وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون

لماذا فشلت فبراير في أن تؤسس لدولة مستقرة وأمنه ومهابة . رغم توفر كل معطيات النجاح لها . من أقتصاد قوي بأرصدة تتجاوز 400 مليار . إلى دعم دولي منقطع النظير سياسيا وإعلاميا وعسكريا . إلى مؤسسات قائمة بكوادرها ومقراتها ومرافقها ومحتوياتها وأعمالها وميزانياتها .
...
سؤال مهم جدا . ينبغى أن لايمر علي الجميع مرور الكرام .
ويجب التمعن فيه . ومعرفة الحقيقة دون بحث على تبريرات وذرائع .
...
تقديم ..
ليبيا بلد مسلم الديانة . ومالكي المذهب . ومجتمع محافظ . وتربطه قيم وعادات وتقاليد . ويخلو من تعددية الطوائف والأديان والمذاهب والأحزاب . وحتى القبائل التي تعتبر في نفسها ذات أصول غير عروبية . هي منسجمة في تركبية المجتمع وذابت في نسيجه الأجتماعي ومنصهرة داخل جغرافيته . وربطتها علاقات العمل والمصاهرة والتنقل طيلة عقود . للحد الذي أصبح لايعرف فيه أصول هذا أو ذاك . وكانت قبائل أسوة بغيرها داخل الوطن الواحد . يربطها الأنتماء والمواطنة وسواسية الحقوق والواجبات .
...
مدخل ..
فبراير لبست ثوب الدبن كمدخل لأقناع العامة بمشروعها . فألصقت بها ( المباركة و المجيدة ) . وجعلت عنوانها ( التكبير ) في كل أعمالها وأقوالها . وأعتمدت على ( شيوخ الدين ) لتبرير كل أفعالها . وأعطت صفات من الدين مقرونة ( بفتاوي وتفسيرات ) لكل علاقاتها بما فيها الغير شرعية أخلاقيا ودينيا . كوصف حلف الناتو بحلف الفضول . ولو حضره الرسول الكريم لأنضم وكبر له . ووصف طائرات الحلف بطيور الأبابيل التي ترمي حجارة من سجيل . ووصف برناردليفي بالقديس ورسول الحرية والسلام . ناهيك على كل الأفعال التي غيرت أسمائها لتكون مقبولة ومشروعة وشرعية . كالسرقة سميت غنائم . وأنتهاك الحرمات سميت تطهير . ونهب الممتلكات العامة سميت تمشيط . والرذيلة سميت جهاد نكاح . والأحتلال سمي فتح وتحرير . والخروج على الدولة وولي الأمر بانه جهاد في سبيل الله ... وهكذا
كل ذلك تم بمنهجية . وبإعداد وتخطيط مسبق . لعلمهم بتأثير الدين والجانب الروحي في أوساط المجتمع الشرقي والمسلم والمحافظ .
...
كل ماسبق كان تقديم للوصول للأجابة عن أهم أسباب فشل فبراير .
يتضح جليا من خلال الثلاث سنوات من الأزمة . أن فبراير بنيت على كم كبير من الأكاذيب والخدع والتزوير والنفاق . وهنا نتحدث عن الكذب بشقيه . الكذب على عامة الناس . والتي كرهت فبراير وتبرأت منها . بعد أكتشاف الكثير من الحقائق التي زورتها وسربتها أبواق الإعلام سواء العربي أو الفبرايري من الجزيرة حتى ليبيا الأحرار . والكذب الأخر وهو الأخطر هو الكذب على الله ورسوله . وتحريف الكلم عن مواضعه . وإصدار الفتاوي الباطلة . وهذا نتائجه وعواقبه وخيمة على أصحابه وأتباعهم .
يقول تعالى : ( يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) . صدق الله العظيم
...
مسلمة ..
بما أن فبراير بكل أنتماءاتها بما فيها من يعتبرون وسطيين أو علمانيين لبسوا ثوب الدين للوصول إلى مصالحهم الدنيوية من المال والسلطة . فهم في الحقيقة لايختلفون أبدا عن أسلوب الجماعات المتطرفة والأرهابية في كل العالم والتي أيضا تستخدم نفس الأسلوب لتبرير القتل والتفجير والرذيلة والفساد للوصول الى المال والسلطة .
...
ولذلك كان الجزاء من نفس جنس العمل .
فأراهم الله الذي أتخذوا أياته ورسله هزوا ولعبا . كيف يتم عقابه .
فأظهر كذبهم . ورياءهم . وكشف نفاقهم وردتهم للناس أجمعين .
وأراهم كيف أن العالم باسره . بدوله وأحلافه وأساطيله عاجز على منحهم الأستقرار والأمان والتقدم .
وأراهم كيف أن مئات المليارات التي كانت هدفهم الحقيقي تحت عباءة الدين . كيف تضيع وتتبخر دون أن يستفيدوا منها قرشا واحدا .
وأراهم أن الإعلام العالمي الذي كان يساندهم . والذي سخر كل أمكانياته لنصرتهم . لن يستطيع أخفاء حقيقتهم القذرة والمخادعة والكاذبة والمنحطة سياسيا وأخلاقيا .
وأراهم كيف تنقلب تلك الفتاوي الباطلة عليهم . فمثل مافرحوا بها بالأمس وكبروا لها لقتل وتهجير وسجن وتعذيب الناس ظلما وعدوانا . أكتووا اليوم بنفس تلك الفتاوي التي كفرتهم وأهدرت دمائهم وأستباحت حرماتهم وأحالت معيشتهم ضنكا .
