ما هي الخطة الأميركية للقضاء على سوريا و«حزب الله»؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
ما هي الخطة الأميركية للقضاء على سوريا و«حزب الله»؟
نادر عزالدين
حُددت ساعة الصفر لـ"الحرب الأميركية على الإرهاب"، شمّر باراك أوباما عن ساعديه معلناً بدء الضربات الجويّة والبحرية ضد التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق. الإدارة الأميركية نسقت مسبقاً مع بغداد أهداف عملياتها، ولكن بالنسبة لدمشق فقد اكتفت بإخطارها عبر قنوات ديبلوماسية بنيتها استهداف أراضيها دون أخذ موافقتها. فواشنطن اكتفت بإبلاغ مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بنيتها، كما أوعز وزير خارجيتها جون كيري لنظيره العراقي ابراهيم الجعفري بإرسال مبعوث إلى الرئيس بشار الأسد لابلاغه الرسالة نفسها.
إذاً بين ليلة وضحاها، أضحت سوريا والعراق ساحة حرب دولية على تنظيم "داعش" الإرهابي، يشارك فيها، حتى الآن، طائرات أميركية وفرنسية وبريطانية وأردنية وإماراتية وبحرينية وسعودية، بالاضافة إلى دعم لوجستي من قطر.
لكل دولة أسبابها وتبريراتها، ولعل التصريحات السعودية كانت الأكثر شفافية، فالرياض بررت مشاركتها في الغارات بأنها تأتي في سياق دعمها للمعارضة السورية "المعتدلة"، التي يتدرّب حالياً الآلاف من عناصرها في الطائف ومعسكرات الأردن.
قد يبدو للوهلة الأولى أن مسار وأهداف هذه الحرب لا يزال مجهولاً، كما الفترة الزمنية التي ستستغرقها قوات التحالف الجديد في عملياتها العسكرية، ولكن لو دققنا لوجدنا أجندة أميركية واضحة المعالم.
بداية لا بد من التأكيد أن الحكومة السورية هي آخر المستفيدين من هذه الضربات، ومن يعتقد خلاف ذلك فهو واهم، إذ لا يمكن لأميركا وحلفائها الذين سعوا طوال أربع سنوات لإسقاط الدولة السورية، وموّلوا وسلّحوا التطرف في سوريا أن يوجهوا ضربة قد تحقق أي مكسب للرئيس الأسد والمحور الداعم له.
وفي الواقع، فإن التحرك الأميركي جاء أولاً بعد فشل كل المحاولات الدولية – العربية لإسقاط الركن الأساسي في محور المقاومة المتمثل بدمشق، وثانياً بعد استيعاب الشعب العراقي لهجمة "داعش" التي لم تتمكن من الوصول إلى بغداد واسقاطها وتقسيم العراق كما تأمل الولايات المتحدة، أما ثالثاً فهو انزعاج واشنطن من النفوذ الإيراني الذي بدأ يتعاظم في العراق وسوريا ولبنان من خلال الانتصارات المتتالية التي حققها محور المقاومة في العام المنصرم في مواجهته الإرهاب.
إذاً كان لا بد من تدخّل الأصيل، بعد سنوات من فشل الوكيل، عبر مخطط مقسم على عدة مراحل:
1- تقليم أظافر تنظيمي "داعش" و"النصرة" من دون القضاء عليهما حتى لا يفقد التحالف حجته في استهداف سوريا لعدة سنوات، مع الحرص على عدم استفادة الجيش السوري من نتائج الضربات ضد التنظيمين، لذا لاحظنا في الأيام الأولى للعمليات العسكرية أن خريطة الأهداف قد درست بعناية شديدة، خصوصاً شرق سوريا، حيث تبعد الأهداف التي دمّرت عن خطوط إمداد الجيش السوري خاصة بعد سقوط مطار الطبقة، ومقر "الفرقة 17" في الرقة و"اللواء 93" في عين عيسى، بالإضافة إلى دير الزور وأريافها والبوكمال والحسكة وتل ابيض وريف ادلب.
