تحديات الواقع السياسي الراهن امام القياده الفلسطينية
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
تحديات الواقع السياسي الراهن امام القياده الفلسطينية
محمود الشيخ
بعد ان القى الرئيس محمود عباس خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحده،هل ننتظر ان يقوم العالم بتحرير فلسطين،وانتزاع حقوق شعبنا من انياب دولة المستوطنين،وهل ننتظر ان تجند الأمم المتحدة جيشا جرارا يجبر الإحتلال على الإنسحاب من ارض الدولة الفلسطينية،او ان تقوم بفرض عقوبات اقتصادية على اسرائيل وتلزمها بالإنسحاب،كالعقوبات التى فرضت على العراق وايران وليبيا،او ان تتخذ قرارا حازما يحظر على طيرانها المجال الجوي لقطاع غزة،او ان تسعى جديا لتقديم قادة اسرائيل لمحكمة الجنايات الدولية،او ان تقوم حتى الدول المؤيدة للحق الفلسطيني في مجلس الأمن والأمم المتحدة غير دول امريكا اللاتينية ذات التوجهات اليسارية،وتفرض على اسرائيل عزلة دولية،او حتى دولنا العربية هل ستقوم بطرد سفراء اسرائيل من عواصمها وهل تقوم بإغلاق المكاتب التجارية الإسرائيلية في عواصمها.
او هل سنجبر بفعل سياسة العقل والحكمة التى تعتمدها القيادة الفلسطينية صاحبة السلطة في اتخاذ القرار،هل ستلزم اسرائيل التعامل مع شعبنا بالأخلاقيات الإنسانية بعيدا عن وحشية اساليبها وعنجهية جنودها وتعاليهم المفرط على ابناء شعبنا،وهل سنجبر اسرائيل على اطلاق سراح اسرى الدفعة الرابعة،او هل سيلزم مجلس الأمن اسرائيل بوقف تعدياتها على الأقصى،او شل يد هدم البيوت التى تقوم بها اسرائيل او وقف طرد اهالي القدس من منازلهم،وهل سيجبرها على وقف الإستيطان سواء في القدس او في انحاء الضفة الغربية،او وقف نهب الأراضي ووقف حملات الإعتقال والتعسف او الزامها مثلا بدفع تكاليف اعادة اعمار قطاع غزة بإعتبار ان التها العسكرية هي التى هدمت وقتلت وجرحت.
اذن ماذا ننتظر من مجلس الأمن والأمم المتحدة ومن الجمعية العامة للأمم المتحدة،خاصة وان جملة من القرارت صدرت عن مجلس الأمن والجمعية العامة ولم تجد لها طريقا للتنفيذ،بل طقعت لها اسرائيل وادارت ظهرها لكل قرارات كما نقول الشرعية الدولية،وللعالم اجمع السبب واضح للجميع هو العلاقة الإستراتيجية القائمة بين اسرائيل وامريكا،والرعاية الدائمة التى تحظى بها اسرائيل من قبل امريكا،والطامة الكبرى اننا قبلنا ان تكون امريكا حكما طالبناها ان تكون نزيهة في الوساطة بينا وبين اسرائيل،هذه المواقف الغبية التى نعتمدها وعند تقدمنا لأي مشروع قرار لمجلس الأمن يكون الفيتو الأمريكي لنا بالمرصاد،وبذلك أضاعت القيادة الفلسطينية عشرون عاما ونيف وهي تنتظر ان تصحح امريكا سياستها وتكون نزيهة في وساطتها وبطبيعة الحال فان سياسة الإنتظار وايضا سياسة قضم الإحتلال اللتان اعتمدتهما القيادة الفلسطينية اضاعت على شعبنا فرصة استمرار انتفاضته وكفاحه ولعبت دورا في احباط الجماهير الفلسطينية وهذه القيادة انتظرت عقودا من الزمن لتنتقل امريكا من التحيز الكامل لإسرائيل الى الحياد في وساطتها ولم تتغير امريكا ولا زلنا نقول سنطلب من امريكا ان تمنح اسرائيل فرصة كي تقبل بحل الدولتين وان لم تقبل سنقوم بتقديم طلبات عضوية الى باقي المنظمات الدولية،وننسى ان امريكا المتحيزة الى جانب اسرائيل علينا اولا وقبل كل شي ان نتعامل معها على قاعدة انها طرفا في الصراع معنا وليس طرفا محايدا هذه من جهة.
