لهذه ألاسباب سينهار مبكرآ تحالف الحرب على داعش

هشام الهبيشان

في إطار إيصال رسائل المتحالفين بالحرب المفترضه على كيان “داعش الهلامي “,, بعضهم لبعض وبطرق غير مباشره ,,نشر اليوم موقع “انترناشونال بيزنس تايمز”,,تفاصيل أوليه للكلف الماديه التي تحملتها الخزينه الامريكيه بسب الحمله الامريكيه ضد داعش بسوريا والعراق ,,وقال الموقع “أن الحرب على “دواعش” سوريا والعراق تكلف الخزينة الأميركية وحدها أكثر من 312 ألف دولار بالساعة، إذا ما استمرت وتيرتها كما هي منذ بدأت فجر الثلاثاء الماضي للآن”,,ويضيف الموقع هنا “أن يوم الثلاثاء تساقط على “دواعش” سوريا وحدهم 47 صاروخا من طراز “توماهوك” ثمن الواحد منها مليون و 590 ألف دولار، وأطلقتها مدمرة يو اس اس” Arleigh” بيرك الأميركية من البحر الأحمر، ونظيرتها USS بحر الفلبين,, الراسية في شمال الخليج العربي، ووحدها هذه الصواريخ ثمنها يكاد يصل الى 75 مليونا، عدا كلفة إبقاء المدمرتين في المنطقة وتحريك الطائرات بقذائفها مماسيزيد الكلف لكل هذا العمليات التي ستتحملها الخزينه الامريكيه وحدها كما ذكر الموقع” ,,

ومن هنا نستطيع أن نقرأ وبناء على هذا التقرير لهذا الموقع ,,أن هذا التقرير ماهو ألا رساله “للدول الحليفه للامريكان” بحربهم المفترضه على داعش ,,أن هذه الحمله لن تكون بدون ثمن ,,وأن على الجميع المساهمه بها ,,وخصوصآ “السعوديه ,قطر ,الامارات ,البحرين “,,وهذا ما أكدته هذه الدول التي فتحت خزائنها لهذا الحلف ,وأقرت بأنها لن تكون بدون ثمن,ولكن ضمن شروط ورهانات ومحددات ظرفيه وزمانيه ومكانيه ,,

وردآ على هذه الرساله ألامريكيه الغير مباشره للحلفاء بشأن المساهمه الفعليه بتكلفة العمليات على الارض ,,ردت دول الخليج المشاركه بالحلف اليوم الخميس بأن قامت هي بشن مجموعة غارات بعشر مقاتلات عربيه على مواقع تتدعي هذه القوى انها لداعش على الاراضي السوريه ,,بينما اكتفت أمريكا بأرسال ست مقاتلات حربيه لضرب داعش على الاراضي السوريه ,,مما يعني بأن هناك حسابات جديده بدأت تدخل الى معادلة هذا الحلف وهي حسابات التكاليف ومن سيتحملها بمجملها ,وكيف سيتم توزيع النسب على الجميع,,

فدول الخليج المشاركه بهذا الحلف مع انها مازالت وللأن تفتح خزائنها لهذا الحلف ,,ألا أنه باليوم الثالث لهذه العمليات بدأت تتراجع تدريجيآ بعض القوى فيها وخصوصآ ألامارات وقطر عن وعود سابقه لها بتمويل هذه العمليات ودفع نسب كبيره من تكاليفها ,,بعد أن أثبتت عمليات اليوم الثالث أن مايجري اليوم على الارض السوريه هو اشبه بالمسرحيه الهزليه ,,وخصوصآ بعد ثبوت ضعف التنسيق الاستخباراتي لطبيعة الاهداف والمواقع المستهدفه بهذه الضربات ,,وسقوط الكثير من المدنيين ,,وقله لاتذكر من القوى المتطرفه ,كمحصله أوليه لهذه العمليات,”مما سيعرض هذه القوى بالمستقبل القريب لمسألات قضائيه دوليه حول طبيعة الاهداف والعمليات فوق الاراضي السوريه “,والمثير للاستغراب هنا هو كيف تم تحد يد “مزرعة أغنام بالريف الحمصي ” كهدف أستهدف بالعمليات الاخيره ,,مما يعني أن حجم الدعم الاستخباراتي على الارض ضعيف جدآ ومحدود ,,,أوان هناك مخطط اميركي يهدف لا اطالة عمر المعركه مما سيمنح الامريكان فرصة العوده “البريه “الى المنطقه مجددآ ,,وسيتم التعريج على هذا الموضوع تحديدآ بنهاية المقال ,,

