الشياطين و إخوان الشياطين .

احمد الحباسي

المسلم من سلم الناس من شره و لسانه ، هذا هو التعريف الموجز للمسلم ، من يصنعون هذه الحرب الدموية في سوريا أو العراق أو تونس ليسوا مسلمين بالتأكيد، ليسوا من ملة دينية أخرى بالتأكيد أيضا ، هم شياطين و أبالسة سواء أكانوا حكاما في دول عربية خليجية أو كهنة دين من المؤسسة الدينية السعودية أو ممولين لهذا الإرهاب أو دافعين لحالة الكراهية و الانقسام أو منظرين إعلاميا لحرب جهاد مغلوط ، هؤلاء ليسوا إخوانا في الإنسانية و لا في الدين و لا في الوطن ، هم مجرد حالة من الشر المستطير تنهش اللحم و التاريخ و الحضارة العربية لا غير ، عقليتهم على نمط واحد تبحث عن الشر و لا تمارس غير فعل الشر.
الإخوان سواء كانوا حزبا دينيا أو جماعة تمارس ” الدعوة ” أو أفرادا يقودون هذا الفكر كل حسب موقعه ، هم إخوان الشياطين ، هكذا ورد في القرآن أن الإخوان هو إخوان الشياطين ، الاخوانية حرفة تمارس كالحرف الأخرى للوصول إلى السلطة بكل الطرق المتشعبة و الخبيثة ، فلا علاقة لهذه الحرفة أو الممارسة السيئة بالدين كدين أو كمفهوم ، و كما يحصل الشاب على شهائد للحصول على وظيفة فإخوان الشياطين يحفظون القران و السنة و كل ما يتعلق بالدين ليس بغاية التدين و التصوف و نشر روح الفضيلة بل لممارسة مهنة المخاتلة و النفاق باسم الدين للحصول على السلطة ، لذلك تجد أن لإخوان الشياطين مفهوما مغايرا للدين و ممارسة مختلفة للشعائر بحجة الاجتهاد في التفسير ، في عرف الإخوان لا وجود لجهاد ضد الكفار و أعداء الدين ، فهم يكتفون بقتل الأبرياء أو ببعض التفجيرات هنا و هناك ، بالعكس همهم هو قتل كل من ينتمي للإسلام ، و هدم كل بيوت العبادة التي تحمى الروح الإسلامية ، و تشويه كل الممارسات الدينية الصحيحة .
لا أثر في قاموس إخوان الشياطين لجهاد في فلسطين ، و من يمولهم أو يدفعهم إلى ساحات الموت لا تهمه فلسطين و لا تعنيه من قريب أو بعيد كما يدعون ، لذلك لا تحصل عمليات جهادية ضد الجيش الصهيوني و لا يتم جمع التبرعات للقضية و لأهل القضية و لا توفير غطاء سياسي دولي داعم للقضية ، بل من المثير أن يتحول بعض أبالسة و ألسنة الفكر الفلسطيني مثل عزمي بشارة و عبد الباري عطوان إلى مثيري شغب و دعاة كراهية و انقسام بين الشعوب و الحكومات العربية بحيث صارت القضية اليوم عبئا معنويا على الوجدان العربي المناصر بحيث يبرر البعض تخليهم بتخلي أهل القضية أنفسهم عنها مرددين أنهم لا يمكن أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك .
أي جهاد مقدس ما يفعله هؤلاء القتلة ، و هل الإسلام دين قتل بشع كما نطقت تلك السيدة المسيحية التي تهدد داعش ابنها بالقتل ، و هل أن صداقة الأعداء قد أصبحت مدار فخر لهؤلاء القتلة ، بعض قادة العرب كانوا يعدون الساعات لإعلان تدمير غزة وشرب الأقداح مع الصهاينة ، كان همهم أن تسقط غزة ، أن تسقط كل الأصوات المقاومة للتمدد الصهيوني في كامل المنطقة العربية ، أن ينحني بشار الأسد أمام عاصفة الإرهاب السعودي القطري التركي ، أن تنزوي إيران خوفا من ضربها عسكريا ، أن يمتنع حزب الله عن نصرة سوريا ، محمود عباس كان أكثر المطالبين المنتظرين لهزيمة أشبال المقاومة ، الجزيرة كانت تبحث عن ” نصر” لتقنع “المتابعين” بالمشروع القطري الصهيوني ، السعودية كانت تريد نصرا صهيونيا على “أعداءها” في حماس، كانت هناك حرب بين محورين صهيونيين بالأساس ، السعودية و قطر .
نعم إنهم شياطين و إخوان شياطين ، قفزوا على كل الخطوط الحمر ، كل ذلك لينفذوا النزوات المدونة في كتب الصهيونية العالمية ، على حساب نمط العيش العربي و على حساب المصالح العليا العربية ، المقاومة تريد تدمير النمط الغربي المزروع في الدول العربية بما فيه من دعوات للاستسلام لقدرية الاحتلال و الرضا بالصلح و التطبيع معه ، نمط غربي قبيح و ملوث تحدث عنه رئيس وزراء اسبانيا السابق ثاباتيرو و جورج بوش الابن بالقول… ” نحن زرعنا هذا النمط الغربي في الشرق و من يدمره يدمر مدنيتنا كلها ” ، كأن في الغرب هناك مدنية و ديمقراطية و حقوق إنسان يستحسن الاقتداء بها مع أن الجميع على علم أنها قواسم غربية ” داخلية” لا تنسحب على العرب ، لكن أبالسة قطر و السعودية و من تقرب منهم لا يريدون إلا نشر ثقافة الخراب بحيث صار من الممكن في “عهد” القاعدة و داعش و أنصار الشريعة و الإخوان الحديث بوقاحة عن كون العدو لم يعد إسرائيل بل هلال المقاومة .
لا تستغربوا إذا من تحالف الإخوان مع أنصار الشريعة و جماعات القاعدة المختلفة ، السعودية تمول الجميع تحت ستار مواجهة التمدد الشيعي ، إخوان ليبيا يتحالفون مع القاعدة و مع أنصار الشريعة في تونس ( الجناح العسكري لحركة النهضة التونسية الإرهابية ) ، المخابرات الغربية و الصهيونية تعمل في غرفة نوم حكام الخليج لتدمير المنطقة العربية ، مال النفط يمول كل “صولات و جولات” الإرهاب في مساحة الوطن العربي ، محطة الجزيرة تمشى في ” الاتجاه المعاكس ” للمصالح العربية ، لا غرابة ،برتوكول حكماء الصهاينة هو خارطة الطريق السعودية القطرية ، الجميع يمول ، ينظر ، يحلل و يحرم و يفتى ، فوضى خلاقة ، شرق أوسط كبير ، نشر ديمقراطية ، وطن بديل ، عناوين براقة كاذبة منافقة ، باسمها و تحت شعارها و من أجلها يسيل الدم العربي على قارعة الطريق … ” تم استهداف عروبتنا ووطنيتنا وبلادنا ولقد فشلوا ولكنهم يحاولون استنزاف سوريا بأيادي سورية غير شريفة ” ( بشار الأسد ) ، من يكونون ؟ غير الشياطين و إخوان الشياطين .