حركة تحرير قطر ، أول الغيث قطر

أحمد الحباسى

الثورات و الأحلام دائما ما تبدأ صغيرة ، هذا هو الحال في كل دول العالم التي عرفت الثورات على الظلم و الاستبداد ، ولان الثورات تولد من رحم المعاناة و الصبر على البطش و الرعب فمن عادة هذه التقلبات المزاجية الشعبية أن تتراكم مع الوقت لتصبح مثل كرة الثلج التي تتعاظم لتجر في طريقها الأنظمة إلى السقوط بفعل عملية التدافع الاجتماعي المتواصل ، ولان قطر ، رغم ما ينشر و يقال عن رغد عيش المواطن القطري تعانى من الفساد و المحسوبية و الخيانة للقيم و المصالح العربية فقد تنبأ الجميع ، بما فيهم بعض الصحف و وسائل الإعلام الغربية بأن هذه المحمية الصهيونية ستكون قريبا جدا على لائحة الدول المتعثرة التي ستواجه المنغصات الاجتماعية و الثورة على هذا النظام الشمولي الفاسد.
ثورات الشعوب تحتاج إلى بعض الوقت و كثير من الصبر ل”رؤيتها” على الواقع ، فالأنظمة العربية مسنودة تماما ليلا و نهارا بعيون المخابرات الصهيونية الأمريكية التي لا تحمى هذه الأنظمة الآيلة للسقوط بقدر حمايتها لمصالحها الحيوية الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط بالخصوص ، ولان الشعب القطري شعب بسيط و غير مسيس بالقدر الكافي فقد استطاعت العائلة الحاكمة تطويعه و إخماد صوته المعارض بشيء من فتات عائدات النفط و بعض المكرمات الأميرية المتباعدة قاطعة عنه بنفس المناسبة كل رغبة في معارضة السلطة أو المطالبة بالتداول عليها أو منح الشعب القطري ما يستحقه من الحريات و مناخ الديمقراطية الفعلية و الفاعلة ، و بالنتيجة فقد أصبح هذا الشعب مجرد رقم باهت مجهول “الهوية” الفكرية و التفاعل مع كل القضايا العربية المهمة إلا ما ندر من الأصوات الخجولة .
من المفروض أن الشعوب هي من تختار حكامها ، الذين سلطوا العائلة السعودية لحكم الحجاز على اعتبار ذلك قدرا ” دينيا” محمودا هو قوم منافقون بالفطرة، كذلك من رضوا أو فرضت عليهم حالة من القبول بالعائلة القطرية الحاكمة تحت نفس العنوان لا بد أن ينتفضوا على هذا القدر الخبيث المقدر إليهم من أزلام الخيانة العربية ، فالإنسان يخلق حرا و غير مقيد بقيود لا يرتضيها لنفسه و بنفسه ، و حكام قطر ليسوا قدرا منزلا أو قضاء و قدرا لا مفر منه ، و الثورات خلقت لتسترد الشعوب حريتها و تصحح كل المفاهيم و التصرفات الخاطئة ، و من بينها على وجه الخصوص إسقاط هذا النظام الصهيوني العميل الذي زكت رائحة فساده كل أصقاع العالم ، فقطر التي تستضيف من باب العبث المالي النفطي نهائيات كأس العالم لكرة القدم سنة 2022 أصبحت في نظر الكثيرين دولة راعية للإرهاب و لا يجوز أن تختلط المفاهيم الرياضية بما يختزنه عقل أميرها الفاسد من مفاهيم إرهابية .
هناك إحساس في الجامعة الدولية لكرة القدم ” الفيفا” بخطئها و تسرعها في تمكين هذه المحمية الصهيونية من شرف تنظيم مباريات نهائيات كأس العالم لكرة القدم رغم أن الجميع مدركون أن الرشوة قد فعلت فعلها في هذا الأمر و أن بعض الجهود الدولية القبيحة هي من مكنت قطر من هذا السبق ، ولان الشعوب ، و الشعب القطري لن يكون الاستثناء في نهاية الأمر ، لا يمكن أن ترضى إلى الأبد بتمريغ شرفها في تراب العمالة و الخيانة و بيع الضمير و الرشوة و الفساد و بيع المصالح العربية فهي مطالبة بانجاز ثورتها على الفساد في كل عناوينه ” القطرية” ، هذه الثورة يجب أن يتم التنظير إليها و دعوة الشعب القطري للمساهمة الفاعلة و المتواصلة فيها بل يجب أن يجتمع الشباب القطري ليرسم خريطة التحرك بعد دراسة إرهاصات و خفايا و نتائج الثورات العالمية و العربية الحاصلة منذ عقود من الزمن لان المطلوب ليس ثورة تسقط نظاما عميلا فاسدا بل ثورة سلمية واضحة المعالم و النتائج تقود الشعب القطري للمسك بزمام السلطة و مباشرة مشروعه الإصلاحي الديمقراطي كغيره من الشعوب الحرة الأخرى .
نحن ندرك أن ثورة قطر لن تكون سهلة بالمرة ، فالقواعد الأمريكية تسجل كل الأنفاس المعارضة و تستعد دائما لمواجهتها بالاستعانة بالخبرات الصهيونية التي تحرس العائلة المالكة ، و تشرف على ثرواتها في الخارج ، و تسعى دائما لبقائها أطول قدر من الوقت حتى تستنفذ الصهيونية العالمية أغراضها في المنطقة العربية ، و رغم ما يوجد من عداوة بين النظام السعودي و القطري فان العائلة السعودية لن تسمح بنسمات تغيير أو ربيع في جوارها القطري و بالتالي فان قوات “درع الجزيرة” ستكون حاضرة لاحتلال قطر كمنا احتلت و تحتل البحرين لقمع انتفاضة الشعب البحريني بقوة الحديد و النار، لكن من المهم الإشارة إلى أن ” حركة تحرير قطر ” يمكنها أن تشكل نواة عملية للتحرك الشعبي المدروس لإسقاط السلطة العميلة في قطر بأقل ما يمكن من الخسائر البشرية و بكثير من النتائج الايجابية لصالح الشعب القطري ، ألا يقال أن أول الغيث …قطر …عفوا …حركة تحرير قطر ؟ .