وبألأضافه الى كل ذلك فلم تحقق عملية اليوم الاول والثاني وعلى أختلاف مراحلها ,والتي تم فيها توجيه نحو 60صاروخ توماهوك من على متن بوارج حربية أمريكية في المياه الدولية إلى أهداف في شمال وشرق سوريا،أي اهداف حقيقه يمكن البناء عليها ,,ولتأتي بعدها المرحلة الثانية ودورها أنحسر بالقيام بتوجيه ضربات جوية باستخدام طائرات أف 15 وطائرات أف 16 إلى جانب طائرات من دون طيار على أهداف لوجستية وأليات عسكريه واهداف ثابته ومتحركه لهذا التنظيم “الهلامي ” وبعض التنظيمات الاخرى,,مع علم هذه القوى المتحالفه ان التنظيم قد أخلى جميع مقراته بالرقه وريفها ودير الزور وريفها وشرق الحسكه وبعض مناطق الشما ل السوري ,,قبل ساعات من بدأ هذه العمليات وقام بعمليات اعادة انتشار,,مما يعني ان هذه العمليات بمجملها هي عمليات لم ولن تـأتي بأي نتائج على المدى الزمني المتوسط المنظور ,,وهذا ماسيضع اهم محد دات هذه العمليات وهو عامل الوقت ,,كحجر عثره أمام تماسك هذا التحالف ,,فأمريكا لن تقدر على تمويل هذه العمليات لوحدها ,,ودول الخليج لن تستطيع أن تستمر بهذه العمليات لفترات زمنيه طويله ,,

وهذا ماكان يخشى منه الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد تفاؤله بنشؤء هذا التحالف ,وحيث هنا يقول متفائلآ “ان تحالف الدول العربية التي شاركت في اول هجمات جوية اميركية في سورية تظهر ان الولايات المتحدة “ليست وحدها” في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية ” ولكن يعود بعدها ليبدي خشيته من محددات قد تطيح بهذا الحلف ويقول في هذا السياق “أن عمليات القصف والغارات الجوية الاميركية التي تم تنفيذها بدعم من السعودية والبحرين والامارات وقطر والاردن،هي عمليه طويلة المده وباهظة التكاليف و ان العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية ستستغرق وقتا، مؤكدا ان بلاده,,ستفعل كل ما هو ضروري لهزيمة التنظيم والمهم هو التزام جميع الاطراف بكل التزاماتها لأستمرار سير العمل بهذا المشروع الدولي حتى القضاء على شر داعش نهائيآ “,,

ومن هنا بدأت الدوائر الرسميه الامريكيه تخشى من محددات عامل الوقت وفاتورة التكاليف من جهه ومن جهه أخرى حجم الرهانات والمكاسب الذي يتوقع كل طرف ان يصل ويحصل عليها كمقابل للمشاركه بهذا التحالف ,,فمثلآ الهدف السعودي الاماراتي البحريني ,,يختلف بالمطلق عن الهدف القطري مع أنهم جميعآ متفقين على أسقاط الدوله السوريه ,,ولكن يختلفون حول الطريقه والاسلوب وطبيعة البديل ,,وهذا مابدأت تظهر معالمه اليوم الخميس ,,فقد بات جليآ ان قطر أبدت تحافظات كثيره حول الهجمات على اهداف ضربتها بعض المقاتلات السعوديه والاماراتيه بشكل مقصود قيل انها تتبع ” لجبهة النصره واحرار الشام ” ببعض مناطق الشمال السوري “ريف ادلب تحديدآ ” وهذه المنظمات تحديدآ تدين بالؤلاء المطلق للقطريين,,وما وراء الكواليس يخفي الكثير من الاسرار حول طبيعة هذه الخلافات التي بدات تطفؤ على ساحة هذا الحلف الامريكي –العربي ,,فقد بات واضحآ أن هناك حاله من التمزق والخروج عن بعض الخطوط الحمراء التي وضعت حين قرر الامريكان تشكيل هذا الحلف ,,