2- من المتوقع أن تضعف هذه الضربات التنظيمات المتطرفة، وهنا يأتي دور الجيوش المحلية التي تعدّها واشنطن وحلفاؤها في السعودية والأردن، حيث تؤكد المعلومات أن عددهم يتراوح بين 10 و15 ألف مقاتل ممن يحلو لأميركا وصفهم بـ"المعارضة المعتدلة". سيدخل هؤلاء على دفعات عبر الحدود العراقية والأردنية والتركية، ومهمتهم السيطرة على المناطق التي سيخليها مقاتلو "داعش" و"النصرة"، بحماية جويّة أميركية – عربية، بالاضافة إلى تدعيمهم ميدانياً بـ"فرق الموت" الأميركية، ما ينذر بجولات عنيفة ستكون نتيجتها كما سابقاتها، قتل ودمار وخراب وتهجير.
3- إن أي محاولة للجيش السوري لدخول تلك المناطق، ستواجه بقصف جوي ومقاومة بريّة تتوقع الولايات المتحدة أنها ستكون كفيلة بمنعه من إتمام مهامه خاصة أنه انهك بعد سنوات من قتال التنظيمات الإرهابية، وبذلك تكون أميركا قد حققت ما لم تستطع أدواتها تنفيذه، وتمكنت من السيطرة مباشرة على أجزاء واسعة من سوريا.
4- استخدام هذه المناطق في الهجمات المستقبلية ضد الجيش السوري وقوات الدفاع وحلفاء سوريا الذين تقاتل قواتهم إلى جانبه، كـ"حزب الله"، لخلط الأوراق في المنطقة.
5- العمل جدياً، على إسقاط الدولة السورية، وتوجيه ضربات مباشرة إلى "حزب الله" لاضعافه وكسر أي نفوذ إيراني في لبنان وسوريا والعراق، تمهيداً لمحاصرتها وإغراقها في "ربيع" يُحضر لها منذ فشل "الثورة الخضراء".
من هنا يمكننا فهم الموقف الصارم لروسيا وتيار المحافظين في إيران "وحزب الله" برفض أي تدخل عسكري في سوريا، وتشير أوساط مطلعة إلى وجود قلق لدى الحزب من استغلال أميركا لتسرّب مقاتلين متطرفين إلى لبنان لتوجيه ضربات إلى المقاومة وترسانتها الصاروخية التي تهدد العدو الإسرائيلي، خاصة وأن "حزب الله" مدرج على لائحة الإرهاب الأميركية، وأن أوروبا تعتبر جناحه العسكري "إرهابياً"، والعنوان العريض لهذه الحرب هو "القضاء على الإرهاب".
كما تضيف الأوساط أن الحزب يجري استعدادات جدية لمثل هكذا سيناريوهات، وأنه مستعد لصد أي هجوم للتنظيمات المتطرفة، وتشير إلى أن الإطلالة الأخيرة لأمينه العام السيد حسن نصرالله كانت بمثابة رسالة إلى الحلفاء والخصوم المحليين والإقليميين مفادها أنه "لا يمكن الوثوق بأميركا ونواياها"، وأن "الحرب قادمة إلى لبنان لا محالة.. اللهم اشهد اني بلّغت".
من أنتم- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 2198
نقاط : 4987
تاريخ التسجيل : 04/06/2013
مواضيع مماثلة
» هل ينفذ الأردن الخطة الأميركية الرابعة ضد سوريا ويدفع الثمن؟
» الخطة الأميركية.. والصراع السُّني - السُّني
» الخطة البديل للقضاء على المقاومة الإسلامية و ما خفي كان أعظم
» حول الخطة الأميركية الجديدة
» أخطار الخطة الأميركية لنشر المزيد من القوات في المنطقة
» الخطة الأميركية.. والصراع السُّني - السُّني
» الخطة البديل للقضاء على المقاومة الإسلامية و ما خفي كان أعظم
» حول الخطة الأميركية الجديدة
» أخطار الخطة الأميركية لنشر المزيد من القوات في المنطقة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:48 am من طرف larbi
» بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحب بإعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية
الإثنين نوفمبر 25, 2024 10:47 am من طرف larbi
» مراسل التلفزوين العربي: 4 ملايين إسرائيلي يدخلون الملاجئ وحيفا تتحول لمدينة أشباح
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:23 pm من طرف larbi
» يوم كئيب في تل أبيب» حزب الله يقصف إسرائيل 5 مرات متوالية و4 ملايين في الملاجئ.
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:14 pm من طرف larbi
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:40 pm من طرف عبد الله ضراب
» الاهبل محمد بن سلمان يحاصر الكعبة الشريفة بالدسكوهات و الملاهي الليلية
السبت نوفمبر 23, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
السبت نوفمبر 23, 2024 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi