اذاعة صوت روسيا:المجتمع الدولي ومسألة مساعدة ليبيا.

عبر المشاركون في المؤتمر الدولي بشأن ليبيا، الذي عقد في مدريد، عن استعدادهم لمساعدة الحكومة الشرعية للبلاد في مجال مكافحة الإرهاب. ومع ذلك باستثناء القيام بأي تدخل عسكري.

بقلم أندريه أونتيكوف
وقد حضر المؤتمر ممثلون عن 21 دولة والعديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.
على كل حال أرخت العملية العسكرية السابقة للناتو في ليبيا بظلالها على المشاركين في هذا المؤتمر. وأعتقد أنه ليس من قبيل المصادفة أن يذكر وزير خارجية ليبيا أن الحكومة فقط تملك الحق في استخدام القوة والسلاح. ومع ذلك، كان وزير الخارجية مضطراً للاعتراف بأن الحكومة الحالية لا يمكنها السيطرة على المجال الجوي أو الحدود البرية للبلاد.
ويرى الخبراء أن مؤتمر مدريد انتهى من دون نتائج ملموسة. وفي هذا الصدد يعتقد أناتولي يغورين كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم الروسية أنه لا يمكن للمرء أن يأمل في الحصول على مساعدة حقيقية من أولئك الذين شاركوا ولعبوا دوراً فعالاً في الإطاحة بنظام معمر القذافي، وأضاف الخبير الروسي قائلاً:
"أود أن أذكر هنا أنه في وقت من الأوقات صرح بعض القادة الأوروبيين أن ليبيا تحتاج لعشر سنوات لإعادة إعمار البلاد. وعلاوة على ذلك، قاموا بتحديد حجم الموارد المالية الضرورية لذلك، وأعربوا عن استعدادهم للمشاركة في جميع مشاريع الإعمار. ولكن كل هذا بقي حبراً على ورق، خاصة وإنه هناك عذر أقبح من ذنب وهو تدهور الحالة الأمنية وعدم الاستقرار في البلاد".
في الواقع، فإن الغرب أقل من أن يهتم بمصير سكان ليبيا. فهو مهتم فقط بتدفق مستدام للنفط من البلاد. وربما ستتخذ الدول الأروبية بعض الخطوات لتحقيق الاستقرار في مسألة توريد النفط، ولكن ليس أكثر من ذلك.
ومع ذلك يتبع في ليبيا نفسها، نهج انتقائي لأولئك القادرين على تقديم المساعدة الهادفة لتسوية الوضع في البلاد. إليكم ما تقوله الناشطة الليبية في مجال حقوق الإنسان فاطمة أبو نيران:

تحميل مواد صوتية
على أي حال، فإن زيادة الاهتمام بالوضع في ليبيا يعطينا بعض الأمل بأن البلاد لن يسمح لها أن تسير على خطى الصومال. إذ أن مؤتمر مدريد ليس الوحيد الذي يتناول هذه القضية. فمنذ بضعة أسابيع استضافت القاهرة قمة الدول المجاورة لليبيا. في حين أن مثل هذه الاجتماعات لا تؤتي أكلها حتى الآن. ولكن على ما يبدو أن بعض اللاعبين توصلوا إلى حقيقة أنه هناك إدراك في ضرورة القيام بشيء ما. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم، ما هو الشيء الذي ينبغي القيام به، ومن هم الفاعلون؟
 http://arabic.ruvr.ru/2014_09_18/277471822/