فعامل الوقت الذي تحدثت عنه الأداره الامريكيه والذي قدرته بسنه الى ثلاث سنوات كعمر أفتراضي لهذه الحرب وهذا الحلف للقضاء على التنظيمات المتطرفه بسوريا والعراق ,,والكلف الباهظه لهذه العمليات ,,وحجم الرهانات والاهداف والمكاسب الذي يتوقع كل طرف من هذه الاطراف أن يصل أليها كمحصله لمشاركته بهذه الحرب وهذا الحلف ,,فهذه المحددات جميعها تعتبر من اهم نقاط الضعف لهذا الحلف ,,والتي من المتوقع ان تكون من اهم العوامل التي ستطيح بهذا الحلف اجلآ ام عاجلآ ,,فطول مدة الحمله دون الوصول الى نتائج فعليه ومع أرتفاع كلفة فاتورة هذه الحمله التي من المتوقع أن تتحمل نسبه كبيره منها “السعوديه والامارات وقطر والبحرين ” ,,ومع عدم حصول أي اختراق مع طول المده والتي يقابلها زيادة بفاتورة التكاليف ,,ومع عدم حصول أختراق ينبئ بقرب وصول جميع الاطراف الى مكاسب واهداف وضعت كاهداف عامه ومشتركه لهذه الحمله ,,سيتقرر حينها أعلان انهيار هذا التحالف ,,وخصوصآ مع حديث ألامريكان الاخير عن انهم ألان يجهزون قوات بريه من الجيش الامريكي ستنطلق طلائعها من العراق لمحاربة “التنظيم الهلامي “هناك “بالعراق” ,,وهذا ماينبئ بأن هناك معادلات جديده بدأت تدخل الى طبيعة هذا التحالف ,,مما سيعطي نتائج اكثر سلبيه على المدى القصير المنظور للقوى العربيه الرسميه التي تشارك بهذا التحالف امام شعوبها ,,

فمساهمة هذه القوى العربيه بقوه بهذا التحالف ,,ومع دخول عامل القوات البريه الامريكيه كطرف بهذه الحرب ,,ممايعني عودة امريكا الى المنطقه ,,وهذا ما ترفضه عموم الشعوب العربيه ,,وخصوصآ بعد المأساه العراقيه المتولده من نتيجة التخاذل الرسمي العربي والذي سمح بسقوط العراق عام 2003بنيران الفوضى المعده والمصطنعه أمريكيآ,,وبذات السياق هناك قناعه عربيه تقول ان مايجري بالمنطقه اليوم من فوضى جزء كبير منها تعود جذورها الى الفوضى الدائره بالعراق والتي كانت امريكا السبب الرئيسي بحصولها بالعراق ,,واتساع حجمها وتمددها الى جزء واسع من المنطقه العربيه ,,فوجود قوى رسميه عربيه اليوم ضمن تحالف دولي يسعى لعودة امريكا الى المنطقه من جديد بحجج واهيه ,,سيضع عموم هذه الانظمه الرسميه العربيه المشاركه بهذا التحالف امام اختبار وامتحان صعب امام شعوبها ,,مما سيدفع بعض القوى العربيه للانسحاب مبكرآ من هذا التحالف ,,مما سيضع تماسك وصلابة هذا التحالف على المحك ,,

وبالنهايه ,,هناك عوامل كثيره ستدفع هذا التحالف للأنهيار أجلآ أم عاجلآ ,,فعامل الوقت وفاتورة التكاليف والرهانات لكل طرف ,,وعودة امريكا الى المنطقه ,,ووو,الخ ,,فجميع هذه ألاسباب والمحددات ستكون سببآ وأقعيآ ومنطقيآ لانهيار هذا التحالف ,والسؤال هنا ففي حال أنهيار هذا التحالف ,,فماهي الخطه الامريكيه-السعوديه, المقبله لتعويض الفراغ والنقص الحاصل لهذا الانهيار ؟؟,,وهل ستكون مصر هي البديل أم الأتراك وما هو الثمن الذي سيطلبه الاتراك لتعويض هذا النقص ,,أم أن النظام السوري وحلفائه ,,سيلتقطون ألأشاره سريعآ ومبكرآ حينها ليثبتو للجميع أن النظام السوري هو المرجع الوحيد وانه الطرف ألاقوى القادر على التحكم بمسار الحرب على الارهاب فوق أراضيه ,,أم أن امريكا ستقوم بمشاركة السعوديين بحال انهيار هذا التحالف مبكرآ بأكمال الطريق لوحدهما من خلال القيام بعمليه جراحيه سريعه بسوريا يتم فيها أسقاط الدوله السوريه ككل بحالة الفوضى ,,مما سيعطيهم شرعيه أكثر لتكوين حلف دولي أوسع واشمل ,مما سيتيح لامريكا العوده وبقوه الى المنطقه من جديد,,ومن هنا سننتظر القادم من ألايام ليجيبنا عن كل هذه الاسئله والتكهنات .