وقبل ان نطالب العالم بأي شيء علينا ان نطالب انفسنا بأن لا نكون امتدادا للإنقسام الذى كان بين نشاشيبي وحسيني في ثورة 1936،واليوم اختلفت التسميات فقط والإنقسام بقي هو هو انقساما يضر بمصالح الشعب الفلسطيني،في ظل احتدام الصراع على الأرض والحقوق،نغلب فيه المصالح الفؤوية والشخصية على المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني،وبهذا نكون قد غلبنا الصراع الفلسطيني _ الفلسطيني على الصراع الرئيسي مع الإحتلال،يقود ذلك طرفي النزاع على الساحة الفلسطينية،وكل له ادعاءاته المغلفة بشعارات يدعي كل واحد فيهم انه الأحرص على مصالح الشعب الفلسطيني ويقدح بالطرف الثاني ويتهمه بأشياء ما انزل الله بها من سلطان،واما شعبنا فقد مل واحبط وقذف الدم وتقزز وتندر،على كل ما يقولونه،لأنه هو يرى مكمن الخطر اين وان صراعهم ليس في مصلحة شعبنا والمتصارعون ليسوا في هذا الوارد بل في وارد الحسابات الفؤوية الشخصية لهؤلاء،ويدرك شعبنا ان الشعار الصادق من يؤجل الصراع الداخلي ويؤجج الصراع مع الإحتلال،ويستخدم قوة شعبه ويشحذ هممه ويرص صفوفه ويستنهض قواه ولا يخنقها او يقف سدا امام اندفاعها بل يعمل على تطويرها ويصغي اليها ويحارب الفساد ويصون مصالح العباد ويرعى مصالح الفئة الصابرة التى دفعت حياتها ثمنا للوصول الى كنس الإحتلال والنصر عليه،ولا يدافع ولا يرعى مصالح ليس لها غير دور المعطل للنضال الوطني الفلسطيني وشغلها الشاغل كبح جماح الهبات الشعبية تحسبا من تطورها من جهة وتحولها الى قوة شعبية هائلة تقف في وجه اساليبها الكابحة لتجبرها على تغير نهجها الضار بالنضال الوطني الفلسطيني،وافقها السياسي الخاضع لمصالحها الفؤوية والشخصية،وتعمل على تغير الأداء الوظيفي للسلطة الوطنية لتصبح سلطة كفاحية بيد شعبنا تخدم نضاله وتساهم في اي حالة ثورية لشعبنا،ثم تلزم اطراف النزاع تأجيل نزاعهم الى ما بعد ترحيل الإحتلال وتلزمهم بموقف سياسي موحد واستراتيجية واضحة تعتمد المقاومة نهجا واسلوبا ناجعا للنضال الوطني الفلسطيني،لتحدث تغيرا مهما في بنية الثقافة الوطنية التى استند اليها اصحاب العملية التفاضية،والتى ساهمت في تخريب ثقافة المقاومة التى سادت في الساحة الفلسطينية حتى العام 1993 اي الى حين التوقيع على اتفاق اوسلو،ثم تلزم القيادة في الطلاق البائن بينونة كبرى مع اتفاق اوسلو واتفاقية باريس الإقتصادية وفي ايضا طلاق التنسيق الأمني الذى دمر الثقافة الوطنية ولعب دورا في انعدام الثقة بين اطراف العمل الوطني،واستغلته اسرائيل اسواء استغلال.
