن الأمر يتعلق بأسرة مغربية وأخرى هولندية اعتنقت الإسلام. مسؤول المسجد في المدينة طالب عمدة المدينة بالإسراع في إبلاغ الرأي العام المحلي عن تفاصيل هذه العملية.
بعض سكان هاوزن من المغاربة عبروا عن استغرابهم من السرعة التي تم بها التفريق بين أطفال الأسرتين وآبائهم، وتساءلوا: لماذا لم يتم وضعهم في أماكن خاصة مجتمعين؟ بحسب ما ذكرته الصحيفة.
أما مسؤول مؤسسة حماية الطفولة فأكد لوسائل الإعلام أن الأطفال “قضوا ليلة هادئة في مكان إقامتهم الجديد”.
حتى الآن بلغ عدد من سحبت منهم جوازاتهم أكثر من ثلاثين متهما في المجموع. إلا أن مسؤولا من بلدية هاوزن أكد أن سحب جواز السفر وإلغاء صلاحياته لا يعني إسقاط الجنسية. حجز الجوازات إجراء احترازي يتماشى مع سياسة البلاد في مكافحة الإرهاب.