هل نوايا الناتو وامريكا القضاء على داعش ؟!! ام خلق نموذج ليبي جديد في سوريا؟!!

م. ناجح شنيكات

قبل عامين تحدث الرئيس الامريكي بكل صراحة مخاطبا الكونغرس الامريكي والمعارضة السورية قائلا ان النظام السوري بقيادة الرئيس الاسد يجب ان يرحل وانها مسألة وقت وبعدها سيصبح هناك نظام جديد مختلف تماما عما هو الان, الا ان القرار الغربي الامريكي بالمسارعة بدعم التنظيمات والحركات المناوئه للنظام السوري الحاكم اصطدمت باراده قوية لروسيا عملت على تأخير البدء بما كان يطمح له الغرب من تغيير سياسي في سوريا .


واثناء تلك الفترة اعطت امريكا والدول الاوروبية كبريطانيا وفرنسا الضوء الاخضر للاقليم المحيط بسوريا بممارسة الدعم للتنظيمات المسلحة في بلاد الشام كتنظيم جبهة النصرة وداعش والجيش الحر التابع لما يسمى بالمعارضة السورية , فلم يكتب للتحالف الدولي الذي تقوده امريكا بتلك الفترة من ممارسة هواياته المتواصلة بتغيير الانظمة وخلق واقع جديد على الاراضي السورية , فالنظام الحاكم على ارض الشام تميز خلال تلك الفترة بالتماسك والقوة والصبر حتى انه بات اليوم يسيطر على اغلب مساحة سوريا بينما تسيطر باقي التنظيمات المسلحة بما فيها مايسمى بالدولة الاسلامية على 25% من الاراضي والمدن السورية البعيدة عن مركز الحكم في دمشق.

بالطبع هذا الواقع الجديد الذي اصبح ظاهرا للعيان بعد مرور اكثر من عامين ونصف من بدء القتال في سوريا لم يرق لصانعوا السياسة في الغرب والولايات النتحدة الامريكية , فالتنظيمات الاسلامية اخذت تتوسع على الارض وبنفس الوقت ازدادت طموحاتها بتاسيس دوله ذات معايير اسلامية واهداف تخالف ماكان مقررا قبل بدء القتال والعمليات الحربية , في هذه الفتره وصلت الرسالة الغربية للتنظيمات الاسلامية بالمنطقة والتي اساسها الدعم اللامباشر على امل انجاز ماتطمح به اسرائيل والغرب من خلق واقع فوضوي يمتد من شمال افريقيا حتى حدود البحر المتوسط المحاذية لاسرائيل .

وبالتالي تكوين دول متقاتله داخليا تتنازع شعوبها ومنظماتها على الحكم كهدف رئيسي بمعزل عن اي طموح قومي او اي مصالح استراتيجية بالمنطقة , فظهرت مستجدات واحداث شجعت امريكا والغرب بالتخطيط من جديد لضرب النظام السوري الحاكم تحت غطاء محاربة الارهاب الذي يمثله تنظيم داعش , ومن بين هذه المستجدات الحرب القائمة الان باوكرانيا وسيطرت الدولة الروسية على شبه جزيرة القرم الذي اعتبره الغرب والولايات المتحدة الامريكية تدخل سافر باستقلالية الدول , فعملت امريكا وحلفائها على تصوير النظام الروسي لدى الغرب والعالم على انه نظام قمعي عدواني لايرقى لمصاف الدول الداعمة للحرية والديمقراطية , وعلى اثر ذلك قاموا تحت مظلة الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو بجملة من العقوبات الاقتصادية كعقاب لروسيا على تدخلها بدولة مجاورة كادت ان تكون عضوا بالناتو .

فاصبحت الحالة الروسية حافزا لدى الغرب بالتدخل من جديد بمنطقة الشرق الاوسط والقضاء على النظام السوري بحجة ضرب مواقع تنظيم داعش على ارض سوريا والعراق, فمن خلال هذا المخطط الامريكي الغربي سيقوم سلاح الجو الامريكي مدعوم لوجستيا من الاقاليم المجاوره باضعاف داعش من جهة والنظام السوري من جهة اخرى وخلق واقع جديد في سوريا لجر النظام هناك للهزيمة او اعلان حالة الاستسلام لحساب المعارضة السورية الضعيفة في الداخل السوري, فالاهداف السورية الاستراتيجية اصبحت جاهزة للتدمير ومخزنة على شاشات الطائرات الامريكية المدمره, وهذا واضح جدا فتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) على مرمى الصواريخ والطائرات الامريكة منذ فترة طويلة الا ان مايحدث فعليا على ارض سوريا من اعادة التنظيم للجيش السوري ومعاودة صناعة استراتيجية قتالية من جديد قد اثار الرأي العام الغربي واسرائيل على حد سواء .

لهذا ارادت امريكا عن طريق حلف الناتو بزيادة عزلة النظام السوري واضعافه والتدخل عسكريا لدعم الجماعات المناوئة للنظام هناك وتحت مايسمى بالحرب على الارهاب المتمثل بتنظيم داعش وغيره, فهل ينجح المخطط الصهيو امريكي ام ان لروسيا وحلفائها مثل الصين وايران رأي اخر ؟!!!...