وليريهم أنهم لن ينتصروا أو يستقر لهم حال . مهما حاولوا تلوين أساليبهم . وتفننوا في إخراج قوالب تمثلهم . واتقنوا اللعب بالشعارات . إلا بالتوبة النصوح لله ورسوله والمؤمنون . والأعتصام بحبل الله وحده . فهو وحده من ينصر عباده . والإبتعاد عن الرضوخ والركوع والأستجداء لغير الله . وعدم موالاة اليهود والنصارى . والكف عن الكذب والنفاق والرياء وتزوير الحقائق وأذى المسلمين .
....
كل ماحصل درس وعبرة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
المكابرة والعناد . لن تقود إلا الى سوء الخاتمة وسوء المصير .
فاليوم كل الفبرايريين الذين كذبوا على الله ورسوله والمؤمنون يعانون . بداية من مفتي فبراير الغرياني الملاحق دوليا . وحتى أتباعه السذج الذين يموتون كل صباح ومساء بالأغتيالات أو الأوبئة والأمراض أو الخمور والمخدرات أو الموت في معارك غير واجبة وغير أخلاقية .
ومن لم يمت فهو يعاني من الملاحقة والتهجير والأبتزاز والرعب والقلق والتوجس والحيرة والندم والحسرة والألم والأسى والضيق . حتى وإن لم يجرؤ بعضهم على البوح بذلك . فالمشهد جلى وواضح . ولايحتاج طبيب نفسي أو محلل سياسي أو فقيه دين .
...
هل سيبارك الله من كبر على موت عائلات ماجر . وحفظة القرأن الكريم في البريقة . و عائلات عرادة . أو دك مدن سرت وبني وليد والعجيلات وورشفانة وبراك والمشاشية والرياينة ودرج والعوينية وغدامس وسبها . ؟
هل سيبارك الله من كبر وردد وأقسم بأغلظ الإيمان على أكاذيب المرتزقة والأغتصاب وقصف الأحياء بالطيران ومحاصرة طرابلس وتكفير القيادة وهروبها وتلغيم طرابلس وإبادة بنغازي وعشرات الألاف من القتلى وتهريب المليارات وتهم أطفال الأيدز وسقوط طائرة بنغازي ومحاربة الإسلام وتحريف القرأن وغيرها من ألاف الأكاذيب . ؟
هل سيبارك الله من وضع يده في يد أعداء الله ورسوله من الصهيوني برناردليفي حتى ماكين الذي قال في إحدى تصريحاته ( لو كان الامر بيدي لهدمت الكعبه ) . ؟
هل سيبارك الله من نقض عهده وميثاقه وقسمه . من عسكريين وسياسيين وشيوخ قبائل وحتى العامة من منتسبي الروابط والجحافل واللجان الثورية والحرس الشعبي والثوري . ؟
هل سيبارك الله من كذب وتسلق ونافق وشهد زورا وكان مراسل أو شاهد عيان لمئات القنوات العربية والعالمية . ؟
هل سيبارك الله الألاف الذين كانوا يهتفون لبرناردليفي وهو كان يقول لهم ( أنا جئت من منطلق يهوديتي ) . كما جاء في كتابه . ؟
هل سيبارك الله من أجتمعت نسائهم بالصهيوني برناردليفي ليستمعون لنصائح عدو الله والمدافع عن الرسومات المستهزئة لرسوله . ؟
هل سيبارك الله الذين ساهموا أو أيدوا أو حتى صمتوا على تهجير مليون في الخارج في ظروف مزرية . وعشرات الألاف في الداخل يعانون في العراء . ؟
هل سيبارك الله الذين ساهموا أو أيدوا أو حتى صمتوا على ألاف السجون السرية والمعلنة التي تعتقل الناس ظلما دون تهم ومحاكمات . ؟
هل سيبارك الله الذين رفضوا دعوات الحوار . والإحتكام لكتاب الله وسنة نبيه . وقصفوا قوافل السلام ولم الشمل ووأد الفتنة . ؟
هل سيبارك الله الذين حملوا السلاح بحجة كفر القيادة . في حين كانوا يتلقون الأوامر والتعليمات من الكافر برناردليفي . ويكبرون لأعداء الله من المارينز الفرنسي والأمريكي والأنجليزي . ويعطون الأحداثيات لغرف عمليات حلف الناتو الصليبي . ويفتحون بيوتهم ومؤسساتهم لمرتزقة قطر من قاعدة أفغانستان حتى المتطرفين والأرهابيين من اليمن ومصر والجزائر وتونس وتركيا . ؟
...
بالمقابل هل سيخذل الله هذا الكم المليوني من المظلومين وبينهم شيوخ وعجائز وصلوا من العمر عتيا . وبينهم أطفال ملائكة . وبينهم أيتام ومساكين . وبينهم محتاجين . وبينهم بسطاء صالحين . ؟
هل ستذهب دعواتهم ودموعهم وصبرهم وصلواتهم سدى . ؟
لا والله . من تجاهل أو أنكر هذا فهو ضعيف الأيمان . ولايعرف خالق الكون الذي قص علينا كيف أخذ أمم قبلنا أخذ عزيز مقتدر . كانت طغت وتجبرت وأخذتها العزة بالاثم .
...
الأسئلة كثيرة . والإجابات مخجلة ومحرجة لمن له ضمير وقلب أو حتى ذرة أنسانية . و يعرف الله وكتابه وسنة نبيه .
نحن على يقين بفشل وهزيمة فبراير عطفا على كل ماسبق ذكره وغيره الكثير . كما على يقين بنصرنا ليس لأننا أقوياء عسكريا أو أعلاميا أو سياسيا . نحن واثقين بالنصر المؤزر لأننا تحملنا الأذى وصبرناعلى الظلم ودعونا الله وحده أناء الليل وأطراف النهار وأعتصمنا بحبله .
هل وصلت الرسالة ؟؟؟ ... الفـــــــارس

مابني علي باطل ....فهو باطل