"عصمنلي" تركيا يطلق النار على بلاد محمد علي باشا

يؤكد رجب طيب أردوغان يوماً بعد يوم أن "العرق دساس" فالشعوبية المقيتة وأحقاد الماضي السحيق لا يحتفظ بها إلا من كان ذا مشروع معادي لكل مختلف معه، من يعادي أطيافاً من شعبه لانتمائها الديني أو المذهبي أو العرقي، لن يكون فيه خير لشعوب أخرى، فحلم السلطنة لم يمت بعد داخل الرجل المريض.

في آخر فلتات أردوغان سليل سلاطين بني عثمان المحقونين بتعصب شعوبي ومذهبي، كشف الرئيس التركي عن ذلك الكره الدفين لمحمد علي باشا ذلك الزعيم المصري الذي هدد اسطنبول ذاتها في القرن الثامن عشر.

وكان أردوغان قال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "ما حدث في مصر في 30 حزيران هو انقلاب عسكري مكتمل الأركان"، مضيفا أن الأمم المتحدة تدعم الانقلابيين العسكريين، وتقف ضد الذين انتخبوا بشكل حر وديمقراطي، وفي مصر الآلاف من ضحايا الانقلاب العسكري، في مزاعم منه على أن الأخوان المسلمون هم الحكام الشرعيون لمصر.



بدورها استنكرت القاهرة عبر خارجيتها لما قاله أردوغان أمام الأمم المتحدة، متهمة إياه بالحرص على إثارة الفوضى ودعم الجماعات الإرهابية، معتبرةً ان ما أدلى به الرئيس التركي ما هو إلا أكاذيب وافتراءات ليست مستغربة عن شخص حريص على إثارة الفوضى والفرقة في المنطقة تحقيقاً لطموحاته الشخصية وأوهام الماضي لديه.



المصريون يعلمون كم أن بلادهم كانت شوكةً في حلق السلطنة العثمانية قديماً، وقد ألمح بيان الخارجية المصرية إلى ذلك عندما أشار إلى أوهام الماضي لدى أردوغان.

الإمارات العربية المتحدة التي تُعد عدوةً لدودة لحركة الإخوان المسلمين هي الأخرى انتقدت ما صدر عن أردوغان، فهل سيبشر ذلك بتأزم العلاقات بين تركيا وكل من مصر والإمارات؟ في وقت يعيش فيه العالم حفلاً كبيراً لضرب داعش في المنطقة؟، ماذا عن ردة الفعل الأمريكية عما صدر من أردوغان؟، ألن تعتبره أشبه بعصا توضع في عجلة التعاون الدولي والإقليمي القائم حالياً من أجل ضرب الإرهاب؟، وهل يوجد من علاقة بين ما قاله أردوغان وبين موقف بلاده المعلن من عدم انضمامها إلى الحلف الدولي لمحاربة داعش؟.

الأكيد فيما سبق بأن وجود خصومة بين القاهرة وانقرة سيعزز التقارب ما بين مصر وخصوم تركيا، لا سيما دمشق الحليف والتوأم التاريخي للقاهرة، العاصمتان الكبيرتان تخاصمان أنقرة وريثة اسطنبول عاصمة الاحتلال العثماني سابقاً.

المصدر: عربي برس - علي مخلوف