واما القوى الأخرى التى لم نعد نميزها عن طرفي النزاع على الساحة الفلسطينية،وتستخدمهم اطراف النزاع في ترجيح كفة على اخرى،عليها ان تخرج من الحالة التى تعيش فكيف لها ان تتواصل مع الجماهير وتدرك ان نهجها ومواقفها السياسية الحالية وانخراطها في السلطة وبحثها باستمرار عن الإمتيازات والوزارات والمخصصات وضعها في مكانة المتذيلة وان اعترضت اعتراضها يكون خجولا جدا،فأي قوى هذه التى ترتعش يدها خوفا على المخصصات والإمتيازات، ولماذا يقبلون ان يتميزوا ببطاقات شخصية مهمه التى يمنحها لهم الإحتلال ومرة اخرى اي قوى هذه التى تغلب مصالحها الفؤوية على المواقف السياسية وتترك نفسها بلا تميز ولا تنصاع لكلمة الحق في موضوع النزاع على السلطة القائم على الساحة الفلسطينية،فهل هذه القوى يمكن تحميلها مسؤولية سلطة اتخاذ القرار السياسي ومسؤولية سلطة ولذلك تهمل هذه القوى ولا يحسب له حساب لدى طرفي النزاع لهذا فان طرفي النزاع عندما يجرون مباحثات بينهما في القاهرة هو نتيجة طبيعية الى انهم يعتبرون هذه القوى مجرد فواصل وسحيجة في احسن الأحوال بسبب غياب دورهم في النزاع بين طرفي النزاع من جهه وبسبب غياب دورهم في العملية السياسة برمتها ويقبلون على انفسهم ذلك،وسيبقى القرار لهؤلاء ان بقيت تلك القوى غير مميزة في سياستها عن غيرها ولا تحتل دورها اللازم ومكانتها التى كانت،ويقوم طرفي النزاع بتقسيم كعكة السلطة بينهما حسبما يريدون وان اعطيت باقي القوى شيئا تعطيه من باب الخجل او من باب الإدعاء باننا نطبق وحدة الصف الوطني لكن يبقى دورها فيه هامشيا وليس مهما.
ولهذا فان اي مشروع نتقدم به لأي جهة كانت في العالم يكون مبتورا وغير مجدي مهما كان الموقف العالمي منه ان لم يكن مصحوبا بجملة من الإجراءات التى تؤجل الصراع على السلطة بين طرفي النزاع على الساحة الفلسطينية من جهة،وتعمق وحدة الصف الوطني وتفعل اللجان المنبثقة عن اتفاق القاهرة الخاص بتطوير( م.ت.ف )وصولا الى انجاز مهامها دون تعطيل وتسويف وتأجيل لتصبح البيت الفلسطيني الفاعل وليس المهلهل والمشتت والمشلول،على ان تمثل فيها كافة القوى بغض النظر عن حجمها ودورها دون استصغار واستهزاء وتقزيم وتهميش،وتشكيل قيادة وطنية موحدة تقود الصراع مع الإحتلال وتستنهض المقاومة الشعبية وتحول السلطة الوطنية الى اداة كفاحية وليس اداة كبح بوجه شعبنا وتقطع التنسيق الأمني.
ثم تحدث تحولا جذريا في السياسة الإقتصادية للسلطة تتجة نحو خدمة الطبقة العاملة واصحاب الدخل المحدود والفئات الشعبية اصحاب المصلحة الحقيقية في زوال الإحتلال،ومحاربة الفساد بكل اشكاله وتفعيل دور المؤسسات الشعبية بعد رفع اليد عنها لتصبح مؤسسات شعبية بحق وحقيقة وليست مؤسسات هذا التنظيم او ذاك.
وبعد كل ذلك يمكن التقدم اِلى العالم على ضوء المنجزات الكفاحية على الأرض التى حققها شعبنا كما فعل في الإنتفاضة الأولى فقيادتنا بحاجة الى مراجعة تاريخ الثورات وكيف انتزعت الشعوب حقها بالترجي والتوسل ام بالنضال والكفاح وتنظيم الشعوب فالحق ينتزع ولا يمنح او يعطى
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» الفصائل الفلسطينية: خطاب هنية يؤكد عدم قدرة حماس على التعاطى مع الواقع
» هل قررت سورية فتح جبهة الجولان امام المقاومة الفلسطينية
» العرض السياسي للوزير وليد المعلم امام مجلس الشعب السوري 05 03 2014
» الجزائر:جبهة التحرير الفلسطينية تلتقي الصادق بوقطاية عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني الجزائري
» يجب ان نصنع الاحداث على ارض الواقع فالاقوال مهما كانت بليغة في وصف الواقع لكنها تبقي أسيرة الكلمات
» هل قررت سورية فتح جبهة الجولان امام المقاومة الفلسطينية
» العرض السياسي للوزير وليد المعلم امام مجلس الشعب السوري 05 03 2014
» الجزائر:جبهة التحرير الفلسطينية تلتقي الصادق بوقطاية عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني الجزائري
» يجب ان نصنع الاحداث على ارض الواقع فالاقوال مهما كانت بليغة في وصف الواقع لكنها تبقي أسيرة الكلمات
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد