هل تنجح انقرة في مسعاها لاقامة " هلال سني اخوانجي" في المنطقة ؟؟

كاظم نوري الربيعي
تخطط تركيا الاردوغانية كما هو واضح ومنذ الوهلة الاولى لتشكيل التحالف الذي اعلنت عنه الولايات المتحدة" لضرب الارهاب" الى ضرب حجر بعصفورين اولهما اقامة منطقة " عازلة" على الحدود مع سورية للتخلص من " الكرد" بعد تجميعهم في تلك المنطقة وصولا الى ما يسمى ب" الهلال السني الاخوا نجي" في حال نجاح خطتها وتحقيق حلمها" التاريخي" للتخلص من النظام القائم في سورية وذلك على غرار مايطلقون عليه ب" الهلال الشيعي" الذي يتهمون ايران بالتخطيط لاقامته.

وهما مصطلحان " لايحظيان" بتاييد مصري سعودي اماراتي كما لايحظيان باحترام الذين تهمهم اوطانهم وشعوبهم ويسعون للحفاظ على وحدة امتهم من هذا المخطط الرهيب الذي قد تنزلق بسببه المنطقة الى حرب كارثية تصب في خدمة اسرائيل وداعميها . وكانت " داعش" البداية التي يجري حاليا استغلالها دوليا من اجل تنفيذ هذا المشروع الذي صمتت واشنطن ازاءه من اجل انعاش اقتصاد الولايات المتحدة بعد ان ضمنت دفع فاتورة الحرب الانتقائية " ضد الارهاب " وكذلك مواصلة" حلب" دول الخليج الاخرى التي ستتحمل تكلفة حرب طويلة تدوم لسنوات كما قال الرئيس الامريكي اوباما وشاركه في الراي ايضا كاميرون رئيس وزراء بريطانيا وبقية الدول المشاركة في الحملة العسكرية وصولا الى الحصول على شيئ " من كعكة عراقية " مهدت لصناعتها نشاطات " داعش" العسكرية

. تركيا التي عرف عنها ومنذ الوهلة الاولى انها كانت ولازالت متحمسة جدا لدخول حرب واسعة ضد سورية تحت اية ذريعة ومنذ الازمة في سورية قبل ثلاث سنوات تحت يافطة " دعم المجموعات المسلحة التي انشق بعضها عن"الجيش السوري" والجماعات الارهابية الاخرى" حشدت قواتها العسكرية على حدود سورية والعراق مثلما جمعت على اراضيها " مجموعات قالت انها تضم اكثر من عشرين جماعة مسلحة محسوبة على "المعارضة السورية زورا "" تمهيدا لدخولها الى سورية تحت ذريعة " المشاركة البرية الى جانب القصف الجوي ضد " داعش". و لطالما بدا البعض في عواصم التامر يتحدث عن ضرورة " ارسال قوات برية " وتدريب اخرى في السعودية وغيرها لان القصف الجوي وحده لايحسم المعركة ضد داعش

. ومن يدري ماهي هوية المشاركين في تلك الجماعات المسلحة التي تخضع للتدريب تحت اشراف " سي اي ايه" ؟؟ هل هي سورية ام تركية ام مجموعات مرتزقة وهذا هو الارجح وهناك تجربة عن الكيفية التي سمح بها لعشرات الالاف من الاجانب باجتياز الحدود التركية للقتال ضد الحكومة السورية الشرعية تحت " كذبة " معارضة سورية مسلحة" ومد تلك المجموعات بالاسلحة والاموال وتوفير التدريب لها على اراضي دول مجاورة لسورية واذا بها داعش واخواتها .

كيف سيكون موقف مصر والسعودية من التوجه التركي الجديد الذي مهدت له بحشود برية على حدود سورية بذريعة المشاركة البرية لدعم " التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة ضد المجموعات المسلحة الارهابية بعد التخلص من حكم " الاخوان في مصر المدعوم من قبل تركيا وقطر " بمساعدة سعودية؟؟

هذا اولا وما هو موقف ايران من " مخطط " الهلال السني " الذي تسعى لاقامته تركيا وسيكون بداية الحلم التركي بالسماح لها بالاجهاز على الكرد الذين سمحت لهم بان يتجمعوا في " المنطقة العازلة" دفاعا عن " عين العرب" وصولا الى التخلص من النظام في سورية لتحقيق مبتغاها الذي سيصطدم بنهج ايران في المنطقة ايضا وكذلك حزب الله في سورية؟؟

اما العراق وبموقفه العسكري الضعيف وهو يطلب المساعدة العسكرية من كل صوب سيكون ممرا للدول الطامعة في المنطقة سواء تلك التي تسعى الى اقامة" هلالاتها" او تنفيذ مخططاتها مثل تركيا وايران ومصر والسعودية والولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات؟؟ انها لعبة خطيرة وشائكة تلك التي تمر بها المنطقة قد تفضي الى حرب لاتحمد عقباها ولن توفر احدا في المنطقة وخارجها حتى روسيا التي استبقت الاحداث وهي تكرس جهدها لاقامة " تحالفات" علنية منظورة مع ايران والصين وغيرها فضلا عن اعلانها رسميا من ان اية محاولة امريكية لضرب مواقع الجيش السوري ستقابل بدعم عسكري غير مباشر لدمشق يتمثل بتزويدها بوسائل دفاع جوي حديثة وطائرات متطورة دون ان تتدخل موسكو عسكريا وفق متحدث روسي.

الا ان موسكو استبقت الاحداث و ارسلت في ذات الوقت قطعا بحرية عسكرية بينها حاملة طائرات الى ميناء طرطوس السوري لترابط هناك دون تحديد موعد لانسحابها مثلما حثت الخطى لاجراء مناورات بحرية وجوية في بحر قزوين مع ايران في مؤشر واضح على شعور روسيا بالمخاطر التي ستنجم عن مهاجمة سورية بريا من جانب قوات تحت مسمى " تركية" بذريعة دعم التحالف الامريكي ضد الارهاب..